أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-04-2015
3368
التاريخ: 2024-08-22
363
التاريخ: 2023-07-24
1262
التاريخ: 7-04-2015
3568
|
اقبل القوم على سلب الحسين (عليه السلام) فاخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمي ووجد في قميصه (عليه السلام) مائة وبضع عشرة ما بين رمية وطعنة وضربة وقيل وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده الشريف ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف وعن الصادق (عليه السلام) انه وجد بالحسين (عليه السلام) ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة وعن الباقر (عليه السلام) انه وجد به ثلثمائة وبضع وعشرون جراحة وفي رواية ثلثمائة وستون جراحة واخذ سراويله أبجر بن كعب التميمي وأخذ ثوبه أخ لإسحاق بن حوية وأخذ قطيفة له كانت من خز قيس بن الأشعث بن قيس واخذ عمامته الأخنس بن مرثد وقيل جابر بن يزيد واخذ برنسه مالك بن النسر واخذ نعليه الأسود بن خالد واخذ درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر أعطاها المختار لقاتله واخذ سيفه الفلافس النهشلي من بني دارم وقيل جميع بن الخلق الأودي وقيل الأسود بن حنظلة التميمي واخذ القوس الرجيل بن خيثمة الجعفي واخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي وقطع إصبعه مع الخاتم ومال الناس على الفرش والورس والحلل والإبل فانتهبوها وانتهبوا رحله وثقله وسلبوا نساءه .
قال حميد بن مسلم : رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين (عليه السلام) في فسطاطهن وهم يسلبونهن أخذت سيفا وأقبلت نحو الفسطاط وقالت يا آل بكر بن وائل أ تسلب بنات رسول الله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله فاخذها زوجها وردها إلى رحله .
وانتهوا إلى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) وهو منبسط على فراش وهو شديد المرض وكان مريضا بالذرب وقد أشرف على الموت ومع شمر جماعة من الرجالة فقالوا له أ لا نقتل هذا العليل فأراد شمر قتله فقال له حميد بن مسلم : سبحان الله أ تقتل الصبيان انما هو صبي وانه لما به فلم يزل يدفعهم عنه حتى جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين فقال لأصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء ولا تتعرضوا لهذا الغلام المريض ومن أخذ من متاعهن شيئا فليردده فلم يرد أحد شيئا ثم إنهم أشعلوا النار في الفسطاط فخرجت منه النساء باكيات مسلبات ونادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره وصدره ، فانتدب منهم عشرة وهم : إسحاق بن حوية الذي سلب قميص الحسين (عليه السلام) .
والاخنس بن مرثد الذي سلب عمامة الحسين (عليه السلام) وحكيم بن الطفيل الذي اشترك في قتل العباس (عليه السلام) وعمرو بن صبيح الصيداوي الذي رمى عبد الله بن مسلم بسهم فسمر يده في جبهته ورجاء بن منقذ العبدي وسالم بن خيثمة الجعفي وصالح بن وهب الجعفي الذي طعن الحسين على خاصرته فسقط عن فرسه وواخط بن غانم وهاني بن ثبيت الحضرمي الذي قتل جماعة من الطالبيين واسيد بن مالك فداسوا الحسين (عليه السلام) بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره وصدره وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد فقال أسيد بن مالك أحدهم :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر * بكل يعبوب شديد الأسر
فقال ابن زياد من أنتم قالوا نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا جناجن صدره فامر لهم بجائزة يسيرة قال أبو عمرو الزاهد فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا وسرح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشورا برأس الحسين (عليه السلام) مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد.
قال الطبري وابن الأثير فوجد القصر مغلقا فاتى بالرأس إلى منزله فوضعه تحت إجانة ودخل فراشه وقال لامرأته النوار جئتك بغنى الدهر هذا رأس الحسين (عليه السلام) معك في الدار فقالت ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت وقامت من الفراش فخرجت إلى الدار وخولي هذا قتله أصحاب المختار واحرقوه بالنار وكان مختفيا في مخرجه فدلت عليه امرأته الأخرى العيوف بنت مالك وكانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين (عليه السلام) فلما سألوها عنه قالت لا أدري وأشارت بيدها إلى المخرج وأمر ابن سعد برؤوس الباقين من أصحاب الحسين وأهل بيته فقطعت وسرح بها شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث بن قيس وعمرو بن الحجاج فاقبلوا حتى قدموا بها على ابن زياد وروي ان الرؤوس كانت سبعين رأسا وروي ثمانية وسبعين رأسا فاقتسمتها القبائل لتتقرب بها إلى ابن زياد وإلى يزيد لعنهما الله تعالى فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن باثني عشر رأسا وقيل بعشرين وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن . وجاءت تميم بسبعة عشرة رأسا , وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا , وقيل بستة أرؤس . وجاءت مذحج بسبعة أرؤس , وجاء سائر الناس بثلاثة عشرة رأسا وقيل بسبعة ثم إن ابن سعد صلى على القتلى من أصحابه ودفنهم وترك الحسين (عليه السلام) وأصحابه بغير دفن وأقام بقية اليوم العاشر واليوم الثاني إلى زوال الشمس ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه نحو الكوفة وحمل معه نساء الحسين (عليه السلام) وبناته وأخواته ومن كان معه من الصبيان وفيهم علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قد نهكته العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه في القتال ونقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرئ وقال ابن شهرآشوب أسر مقطوعة يده واخواه زيد وعمر أبناء الحسن السبط (عليه السلام) وتدل بعض الروايات على وجود الباقر (عليه السلام) معهم وساقوهم كما يساق سبي الروم فقال النسوة بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين (عليه السلام) فمروا بهم على الحسين (عليه السلام) وأصحابه وهم صرعى فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن ثم أن سكينة بنت الحسين (عليه السلام) اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عدة من الاعراب حتى جروها عنه .
ولما رحل ابن سعد عن كربلاء خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه فصلوا على تلك الجثث الطواهر ودفنوها فدفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن ودفنوا ابنه عليا الأكبر عند رجليه وحفروا للشهداء من أهل بيته ولأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين (عليه السلام) فجمعوهم فدفنوهم جميعا في حفيرة واحدة وسووا عليهم التراب قال المسعودي ودفن أهل الغاضرية وهم قوم من بني عامر من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم (اه) اي في اليوم الذي ارتحل فيه ابن سعد من كربلاء فإنه بقي في كربلاء إلى زوال اليوم الحادي عشر كما مر أما إذا كانوا جاءوا في اليوم الثاني من رحلته فيكون الدفن من بعد القتل بيومين ويقال إن اقربهم دفنا إلى الحسين ولده الأكبر (عليه السلام) فيزورهم الزائر من عند قبر الحسين (عليه السلام) ويومي إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ودفنوا العباس بن علي (عليه السلام) في موضعه الذي قتل فيه على المسناة بطريق الغاضرية حيث قبره الآن ودفنوا بقية الشهداء حول الحسين (عليه السلام) في الحائر .
قال المفيد عليه الرحمة ولسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم رضي الله عنهم وأرضاهم ويقال ان بني أسد دفنوا حبيب بن مظهر في قبر وحده عند رأس الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن اعتناء به لأنه أسدي وان بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (عليه السلام) ودفنوه هناك حيث قبره الآن اعتناء به أيضا ولم يذكر ذلك المفيد ولكن اشتهار ذلك وعمل الناس عليه ليس بدون مستند وسار ابن سعد بسبايا أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن فأشرفت امرأة من الكوفيات وقالت من اي الأسارى أنتن ؟ فقلن لها نحن أسارى آل محمد (صلى الله عليه وآله) فنزلت من سطحها فجمعت لهن ملاء وازرا ومقانع .
وهذه حال الزمان ونوائبه فزينب العقيلة ومن معها من عقائل آل أبي طالب كن بالأمس في الكوفة مقر خلافة أبيهن أمير المؤمنين معززات مجللات يدخلن اليوم الكوفة بزي الأسارى وتجمع لهن إحدى الكوفيات الملاء والازر والمقانع ليسترن بها عن أعين النظار :
لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت * وآل احمد مظلومون قد قهروا
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|