المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أثر العقيدة الاسلامية في تربية الفتيات  
  
4513   11:02 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص33ـ38
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017 40468
التاريخ: 2023-08-01 1104
التاريخ: 24-5-2017 2488
التاريخ: 29-1-2017 2283

من المسؤوليات الشرعية التي تقع على عاتق الابوين تنمية روح العقيدة وترسيخها في نفوس الفتيات والفتيان منذ السنوات السبع الاولى ومن اهم معالم العقيدة وابرز اصولها زرع بذور التوحيد في نفوس الابناء وتعريفهم بالتوحيد واصول الدين وتبسيط الادلة على معرفة الله وعظمته وجلاله ، وكذلك الحديث عن علاقة الله بالإنسان من جهة وعلاقة الانسان بالله تعالى من جهة اخرى.

 ففي الجانب الاول ينصب الحديث عن خلق الوجود وتسيير نظام هذا الكون وما فيه من الظواهر ،اضافة الى رازقية الله وحاكميته في عين علمه وقدرته وارادته.

واما الجانب الثاني فيتناول الخشوع والخضوع لله والاستعانة به والتضرع اليه ومعرفة الواجب في سبيله وتنظيم برامج الحياة وفقا لأوامره وأحكامه ، وان لا يكون هناك اي حب او عداء الا على اساس ارادته وتعاليمه. ويمكن تلقين العقيدة بأسلوب استدلالي الى حد ما لمن تجاوز الثامنة او التاسعة من عمره. ويعتبر تعليم الاصول الاعتقادية من انواع التعليم الاساسي ولهدور مصيري في حياة الاشخاص.

ولابد ان يبصر الصبي بمعرفة الله ووجوده (جل جلاله).

ولا يفوتنا طبعا ان يجري التعريف بالله بالشكل الذي يحبه الطفل ولا يستهويه الإله الموصوف بقسوته وغلظته وشدة عقوبته.

ولما كان الجانب العقائدي في الاسلام والايمان بالقيم الاخلاقية يمثل الاساس والمحور لجميع النشاطات والفعاليات في المجتمع الاسلامي فانه يجب ان تبذل افضل البرامج لأبنائنا وبناتنا الاعزاء لترسيخ العقيدة والوقوف بوجه الشبهات والتشكيكات ، وان تكون تلك البرامج ذات هدف تثقيفي وتربوي وتسليحي منيع لان الافكار والتيارات والاتجاهات الالحادية ترفض الاديان السماوية وخاصة الاسلام وتعاليمه.

وعقيدة الفرد في الله تعالى لا بد ان تكون واقعية وصحيحة لا تحمل الخطأ وكما يأتي:

* ان الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء.

* هو الاول والاخر.

* عليم حكيم , عادل حي , قادر ، غني , سميع ، بصير.

* لا يوصف بما توصف به المخلوقات.

* ليس بجسم ولا صورة.

* ليس له ثقل او خفة ولا حركه ولا سكون.

* لا مكان له ولا زمان ولا يشار اليه.

* ليس له شبيه ولا ضد ولا صاحبة له ولا ولد.

* لا شريك له ولم يكن له كفوا احد.

* لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار.

وقد تعرَض العلماء للأدلة العقلية لكل صفة من هذه الصفات المباركة في مباحثهم التفصيلية.

والهدف العام هو تنشئة الابناء نشأة دينية ليكونوا معتقدين بتعاليم الدين ومطبقين له , وان يعتبر

الابناء الاسلام عقيدة صالحة ومذهبا بناء للحياة , وان تتقبل مبادئه وتعاليمه على انها افكار حركية اصيلة وفاعلة , وان يجعل الانسان حياته الحالية والمستقبلية متسمة بالمعرفة. وللعناية بالتربية الدينية والتوجيه العقيدي اهمية كبرى ولا سيما للفتيات . يوصي الباري تعالى في القران الكريم اولياء الامور بقوله:

{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...} [التحريم: 6].

اي قُوا انفسكم النار بالصبر على طاعة الله والبعد عن معصيته وعن اتباع الشهوات , واحفظوا اهليكم من النار بدعوتهم الى الطاعة وتعليمهم الفرائض ونهيهم عن القبائح وحثهم على افعال الخير.

ويجب ان تكون وسيلة الارشاد والتعليم في هذا المجال اللطف والمحبة والحوار الاقناعي اذ ان القوة والاجبار اسلوب غير مجد في عملية التربية .

والارشاد ولا سيما ان الفتيات مهيّئات فطريا ونفسيا في هذا السن لاستقبال الارشادات والتوجيهات المعنوية والتزام تعاليم الدين وواجباته ، على ان سن المراهقة هو سن الشك والتردد والاستفهام عن كل شيء بما فيه القضايا العقائدية والدينية ، فالفتاة تشك في هذه السن وتتساءل: هل المعلومات التي تلقتها من اولياء الامور او من الاخرين حول المسائل العقائدية صحيحة ام لا؟ كما تراودها استفهامات عديدة حول مسائل مثل الجبر والتفويض والعقاب والثواب وسؤال القبر والحشر والحساب....الخ.

فهنا يجب على اولياء الامور والمربين المبادرة الى توضيح مثل هذه المسائل وازالة الابهام والغش في ذهن الفتاة بشأنها.

ولا ينسجم مع هذه المرحلة شرح دقائق قضايا العقيدة او استخدام البرهان والدليل المنطقي المعمق.

بل ان المطلوب هو الاجابة عن الاسئلة والاستفهامات التي تدور في اذهانهم بأسلوب اقناعي معقول بحيث لا يبقى لديهم مجال للإبهام والغموض في هذا المجال. ومن المفيد في اغناء المراهقين عقائديا مبادرة اولياء الامور والمربين الى طرح الاسئلة التي يفترض انها تراود اذهانهم في اوساطهم والاجابة عنها , او العمل على وقايتهم وارشادهم خلال عقد جلسات اسبوعية داخل الاسرة.

واساس العقيدة الدينية التوحيد لأنه محور عقيدة الانسان وايمانه المحض بالله تعالى , وعنه تتفرع العقائد الاخرى.

ولاسيما ان كَثُر السؤال عند الفتيان او الفتيات .. أين الله وكيف نراه ولا يمكن ان نعبد ربا لا نراه . هذا السؤال ربما يكون فطريا وربما يكون تشكيكا فلا بد من جواب واف وكاف لكل من يتوهم ذلك ، خصوصا اذا كان السؤال من قبل الابناء للآباء.

 فيكون الجواب ليس لله تعالى مكان معين وليس له جسد ولا مادة حتى يحويه المكان؛ فهو الذي خلق الزمان والمكان ولا يحويه مكان ولا زمان , واذا كنا لا نتصور ذلك , فلاننا لا نملك السبيل الى معرفة ما هو خارج الزمان والمكان , لأننا مشدودون الى الزمان والمكان. انه هو المطلق الذي لا يحده زمان ولا مكان ونحن لا نملك اية وسيلة لنتصور ذلك تصورا مباشرا. يقول الامام علي (عليه السلام): (من اشار اليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيمَ فقد ضمّنه ومن قال علامَ فقد اخلى منه. كائن لا من حدث موجود ولا من عدم مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة)(1).

وتصدى الامام زين العابدين (عليه السلام) الى مواجهة مثل هذه الافكار بقوله:

((ان الله عز وجل علم انه يكون في اخر الزمان متعمقون فانزل الله تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} هذه السورة الصغيرة في مبانيها الكبيرة في معانيها والتي تمثل هذه البساطة المتعمقة في تصور الذات الإلهية البعيدة عن التعقيد الذي يتصوَّره المشككون والمشركون)).

ولما طرح القران الكريم العقيدة الاسلامية التوحيدية بوضوح وبساطة اراد للإنسان العادي ان يدرك معنى الالوهية في نفسه ببساطة. ويمكن الانسان العالم ان يتعمق في فهم صفات الذات الالهية بعقله وبعلمه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} هذه الاحادية التي يتحسسها الانسان عندما يتطلع الى العناصر التي تربط الظواهر كلها وينفتح بعد ذلك على ان الخالق هو الاحد الذي يلجا اليه في كل حاجات المخلوقين أيا كانت تلك الحاجات سواء حاجاتهم في الوجود او في مفردات الوجود؛ فالله سبحانه لم يلد احدا فلا يتردد احد في صفة من صفاته ولا في اي شان من شؤونه وليس له اية علاقة عضوية باي مخلوق لا في جانب الصدود ولا في جانب الايجاد {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فهو واجب الوجود ولا يماثله احد في وجوب الوجود في اي موجود في الكون.

هذه هي العقيدة التوحيدية التي اذا اراد الانسان ان يتعمق فيها امكنه القيام بدراسات كثيرة من خلال تفسير هذه الآيات , واذا اراد ان يبسطها فانه يمكن ان يتصور ربه بصورة يستطيع فيها ان يتمثل وحدانيته سبحانه من جميع الجهات , فهو وحده الاوحد الذي يعمد اليه في الحوائج , ووحده الذي لم يلد ولم يولد , ووحده في عمق صفاته لا يماثله أحد.

فالعقيدة التوحيدية الاسلامية التي جاءت بها سورة الاخلاص هي العقيدة الوحيدة في العالم التي استطاعت ان تظهر لنا التوحيد بصورة واضحة , ولذا قال الامام السجاد (عليه السلام): ((فانزل الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فمن رام وراء ذلك هلك))(2).

وعن ابي حمزة قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): ((ان الله لا يوصف بمحدودية)).

يعني بالحدود الجسمانية او الاعم منها بالحدود التي تعرض للصور الذهنية والحدود العقلية المستلزمة للتركيب العقلي لان الصور المادية انما صور المخلوقين وهي التي تمثل الشيء المحدود الذي لا يمكن لك ان تتصور المطلق من خلاله...فكيف يوصف بمحدودية من لا يحد {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103].

_____________

1ـ نهج البلاغة.

2ـ الكافي، ج1، ص147.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.