أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014
1862
التاريخ: 4-1-2023
1089
التاريخ: 10-10-2014
2106
التاريخ: 9-10-2014
2478
|
النية لغة: النيات جمع نية، ونية الرجل أي: ما قصده وعزم عليه، ويُقال نوى القوم منزلا أي: قصدوه، ونواك اللهُ تعالى بالخير أي: اوصله اليك، ونوى الرجل الشيء أي: عزم عليه، وللوجه الذي نواه ([1]).
ومما يظهر ان معنى النية: هو القصد القلبي للإنسان، والقصد هو نوع من الإرادة تبلغ في قوتها درجة الاعتزام، والارادة لا تكون عزما ما لم تكن جازمة، لذلك فان القصد هو أعلى درجة من العزم، لأن العزم قد يكون لإقامة فعل مؤجلا في المستقبل، وقد يضعف فيما بعد، أما القصد: فيتحقق وقوعه في حالة إذا كانت الإرادة جازمة، ولا يمكن عقلا انفكاك القصد عن الارادة الجازمة ([2]).
والنية اصطلاحا: هي العزم على فعل العبادة، بقصد التقرب لله تعالى وحده، لهذا فمن شروط صحتها الاخلاص لله سبحانه، وهذا ما أمر به القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}([3]).
وتفيد (ما) للحصر، أي: لم يأمر الله تعالى الناس بالعبادة إلا بقصد الاخلاص له سبحانه وحده، قال تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَىٰ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ}([4]).
ومن السُنّة الشريفة قول الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم): (إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ([5]) .
وقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث والشريعة على حد سواء، لأن موضوعه من أهم موضوعات الإسلام ألا وهي النية، لأن النية هي ميزان جميع اعمال الإنسان الظاهرة والباطنة، لأنها من أعمال القلب الباطنة التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى، لذلك لا يشترط النطق بها، بل يكفي انعقاد قصد قلب المسلم عليها مع ربه، وهي التي تميّز العبادات عن بعضها، كتمييز الزكاة عن الخمس، وصلاة الواجبة المفروضة عن صلاة التطوع والقضاء والقصر، وصيام الواجب عن القضاء والمستحب، كما انها تميّز العبادات عن غيرها، فمثلاً قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة، فيكون هذا الغسل عبادةً واجبة يُثاب عليها، أما إذا اغتسل وأراد به التنظيف أو التبريد، فهنا يكون الغسل مباحا وليس واجبا، ولأهمية النية في الإسلام قال بعض أهل العلم (الامور بمقاصدها) وقال الامام الصادق(عليه السلام)عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب(عليه السلام)قال: قال رسول الله (صل الله عليه واله وسلم): (لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السُنّة) ([6]).
ومما تقدم يتضح ان نظرية الأخلاق في الإسلام تعتمد على النية الخالصة لله تعالى، بخلاف ما تتمسك به البعض من غير المسلمين من أخلاق فاضلة بقصد الانتماء والعادة، أو لتحسين صورة بلدانها، ولكن كل هذه المقاصد تعد اسلامية وصحيحة إذا كانت بقصد الامتثال لله تعالى وحده، وسنقف على تفصيل ذلك بالمطلب الآتي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|