أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
4618
التاريخ: 8-11-2014
5112
التاريخ: 31-5-2016
4677
التاريخ: 2023-05-31
1038
|
انسجام المعجزة مع ظروف زمانها
قال تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
- قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : «لماذا بعث الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر، وبعث عيسى (عليه السلام) بالطب، وبعث محمد (عليه السلام) بالكلام والخطب؟» فقال له أبو الحسن (عليه السلام) : «إن الله تبارك وتعالى لما بعث موسى (عليه السلام) كان الأغلب على أهل عصره السحر، فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن عند القوم، وفي وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله تبارك وتعالى بعث عيسى (عليه السلام) في وقت ظهرت فيه الزمانات، واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى، وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله تبارك وتعالى بعث محمد (عليه السلام) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام - وأظنه قال: - والشعر فأتاهم من كتاب الله عز وجل ومواعظه واحكامه ما ابطل به قولهم، واثبت به الحجة عليهم»
فقال ابن السكيت: «تالله ما رأيت مثلك اليوم قط فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال (عليه السلام) : «العقل، تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه» فقال ابن السكيت: «هذا والله الجواب»(1) .
إشارة: لقد سلب عنوان الإعجاز من البشر في آيات كثيرة؛ اي إنه ليس بمقدور أي أحد أن يعجز الله: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} [التوبة: 2] ، إلا أنه لم يسند في أي آية إلى الله؛ بمعنى أنه لم يستخدم في القرآن اصطلاح المعجزة بمدلوله الكلامي المعهود، وقد اشير إليها فقط بعنوان الآية ، أي علامة الإرادة الإلهية.
تقسم الآية (حسب الاصطلاح القرآني) والمعجزة (وفقاً لاصطلاح الكلام) إلى عدة أقسام: أ: الاقتراح الذي يتحقق طبقاً لما تشيره أمة النبي عليه؛ نظير ناقة صالح. ب: ما يظهر نتيجة لعطف الله أو قهره المقطعي. ج: البرهان والحجة على النبوة الذي يمنح للنبي متزامناً مع بعثه بالنبوة. وما جاء في هذا الحديث ناظر إلى القسم الثالث من المعجزة، ودليله سهولة تشخيص الإعجاز عن فروع العلم القربة أو الغريبة؛ إذ لو لم يكن هناك توافق وانسجام بين المعجزة وأكثر العلوم القريبة تطوراً كالطب أو أكثر العلوم الغريبة تقدماً، كالسحر، لكان تشخيص المعجزة أمراً عسيراً، لكن وجود الخبراء المهرة في فروع العلم الخاصة، لن يجعل تمييزها عن العلوم العادية أمراً صعباً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. عيون اخبار الرضا، ج 2، ص85 - 86 ؛ وتفسير نور الثقلين، ج 1، ص43.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|