مفهوم صحافة المواطن

صحافة المواطن هي مصطلح إعلامي واتصالي في نفس الوقت، وهو على المستوى التاريخي حديث النشأة، وهو مصطلح غير مستقر على المستوى المفاهيمي. وتشخص صحافة المواطن عند البعض على أنها إعلام المواطن، وعند مجموعة أخرى الإعلام التشاركي أو التفاعلي أو أيضا التعاضدي، وعند آخرين الإعلام البديل أو الصحافة المدنية. إذا فنحن أمام انفجار مصطلحي يصعب حصر تمثلاته ورواده، وتحديد أدبياته، لكن أمام هذا التداخل في المصطلحات فإننا نلاحظ ما يشبه الإجماع لدى المرجعيات العلمية والمهنية على تبنى مصطلح صحافة المواطن، وهو المصطلح الأكثر حضورا في أدبيات الأطراف النشطة في هذا المجال، وتوافق ضمني على دلالة هذه المفردة الجديدة في قاموس الإعلام والاتصال، والتي يمكن حصرها في اعتمادها على:

1 - شبكة الإنترنت كفضاء للنشر والتعبير عن الرأي.

2- تأكيد حضور المواطن في قضايا الشأن العام، ودعم الممارسة الديمقراطية.

3 اعتبار مخرجات صحافة المواطن امتدادا لمرجعيات الإعلام البديل والصحافة البديلة.

صحافة المواطن حسب شاين برومان وكريس ويليس هي "نشاط للمواطنين يلعبون خلاله دورا حيويا في عملية جمع وتحرير وتحليل الأخبار، وهذه المشاركة تتم بنية مد الوسائل الإعلامية بمعلومات دقيقة وموثوق بها ومستقلة، تستجيب لمتطلبات الديمقراطية". ويقدم الباحثان ديباجة في موقع نحن الإعلام We Media صحافة لم نعهدها من قبل، وقد تنبأ الكثير من الخبراء في مجال المستقبليات أن خمسين بالمائة من الإنتاج الصحفي سيتم بواسطة المواطنين بحلول عام 2026. صحافة المواطن هي الصحافة التي يصنعها المواطنون، وهي أسلوب صحفي جديد اتسع وأصبح شائعا في الممارسة الصحفية وخاصة في النموذج الغربي؛ ويتميز المواطن الصحفي بأنه صحفي مستقل وحر من أي ضغوط إعلانية أو انتماءات تنظيمية أو مؤسسية، حيث يقدم للناس بـوصـفـه صــوتـا مستقلا، الأمر الذي أسهم في تحويل مئات الآلاف من الناس إلى وكالات أنباء متحركة.

ويقارن دان غيلمور بين ثلاثة أحداث هامة مرت على الأمريكيين وكانت صلتهم بها حميمة من خلال الإعلام بتطورات مختلفة : "ففي عام 1945 مات الرئيس فارنكلين روزفلت وكان الراديو سيد الوقت حينها، وفي عام 1963مات الرئيس جون كيندي مقتولا في دالاس وكان التلفزيون حاضرا مع الراديو وفي 11 سبتمبر انهار البرجين في نيويورك ولم يكن التلفزيون وحده، فقد كانت شبكة الإنترنت معه، ولم يكن الصحفيون المحترفون في سوق التغطيات لوحدهم، بل كان المواطنون أيضا يغطون الأحداث بكاميراتهم ورسائلهم في البريد الإلكتروني، وتعليقاتهم في المنتديات، وكتاباتهم المختلفة في المدونات".