أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-09-2014
5259
التاريخ: 18-10-2015
5123
التاريخ: 2023-10-08
1148
التاريخ: 25-09-2014
5798
|
إثبات المبدأ عن طريق ظاهرة الموت
قال تعالى : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28].
المسألة التي هي محط إنكار الملحدين هي الإماتة بعد الإحياء المسبوق بالموت. توضيح ذلك: إن الموحد يقول: الله هو الذي يميتنا، بينما يقول الملحد: نحن الذين نموت: (نموت ونحيا). إذن فادعاء الملحدين هو الموت والحياة، وادعاء الموحدين هو الإماتة والإحياء.
فالكفار يتصورون ان الموت هو زوال وفناء، وان الإنسان اشبه ما يكون بالشجرة التي تبقى يانعة مخضرة لمدة من الزمن ثم تذبل وتبلى وتتحول إلى رميم وتراب، وأنه ليس له بعد الموت من ثواب وما عليه من عقاب. فكما أنه لا تثاب الشجرة المثمرة بعد الذبول والبلى، ولا تعاقب نبتة الشوك العديمة الثمر بعد موتها، فالإنسان كذلك أيضاً لأنه ليس له بعد الموت من ثواب او عقاب. وعليه فإن المجرم والعادل بعد الموت سواسية.
يقول الله عز وجل في رده على تصور الكفار: إن كلامهم هذا لا ينم عن علم وهؤلاء ليس لهم سرى «الظن والخيال»: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] ؛ كما أنه يقول في الآية مورد البحث: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم)؛ فمما يثير التعجب والاستغراب هو قولكم: إننا نحيا ونموت؛ فلتعلموا أن الله هو الذي أحياكم ومن ثم يميتكم؛ لأن الموت، من ناحية كونه انتقالاً من نشأة إلى نشأة أخرى، هو أمر وجودي، وهو يتطلب عاملا. فالإنسان عندما يشد رحاله مغادراً نشأة الدنيا ومسافراً إلى العالم الآخر، فلكونه لا يعود موجوداً في الدنيا، فإن الآخرين لا يرونه، ولهذا يخالون موته زوالا؛ والحال أن الوجه الآخر للموت هو الميلاد؛ وهذا يشبه تماماً افول الشمس في النصف الشرقي من الكرة الأرضية حيث يصاحبه طلوعها في النصف الغربي منها. فالإنسان بولوجه نشأة البرزخ ينال حياة جديدة، وهذه الحياة الجديدة تحتاج إلى سبب. مع فارق واحد، وهو أن الوجه الدنيوي لهذا الانتقال يدعى موتاً، أما الوجه البرزخي له فيسمى حياة. وبناء عليه، فإن الموت - في الحقيقة - هو حياة، وليس بزوال. من خلال هذا البيان، يتضح معنى الآية {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ } [الملك: 2] ؛ فالموت ليس عدماً حتى لا يكون مخلوقاً ومجعولا، ولا يكون محتاجاً لخالق وجاعل، بل إن حقيقة الموت هي الانتقال، والانتقال والتحول هو أمر وجودي، وهو محتاج لخالق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|