كل حبيبة في مجموعة من عينة عديدة التبلور يكون اتجاهها البلوري مختلفا عن الحبيبة المجاورة لها وبالنظر للحبيبات ككل نجد أن اتجاهاتها إما موزعة بطريقة عشوائية أو أن الحبيبات تتجمع حول اتجاه أو اتجاهات معينة، وأية مجموعة من الحبيبات بهذه الخاصية الأخيرة يعبر عنها بأن لها اتجاها مفضلا preferred orientation أو أن لها نسيجا Texture وهو الذي يعرف ببساطة على أنه حالة يكون فيها توزيع اتجاه البلورات غير عشوائي.

الاتجاه المفضل هو حالة شائعة الحدوث في الفلزات والسبائك وهي تبدو بوضوح أكثر في الأسلاك والشرائح، وحدوث اتجاه مفضل نتيجة عمليات معينة مثل شد الأسلاك يسمى النسيج التشويهي deformation texture وهو ناتج من أن الحبيبات في المواد عديدة التبلور تميل للدوران أثناء التشوه اللدن (plastic) فكل حبيبة تؤدي حركة انزلاقية ودورانية حول اتجاهاتها تكون غير عشوائية وإذا تعرضت المعادن لعملية تشغيل على البارد بحيث اكتسبت نسيجا تشويهيا ثم حدثت لها عملية تبلور بعد ذلك Recrystallization نتيجة تخميرها، فإن تركيب الحبيبات الجديدة عادة يكون له أيضا اتجاه مفضل، وغالبا ما يختلف عن السابق، ويسمى هذا النسيج بنسيج إعادة التبلور Recrystallization texture أو نسيج التخمر annealing texture وهو ناتج لتأثير نسيج الوسط (المشغل على البارد) على عملية تجمع النويات لتكوين الحبيبات ونموها في هذا الوسط ووجود اتجاه مفضل لا يقتصر فقط على المعادن ولكنه موجود أيضا في الصخور والمواد الحرارية وكذلك في الألياف الطبيعية والصناعية والشرائح.

الحقيقة أن وجود اتجاه مفضل للحبيبات هي قاعدة بصفة عامة وليست استثناء وتحضير مادة متعددة التبلور وتكون بلوراتها مرتبة ترتيبا عشوائيا هي عملية صعبة. الفائدة الصناعية لعملية الترتيب لحبيبات بحيث يكون لها اتجاه مفضل (غير عشوائي) غالبا ما يبدو تأثيرها واضحا بصفة عامة على خواص المواد، وحيث إن كل البلورات الأحادية تكون غير متساوية الخواص في جميع الاتجاهات فيكون نتيجة ذلك أن أي مادة عديدة التبلور وحبيباتها لها اتجاه مفضل هي أن تكون خواصها لها صفة متجهة لدرجة كبيرة أو صغيرة وهذه الخاصية ربما تكون ذات فائدة أو لا اعتمادا على استخدام المادة.