المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

الطيوف الاهتزازية - الدورانية لجزيئات ثنائية الذرة
17-2-2022
العلاقات الخارجية للدولة - العلاقات المكانية
2023-02-24
أنواع القرائن
2024-06-01
التطور التاريخي للأبحاث في التنمية السياسية
28-11-2018
الغيب وامرأة إبراهيم
2-02-2015
Principal Bundle
27-5-2021


[خدعة رفع المصاحف]  
  
4151   06:01 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص289-291.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

خطب علي (عليه السلام) الناس فقال أيها الناس قد بلغ بكم الامر وبعدوكم ما قد رأيتم ولم يبق منهم إلا آخر نفس وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم وانا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى الله عز وجل .

فبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن العاص فقال يا عمرو انما هي الليلة حتى يغدو علي علينا بالفيصل فما ترى قال ارى إن رجالك لا يقومون لرجاله ولست مثله هو يقاتلك على أمر وأنت تقاتله على غيره أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء وأهل العراق يخافون منك ان ظفرت بهم وأهل الشام لا يخافون عليا ان ظفر بهم ولكن الق إليهم أمرا إن قبلوه اختلفوا وإن ردوه اختلفوا ادعهم إلى كتاب الله حكما فيما بينك وبينهم فإنك بالغ به حاجتك في القوم فاني لم أزل أؤخر هذا الامر لحاجتك إليه فقال معاوية صدقت وأصبح أهل الشام وقد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح وقلدوها الخيل ، والناس على راياتهم قال تميم بن حذيم لما أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فإذا أشباه الرايات امام صف أهل الشام وسط الفيلق فلما ان أسفرنا فإذا هي المصاحف قد ربطت على أطراف الرماح وكان جميعها خمسمائة مصحف فاستقبلوا عليا بمائة مصحف ووضعوا في كل مجنبة مائتي مصحف وشدوا ثلاثة رماح جميعا وربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمسكه عشرة رهط ونادوا يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم يا معشر العرب الله الله في نسائكم وبناتكم فمن للروم والأتراك وأهل فارس غدا إذا فنيتم الله الله في دينكم واقبل أبو الأعور السلمي على برذون أبيض وقد وضع المصحف على رأسه ينادي يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم فقال أمير المؤمنين اللهم انك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا وبينهم انك أنت الحكيم الحق المبين فاختلف أصحاب علي (عليه السلام) في الرأي فطائفة قالت القتال وطائفة قالت المحاكمة إلى الكتاب لا يحل لنا الحرب وقد دعينا إلى حكم الكتاب وتمت الحيلة على أهل العراق ، واقبل عدي بن حاتم فقال يا أمير المؤمنين إن كان أهل الباطل لا يقومون باهل الحق فإنه لم يصب عصبة منا إلا وقد أصيب مثلها منهم وكل مقروح ولكنا أمثل بقية منهم وقد جزع القوم وليس بعد الجزع إلا ما تحب فناجز القوم فقام الأشتر النخعي فقال إن معاوية لا خلف له من رجاله ولك بحمد الله الخلف ولو كان له مثل رجالك لم يكن له مثل صبرك ولا بصرك فاقرع الحديد بالحديد واستعن بالله الحميد وقام عمرو بن الحمق فقال يا أمير المؤمنين انا والله ما اخترناك ولا نصرناك عصبية على الباطل ولا أحببنا إلا الله عز وجل ولا طلبنا إلا الحق ولو دعانا غيرك إلى ما دعوتنا إليه لكان فيه اللجاج وطالت فيه النجوى وقد بلغ الحق مقطعه وليس لنا مع رأيك رأي وقام الأشعث بن قيس مغضبا فقال يا أمير المؤمنين انا لك اليوم على ما كنا عليه أمس وقد صدق وليس آخر امرنا كأوله وما من القوم أحد احنى على أهل العراق ولا اوتر لأهل الشام مني فأجب القوم إلى كتاب الله فإنك أحق به منهم وقد أحب الناس البقاء وكرهوا القتال وماح الناسي وقالوا أكلتنا الحرب وقتلت الرجال وقال قوم نقاتل القوم على ما قاتلناهم عليه أمس ولم يقل هذا إلا قليل من الناس فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب وقد والله أخذت منكم وتركت واخذت من عدوكم فلم تترك وانها فيهم أنكى وانهك إلا اني كنت بالأمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأمورا وكنت ناهيا فأصبحت منهيا وقد أحببتم البقاء وليس لي ان أحملكم على ما تكرهون ثم قعد . وتكلم رؤساء القبائل فاما من ربيعة وهي الجبهة العظمى فقام كردوس بن هانئ البكري فقال أيها الناس انا والله ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه ولا تبرأنا من علي مذ توليناه وإن قتلانا لشهداء وإن أحياءنا لأبرار وإن عليا لعلى بينة من ربه وما أحدث الا الإنصاف وكل محق منصف فمن سلم له نجا ومن خالفه هلك وقام شقيق بن ثور البكري فقال أيها الناس إنا دعونا أهل الشام إلى كتاب الله فردوه علينا فقاتلناهم عليه وانهم دعونا إلى كتاب الله فان رددناه عليهم حل لهم منا ما حل لنا منهم ولسنا نخاف ان يحيف الله علينا ولا رسوله وان عليا ليس بالراجع الناكص ولا الشاك الواقف وهو اليوم علي ما كان عليه أمس وقد أكلتنا هذه الحرب ولا نرى البقاء إلا في الموادعة وقام حريث بن جابر البكري فقال أيها الناس ان عليا لو كان خلفا من هذا الأمر لكان المفزع إليه فكيف وهو قائده وسائقه انه والله ما قبل من القوم اليوم إلا ما دعاهم إليه أمس ولو رده عليهم كنتم له أعنت وقام خالد بن المعمر فقال يا أمير المؤمنين إنا لا نرى البقاء إلا فيما دعاك إليه القوم إن رأيت ذلك فإن لم تره فرأيك أفضل ثم قام الحضين بن المنذر الرقاشي وهو من أصغر القوم سنا فقال أيها الناس ان لنا داعيا قد حمدنا ورده وصدره وهو المصدق على ما قال المأمون علي ما فعل فان قال لا قلنا لا وإن قال نعم قلنا نعم وقال رفاعة بن شداد البجلي أيها الناس انه لا يفوتنا شئ من حقنا وقد دعونا في آخر امرنا إلى ما دعوناهم إليه في أوله فان يتم الامر على ما نريد وإلا اثرناها جذعة .

وروى نصر ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لما رفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى حكم القرآن قال : عباد الله انا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن اني اعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال انها كلمة حق يراد بها باطل انهم والله ما رفعوها حقا انهم يعرفونها ولا يعملون بها وما رفعوها لكم إلا خديعة ومكيدة أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعه ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا فجاءه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد وشاكي السلاح سيوفهم على عواتقهم وقد سودت جباههم من السجود يتقدمهم مسعر بن فدكي وزيد بن حصين وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم فقال لهم ويحكم انا أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب إليه وليس يحل لي ولا يسعني في ديني ان أدعي إلى كتاب الله فلا اقبله اني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن فإنهم قد عصوا الله فيما امرهم ونقضوا عهده ونبذوا كتابه ولكني قد أعلمتكم انهم قد كادوكم وانهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون قالوا فابعث إلى الأشتر ليأتيك وكان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ فاتاه فبلغه فقال الأشتر قل له ليس هذه الساعة ينبغي لك ان تزيلني فيها عن موقفي اني قد رجوت ان يفتح الله لي فلا تعجلني فرجع يزيد بن هانئ إلى علي فأخبره وارتفع الرهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والأدبار على أهل الشام فقال له القوم والله ما نراك إلا أمرته بقتال القوم قال رأيتموني ساررت رسولي أ ليس انما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون قالوا فابعث إليه فليأتك والا فوالله اعتزلناك قال ويحك يا يزيد قل له اقبل إلي فان الفتنة قد وقعت فاتاه فاخره فقال له الأشتر أ لرفع هذه المصاحف قال نعم قال اما والله لقد ظننت انها حين رفعت ستوقع اختلافا وفرقة انها من مشورة ابن النابغة يعني عمرو بن العاص وقال ليزيد أ لا ترى إلى الفتح أ لا ترى إلى ما يلقون أ لا ترى إلى الذي يصنع الله لنا أ ينبغي ان ندع هذا وننصرف عنه فقال له يزيد أ تحب انك ظفرت هاهنا وان أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يفرج عنه ويسلم إلى عدوه قال سبحان الله والله ما أحب ذلك قال فإنهم قالوا لترسلن إلى الأشتر فليأتينك أو لنقتلك كما قتلنا عثمان أو لنسلمنك إلى عدوك فاقبل الأشتر فصاح يا أهل الذل والوهن أ حين علوتم القوم فظنوا انكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله فيها وسنة من أنزلت عليه فلا تجيبوهم أمهلوني فواقا فاني قد أحسست بالفتح قالوا لا قال فامهلوني عدو الفرس فاني قد طمعت في النصرة قالوا إذا ندخل معك في خطيئتك قال فحدثوني عنكم وقد قتل أماثلكم وبقي أراذلكم متى كنتم محقين حيث كنتم تقتلون أهل الشام فأنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون أم الآن محقون فقتلاكم الذين لا تنكرون فضلهم وكانوا خيرا منكم في النار قالوا دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في الله وندع قتالهم في الله إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا قال خدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود كنا نظن إن صلاتكم زهادة في الدنيا وشوق إلى لقاء الله فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت إلا قبحا يا أشباه النيب الجلالة ما أنتم برائين بعدها عزا أبدا فأبعدوا كما بعدوا القوم الظالمون فسبوه وسبهم وضربوا بسياطهم وجه دابته وضرب بسوطه وجوه دوابهم فصاح بهم علي (عليه السلام) فكفوا .

ومن ذلك يعلم أن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) كانوا أربعة أصناف

الأول: أهل البصيرة المخلصون له في الظاهر والباطن العارفون بحقه العالمون بأنها خدعة وهم القليل أمثال الأشتر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق وكردوس بن هانئ والحضين بن المنذر .

الثاني: المخلصون له بقلوبهم لكنهم خدعوا أو أحبوا البقاء أمثال شقيق بن ثور وحريث بن جابر ورفاعة بن شداد .

الثالث: الذين ليس لعلي (عليه السلام) في قلوبهم مكانته التي يجب أن تكون له مضافا إلى أنهم قد خدعوا وهم القراء أهل الجباه السود وهؤلاء كانوا وما زالوا في كل عصر أضر من الفساق المتجاهرين بالفسق.

الرابع: المنافقون الذين يظهرون النصيحة ويبطنون الغش أمثال الأشعث وخالد بن المعمر فكيف يتم مع هؤلاء أمر.  

وكتب معاوية إلى علي (عليه السلام) ان هذا الأمر قد طال بيننا وبينك وكل واحد منا يرى أنه على الحق وقد قتل فيما بيننا كثير وأنا أتخوف أن يكون ما بقي أشد مما مضى وإنا نسأل عن ذلك الموطن ولا يحاسب به غيري وغيرك فهل لك في أمر لنا ولك فيه حياة وعذر وصلاح للأمة وحقن للدماء وألفة للدين وذهاب للضغائن والفتن ان يحكم  بيننا وبينكم حكمان رضيان أحدهما من أصحابي والآخر من أصحابك فيحكمان بما في كتاب الله بيننا فاتق الله فيما دعيت له وارض بحكم القرآن إن كنت من أهله والسلام فكتب إليه علي (عليه السلام) كتابا قال في آخره ثم انك قد دعوتني إلى حكم القرآن ولقد علمت أنك لست من أهل القرآن ولست حكمه تريد والله المستعان وقد أجبنا القرآن إلى حكمه ولسنا إياك أجبنا ومن لم يرض بحكم القرآن فقد ضل ضلالا بعيدا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.