أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-30
![]()
التاريخ: 23-4-2019
![]()
التاريخ: 2024-10-24
![]()
التاريخ: 2023-05-13
![]() |
بعد هابيل وقابيل تجربة الصراع بين الحق والباطل على شاكلة الأفراد تم تأسيسها والتعبير عنها في أوضح المصاديق وأجلاها وبعد ذلك بدأت الجماعات بالتشكل كانت الجماعة الأولى هي أمة نوح أو قوم نوح، الذين كانوا يعيشون في وسط اليابسة المعمورة آنذاك في منطقة بلاد ما بين النهرين بناء على ما ذكره التاريخ، وأولئك القوم كانوا يمثلون الصورة الأولى لمجتمع العصيان وللامة الطاغية، وأن الحقيقة التي يمكن استيحاؤها من قصة قوم نوح(عليه السلام) بعد قصة ولدي آدم أن أصالة الطهارة وأصالة الحق والإيمان لفطرة الإنسان لا تكفي في الصلاح فلا بد من نزول المصلح والمنقذ والنذير البشير، فكان نوح(عليه السلام) هو ذاك المصلح وحاول ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية وبكل الوسائل وخلال ما يقرب من ألف سنة لإصلاح هؤلاء القوم دون فائدة، بالرغم من أن الإصلاح الذي نشده يتناسب مع الصلاح الذي تنشده الفطرة بحسب ماهيتها وهنا أصبحت الأرض أمام الاستحقاق الأول، الواقع الذي عبر عن شيوع الباطل وغلبته وكثرته، فالمؤمنون مع نوح(عليه السلام) قلة، وغالبية قومه الساحقة بمن فيهم امرأته وابنه كانوا من الظالمين الضالين فما هو المآل يا ترى؟ هل أن الله تعالى سوف يترك هؤلاء لكي يساهموا أكثر في إشاعة الفساد؟! هل أن الأرض المعمورة التي كانت آنذاك صغيرة الحجم ضيقة المساحة تتحمل هذا المستوى من الطغيان؟! هل بالإمكان أن يبقى نوح فيهم مئات من السنين الإضافية محاولة منه لإصلاحهم؟! أمام هذه الخيارات جرت سنة الله في العباد وهي :إن شيوع الفساد في الأرض مع عدم وجود عدة المؤمنين الذين يشكلون حالة التوازن بحيث يكون في الأرض جهة تفسد فتدمر، وجهة تصلح فتعمر، وان يكون فيها جهة تفسد فتساهم في خراب الأرض وجهة أخرى مؤمنة تساهم في حفظ استقرار هذه الأرض، فطالما أن معادلة التوازن لم تتحقق فإن الأرض كلها وليس فقط منطقة محدودة منها كل الأرض التي تأثرت بالفساد سوف تتعرض للطوفان، وعليه فليس هناك محل آمن عليها ليس للكافرين الظالمين فقط بل أيضاً للمؤمنين، ولا بد هنا من الخروج من دائرة الهلاك التي تسبب بافتعالها الباطل القاهر ،والمسيطر، والتوجه بالأزواج من الكائنات البشرية والحيوانات والنباتات إلى ارض جديدة طاهرة ليس فيها فساد لتستأنف الحياة من جديد من خلال التكاثر لتلك الأزواج، وتكون هذه التجربة الجديدة على يدي مؤمنين حملهم نوح(عليه السلام) معه في سفينته، ولكن المستقبل كشف أيضاً عن أن مباشرة المؤمنين عملية التكاثر والتناسل من جديد لا تعني أن المتحدر من المؤمن مؤمن، بل يمكن أن يتحدر من المؤمنين فاسقون وظالمون وطغاة من هنا فإن الأمم التي تحدرت لاحقاً من الذين حملهم نوح (عليه السلام) معه لم تكن أمم صلاح بالكامل، بل من بينهم كان بنو إسرائيل (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح ...) (الإسراء - 3) ... وان كان هناك قول بأن بني إسرائيل تحذروا من قابيل . وما يمكن استفادته أيضاً من قصة قوم نوح (عليه السلام)أن الأرض لا يمكن أن تصل إلى الحد الذي يشيع فيه الفساد ويظهر في البر والبحر من دون أن يكون في المقابل مؤمنون صالحون يصدعون بالحق والمعروف لتحصل حالة التوازن التي تحول دون جريان سنة الطوفان على الأرض حال كان الواقع هو تماميه الظلم والجور والطغيان، لذا فإن من مسؤولية المؤمنين في آخر الزمان السعي للتمسك بالحق وللدفاع عنه ونشره بين الناس، ليبقى الحق ورايته خفاقتين في الأرض رحمة بالإنسان وبالإنسانية من أن تغرقها الذنوب بالطوفان بعد أن يظهر الفساد في البر والبحر ويعم أرجاء المعمورة وتطال آثاره الكائنات وتضج منه السماوات والأرضون.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة لجامعة سومر للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|