المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

نظم الانتاج للأغنام والماعز
29-1-2016
معايير تخطيط الحدود السياسية
10-1-2022
Curved arrows communicate electron flow (movement)
10-5-2019
المخاطيات Slimices
11-2-2020
الأعضاء التناسلية في البقرة
2024-11-03
العوامل الطبيعية المؤثرة في الجذب السياحي - مظاهر المياه الجوفية
2-10-2019


مجيء ابن سعد لقتال الحسين (عليه السلام)  
  
3392   05:52 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص418-419
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

قدم عمر بن سعد بن أبي وقاص في اليوم الثالث من المحرم  في أربعة آلاف وكان ابن زياد قد ولاه الري وأرسل معه أربعة آلاف لقتال الديلم فلما جاء الحسين (عليه السلام) قال له سر إليه فإذا فرغت فسر إلى عملك فاستعفاه فقال نعم إلى أن ترد إلينا عهدنا فاستمهله واستشار نصحاءه فنهوه عن ذلك فبات ليلته مفكرا فسمعوه وهو يقول :

دعاني عبيد الله من دون قومه * إلى خطة فيها خرجت لحيني

فوالله لا أدري واني لواقف * أفكر في أمري على خطرين

أ أترك ملك الري والري رغبة * أم أرجع مذموما بقتل حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها * حجاب وملك الري قرة عين

وجاءه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته فقال له أنشدك الله يا خال ان تسير إلى الحسين فتأثم عند ربك وتقطع رحمك فوالله لأن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها لو كان لك خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين فقال له ابن سعد اني أفعل إن شاء الله وجاء ابن سعد إلى ابن زياد فقال إنك وليتني هذا العمل يعني الري وتسامع به الناس فان رأيت أن تنفذ لي ذلك وتبعث إلى الحسين من أشراف الكوفة من لست خيرا منه وسمى له أناسا فقال له ابن زياد لست أستشيرك في من أبعث إن سرت بجندنا وإلا فابعث إلينا بعهدنا قال فاني سائر وقبل ان يحارب الحسين (عليه السلام) .

وسار ابن سعد إلى قتال الحسين (عليه السلام) بالأربعة الآلاف التي كانت معه وانضم إليه الحر وأصحابه فصار في خمسة آلاف ثم جاءه شمر في أربعة آلاف ثم اتبعه ابن زياد بيزيد بن ركاب الكلبي في ألفين والحصين بن تميم السكوني في أربعة آلاف وفلان المازني في ثلاثة آلاف ونصر ابن فلان في ألفين ، فذلك عشرون ألف فارس تكملت عنده إلى ست ليال خلون من المحرم ، وبعث كعب بن طلحة في ثلاثة آلاف وشبث بن ربعي الرياحي في ألف وحجار بن أبجر في ألف فذلك خمسة وعشرون ألفا وما زال يرسل إليه بالعساكر حتى تكامل عنده ثلاثون ألفا ما بين فارس وراجل هكذا ذكره المفيد في الارشاد وهو المروي عن الصادق (عليه السلام) وقال الطبري في التاريخ اقبل ابن سعد في أربعة آلاف من أهل الكوفة حتى نزل بالحسين وقال سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص كان ابن زياد قد جهز عمر بن سعد لقتال الحسين في أربعة آلاف وجهز خمسمائة فارس فنزلوا على الشرائع وقال المسعودي كان جميع من حضر مقتل الحسين من أهل الكوفة خاصة ؛ ثم قال الطبري : إن أصحاب ابن سعد كانوا ستة آلاف مقاتل .

أقول كلام سبط بن الجوزي ليس في دلالة على أن جميع أصحاب ابن سعد كانوا أربعة آلاف لأن الذين جاءوا معه كانوا أربعة آلاف في جميع الروايات ثم اتبعه ابن زياد ببقية العسكر كما قال المفيد وانضم إليه الحر بمن معه والقول بأنهم كانوا ستة آلاف مردود بما مر عن المفيد والمثبت مقدم على النافي ثم كتب إليه اني لم أجعل لك علة في كثرة الخيل والرجال فانظر لا أصبح ولا أمسي إلا وخبرك عندي غدوة وعشية وكان يستحثه لستة أيام مضين من المحرم وأراد ابن سعد ان يبعث إلى الحسين رسولا يسأله ما الذي جاء به فعرض ذلك على جماعة من الرؤساء فكلهم أبى استحياء من الحسين (عليه السلام) لأنهم كاتبوه فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبي وكان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شئ فقال انا أذهب إليه والله إن شئت لأفتكن به فقال عمر ما أريد أن تفتك به ولكن اذهب فسله ما الذي جاء به فاقبل فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين (عليه السلام) أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأجراه على دم وأفتكه وقام إليه فقال له ضع سيفك قال لا والله ولا كرامة انما انا رسول فإن سمعتم مني والا انصرفت قال فاخذ بقائم سيفك ثم تكلم قال لا والله لا تمسه قال اخبرني بما جئت به وأنا ابلغه عنك ولا أدعك تدنو منه فإنك فاجر فاستبا وانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره فأرسل قرة بن قيس الحنظلي ، فلما رآه الحسين (عليه السلام) مقبلا قال أ تعرفون هذا ؟ قال حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن أختنا وقد كنت اعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد فجاء حتى سلم على الحسين (عليه السلام) وبلغه رسالة عمر بن سعد فقال له الحسين (عليه السلام) كتب إلي أهل مصركم هذا ان أقدم فاما إذا كرهتموني فاني انصرف عنكم فقال له حبيب بن مظاهر ويحك يا قرة أين ترجع إلى القوم الظالمين أنصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة فقال له ارجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي فانصرف إلى ابن سعد فأخبره فقال أرجو أن يعافيني الله من أمره وكتب إلى ابن زياد بذلك فلما قرأ الكتاب قال :

الآن إذ علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص

ثم كتب إلى ابن سعد ان اعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه فإذا هو فعل ذلك رأينا رأينا فقال ابن سعد قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.