المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

هل يمكن استخدام النباتات في مكافحة الادغال وكيف؟
22-12-2021
تعريف الشيك في القانون
9-1-2019
خواص الزئبق
4-5-2018
الصوم
2023-09-26
تسليم الموقع وتخطيطه
2023-03-11
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النهي عن النفخ في موضع السجود.
2024-10-26


صفات المتقين / قناعة النفس  
  
1120   01:57 صباحاً   التاريخ: 2023-08-12
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 420 ــ 423
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (قَانِعَةً نَفْسُهُ).

فالقناعة كنز لا يفنى ولا تتناسب التقوى مع الصفات السيئة ولا يتصف بها أشخاص يلهثون خلف الدنيا وأطماعها.

فقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)، قَالَ: يَنبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ثَمَانُ (1) خِصَالٍ: وَقُورٌ عِندَ الْهَزَاهِزِ (2)، صَبُورٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ، شَكُورُ عِنْدَ الرَّخَاءِ قَانِعُ (3) بِمَا رَزَقَهُ اللهُ، لَا يَظْلِمُ الْأَعْدَاء، وَلَا يَتَحَامَلُ (4) لِلْأَصْدِقَاءِ، بَدَنهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ (5) وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ، إِنَّ الْعِلْمَ (6) خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ وَالْحِلْمَ (7) وَزِيرُهُ، وَالصَّبْرَ (8) أَمِيرُ جُنُودِهِ، وَالرِّفْقَ أَخُوهُ، وَاللَّينَ (9) والده (10).

جاء في الحديث الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليهم السلام) قَالَ يَنبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ ثَمَانُ خِصَالٍ:

وَقُورٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ، صَبُورٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ، شَكُورٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ، قانِعٌ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ، لَا يَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ، وَلَا يَتَحَامَلُ لِلْأَصْدِقَاءِ، بَدَنُهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

إِنَّ الْعِلْمَ خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ، وَالْحِلْمَ وَزِيرُهُ، وَالصَّبْرَ أَمِيرُ جُنُودِهِ، والرفق أَخُوهُ، وَاللَّينَ وَالدُه (11).

وفي هذا الحديث الشريف ذكر من خصائص المؤمن وصفاته أنه قانع بما رزقه الله غنياً كان أو فقيراً. فالقناعة صفة من صفات المؤمن فلا يجوز أن يكون على خلافها بأن يأخذه الطمع خصوصاً إذا كان من أهل العلم فإن ذلك يضر به ويضر بصنفه من العلماء وربما أعطى صورة سيئة عن هذه الشريحة التي هي عنوان الطائفة.

ولا يفوتنا في هذا الحديث الشريف وتعداد صفات المؤمن من ذكره لصفتين مهمتين تتصلان بوضع الأمة ككل وبالأخص طبقة العلماء والوعاظ والساسة ومن له مركز القرار في هذه الأمة:

الصفة الأولى: (لَا يَظْلِمُ الْأَعْدَاء) فإن المؤمن مهما ظلم واعتدي عليه فإنه لا يجوز له في حالة القصاص وأخذ حقه أن يتجاوز حقه ويربأ ويتعدى على الآخرين ويظلمهم ويرتكب كل أنواع التجاوزات اللاشرعية لأن الطرف الآخر عدوه.

إنما نراه اليوم في وسائل الإعلام من بعض من ينتسب للعلماء أو طلاب العلوم الدينية وهو محسوب على مدرسة أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وتجاوزاته للحدود الشرعية وللعدل والانصاف والتعدي على الأطراف الأخرى وتصنيفهم من الأعداء ثم كيل التهم والتسقيط والتضليل بحجة أنهم أعداء للدين أو المذهب أو حتى الأعداء الشخصيين، إنما المؤمن حقاً هو الذي يتقيد بعدم ظلم الآخرين حتى ولو كانوا أعداء حقيقين له فضلاً ان يصنفهم هو من أعدائه، إن علينا أن ندقق في تصرفاتنا التي نمارسها باسم الدين وباسم الإسلام وباسم العدالة وإحقاق الحق.

الصفة الثانية: (وَلَا يَتَحَامَلُ (12) لِلْأَصْدِقَاءِ) وتحامل الشيء: تكلفه على مشقة، وتحامل في الأمر وبه: تكلّفه على مشقة، وعليه: كلفه ما لا يطيق. أي لا يحمل الوزر لأجلهم بأن يظلم الآخرين ويتعدى عليهم ليس لنفسه وإنما لأجل أصدقاءه فهو ظلم ولكن بسبب الأصدقاء، وهذا أمر شائع بين الأحزاب والفئات والطوائف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ في الكافي، ح 1539: (ثماني).

2ـ (الهزاهز): الفتن يهتز فيها الناس. المصباح المنير، ص 637 (هزز).

3ـ في نسختي (ج)، (بس): (قانعاً).

4ـ في حاشية (بر): (ولا يتجاهل). وتحامل الشيء: تكلفه على مشقة، وتحامل في الأمر وبه: تكلّفه على مشقة، وعليه: كلفه ما لا يطيق، قال المجلسي: أي لا يحمل الوزر لأجلهم، أو لا يتحمل عنهم ما لا يطيق الإتيان به من الأمور الشاقة فيعجز عنها، والأول أظهر معنى، والثاني لفظاً راجع: النهاية، ج 1، ص 443، القاموس المحيط، ج 2، ص 1306(حمل)؛ مرآة العقول، ج 9، ص 225.

5ـ في (هـ): (التعب).

6ـ في (هـ): (العليم).

7ـ في (هـ): (والعلم).

8ـ في الكافي، ح 1539: (والعقل).

9ـ في حاشية نسخة (ج): (والدين). وفي الكافي، ح 1539، والبحار: (والبر). وفي مرآة العقول: (وقرأ بعض الأفاضل: والدين، مكان قوله: واللين، أي هو والده الروحاني؛ فإن الوالد سبب للحياة الجسمانية الفانية، والدين سبب للحياة الروحانية الأبدية. وهذا أظهر وأنسب.

10ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 583، رقم 2281، وفي الطبع القديم ج 2، ص 231، الكافي أيضاً، كتاب الإيمان والكفر، باب خصال المؤمن، ح 1539، والأمالي للصدوق، ص 592، المجلس 86، ج 17، والخصال، ص 406، ح 1، بسند آخر عن الحسن بن محبوب، وفي الفقيه، ج 4، ص 352، ح 5762، ضمن وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) والخصال، ص 406، باب الثمانية، ح 2، بسند آخر عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله)، إلى قوله: (والناس منه في راحة). تحف العقول، ص 361، الوافي، ج 4، ص 158، ح 1748، الوسائل، ج 15، ص 185، ذیل ح 20235، البحار، ج 67، ص 268، ح 1.

11ـ الكافي، ج 2، ص 231.

12ـ في حاشية نسخة (بر): (ولا يتجاهل). وتحامل الشيء: تكلفه على مشقة، وتحامل في الأمر ويه: تكلفه على مشقة، وعليه: كلفه ما لا يطيق قال المجلسي: أي لا يحمل الوزر لأجلهم، أو لا يتحمل عنهم ما لا يطيق الإتيان به من الأمور الشاقة فيعجز عنها، والأول أظهر معنى، والثاني لفظاً راجع النهاية، ج 1، ص 443، القاموس المحيط، ج 2، ص 1306 (حمل)، مرآة العقول، ج 9، ص 225. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.