أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
2133
التاريخ: 19-6-2016
2588
التاريخ: 3/10/2022
1454
التاريخ: 2023-09-12
1110
|
هذا معلم من المعالم المهمة في الانسراب والتفاعل بين أهل الكتاب والمسلمين، لقد جسدت حوارات أهل البيت(عليهم السلام) ومناظراتهم ولقاءاتهم مع أهل الكتاب نواة للعلماء والمفكرين والباحثين في المضي قدماً لتأسيس قواعد الحوار واللقاء بين أتباع الاديان مستفيدين ممن تقدمهم، ومعتمدين ما وصلهم من روح التسامح والانفتاح على الآخر وعدم تضييق الحريات الدينية والفكرية عند الآخر، حتى غدا الاهتمام بقيم الحوار والتلاقح الفكري بين اتباع الاديان مهمة علمائهم ومفكريهم وكبار كتابهم، وكان من شأنهم بث ثقافة الحوار، ونشر معارف التسامح، ومقاومة تحديات التطرف العدوانية إينما ظهرت، وبأي إطار كانت.
لقد كانت سمة الحوار والاستكشاف المعرفي والعلمي من قواعد العلاقة مع الآخر في الخطاب القرآني، وقد تمثله أهل البيت (عليهم السلام) فكراً وعملاً، شكلاً ومضموناً، عقيدة وممارسة واقعية عملية في صميم شؤونهم مع الآخر (المختلف أو المؤتلف)، وعلى هذا المنهج سار اتباعهم وسلك شيعتهم مسلكهم فكان من ذلك دراسات متعددة في سبيل إقامة طريق محدد المعالم واضح الملامح في التآخي والحوار، والتواصل والتلاقي على وفق أسس وقواعد وأصول مقننة، نُظّر لها، وأعدت هياكلها من خلال سبر النصوص الإلهية، وبيانات أهل البيت (عليهم السلام) والاحداث والمواقف التاريخية والتراثية، يتقدم ذلك الحاجة العصرية الضرورية إلى الحوار، ونبذ ما سواه من التخاصم والتنازع، واستشراف إمكان استثمار المشتركات الرسالية الإنسانية على حساب الاختلافات الأُخر، وهي بلا ريب لها مساحة من الوجود في عقائدنا جميعاً (نحن والآخر) ولكنها ـ وهوما يجب فهمه جيداً ـ تحتل مساحة في (الاختلاف المعرفي والتغاير العلمي) وليست في مقام الاختلاف الإنساني والرسالي بوجهه العام، من هنا كان من اللازم أن يترك أمر هذه الاختلافات والتنوّعات المعرفية العلمية في حدود أهلها المتخصصين بها، وهم العلماء والمفكرون والباحثون من أهل العلم والفضيلة والقداسة، وغلق الابواب أمام من لا حريجة له بالرسالات والاديان والإنسانية.
ومهما يكن من أمر لقد أفرزت تعاليم الرسالة الاسلامية، وكتابها العظيم القرآن الكريم، وبيانات أهل البيت التفسيرية، وسنتهم القولية والفعلية والتقررية عن أُصول وقواعد في الحوار والتسامح والتعايش السلمي والمجتمعي الإنساني، حررها علماء ومفكرون وباحثون من الإمامية في العصر الحديث، ولاسيما أن واقع مجتمعات بلادنا المتعددة، وسبل إقامة روح المواطنة الحقيقية تحتم أن يصدر ما يقوّم حركية التعامل والتعايش مع الآخر. فضلاً عن ضرورة التلاقح بين مكونات الوطن الواحد من أتباع الرسالات، بل بينهم جميعاً في انحاء الارض، ومواجهة التحديات المعاصرة على صعيد قضايا اصبحت اليوم في مسلّم الاهتمامات العالمية، وليست لها من الحلول الناجعة المؤثرة إلا في تعاليم السماء التي يحرزها اتباع الديانات أمثال المسائل الاقتصادية والسياسية والسلم العالمي ومواجهة الظلم والارهاب، ونظم المجتمعات المنحرفة التي تهدف إلى تكريس كل ما هو بعيد عن السماء.
من هنا يمكنك أن تشهد أن الحوار العصري الحضاري المتمدن أهم نقاط الفكر التنظيري (المفهومي)، والفكر الفعلي (المصداقي العملي) لعلاقة المسلمين ولاسيما أتباع أهل البيت (عليهم السلام) مع أهل الكتاب من خلال معالم أركان منظومتهم التواصلية، ومظاهر استراتيجياتهم الحضارية المدنية في التعايش السلمي مع الآخرين الذين يلتقون معهم أو يفترقون عنهم دينياً فمن جملة المستندات والمبادئ التي تكون أساس رؤيتهم الثابتة تجاه الآخر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|