المعجزة : امر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم عن المعارضة.

شرح التعريف :

امر خارق للعادة : لأنه لو لم يكن معجزة، لقدر الناس على مجاراته، مع انه بأساليب العرب فاحتج القرآن عليهم بما يعرفون لا بما يجهلون.

مقرون بالتحدي: نزل القرآن في وسط قوم فصحاء بلغاء شعراء وخطباء وتحداهم بأرقى فنون العصر وهي اللغة والفصاحة والبلاغة. فقال تعالى {فَلْيَأْتُوا بِحَديثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقين‏ } [الطور34 ]

ثم تحداهم ان يأتوا بسورة من مثله ولو كانت صغيرة كسورة العصر، والكوثر فقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين‏ } [يونس 38]، فلما عجزوا عن ذلك مع ما فيهم من البلغاء والشعراء والفصحاء والحكماء واختاروا ما هو اشد من اختراع الكلمة وهو محاولة التصفية الجسدية للرسول ولأصحاب الرسالة. فاحتملوا الحرب والسبي..

ولقد اخبر القرآن بعجزهم فقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقين‏ } [يونس 38]

سالم عن لمعارضة: لان المعجزة اذا عارضها ما يشابهما فانها تسقط عن الاعجاز لكن التحدي قائم الى يوم القيامة ولا بد انه سالم عن العارضة ليبقى وجه الاعجاز فلا بد انه لا يجارى ولا يماثل طيلة مدة اعتباره برهاناً على صدق الرسالة الاسلامية. وقد اخبر الله تعالى بعجزهم فقال {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهير}