المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اعتذر ان أخطات
7-8-2021
Smoothing
2024-03-05
عقبات التنمية الاقتصادية
20-3-2018
الناشيء الأصغر
29-12-2015
اغذية خاصة بالصحة Food For Specified Health Use
11-5-2018
قياس الطول الموجي لقاعدة شيف بوجود الـ (SDS)
2024-03-25


الحُصين بن الحُمام المِرّي  
  
10577   08:36 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص265-268
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015 2085
التاريخ: 24-06-2015 2863
التاريخ: 29-7-2019 7182
التاريخ: 2-3-2018 2365

هو الحصين بن الحمام المرّي بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائل ابن سهم بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، كان سيّد بني سهم ومقدّمهم، وقد لقّب «مانع الضيم»، وكان من أوفياء العرب؛ إلاّ أنه كان في الجاهلية ممن يدمنون شرب الخمر. ويبدو أن الحصين بن الحمام كان من معاصري النابغة الذبياني ثم أدرك الاسلام وكان من صحابة رسول اللّه. وكان للحصين ابن أدرك خلافة معاون بن أبي سفيان.
ويبدو أن الحصين بن الحمام لم يعش في الاسلام طويلا، فقد توفّي في بعض أسفاره، ولعلّ وفاته كانت في مطلع خلافة عمر.
الحصين بن الحمام من الشعراء المقلّين، ولكن من المشهورين المجيدين. وشعره وجداني متين أكثره في الفخر والحماسة، وفي عتاب قومه. وله شيء من الرثاء. وفي شعره المتأخر معان اسلامية.
-المختار من شعره:
كان يوم «دارة موضوع» بين بني سعد بن ذبيان وبين بني سهم بن مرّة، وكان الحصين بن الحمام قائد بني سهم. فلمّا انتصر في ذلك اليوم قال:
جزى اللّه أفناء العشيرة كلّها...بدارة موضوع عقوقا ومأثما (1)
ولمّا رأيت الودّ ليس بنافعي...وان كان يوما ذا كواكب مظلما (2)
صبرنا وكان الصبر فينا سجيّة...بأسيافنا يقطعن كفّا ومعصما
يفلّقن هاما من رجال أعزّة...علينا، وهم كانوا أعقّ وأظلما
وجوه عدوّ، والصدور حديثة...بودّ، فأودي كلّ ودّ فأنعما (3)
فليت أبا شبل رأى كرّ خيلنا...وخيلهم بين الستار فأظلما (4)
عشيّة لا تغني الرماح مكانها...ولا النبل إلا المشرفيّ المصمّما (5)
لدن غدوة حتى أتى الليل، ما ترى... من الخيل إلا خارجيّا مسوّما (6)
عليهن فتيان كساهم محرّق... وكان إذا يكسو أجاد وأكرما (7)
صفائح بصري أخلصتها قيونها...ومطّردا من نسج داود مبهما (8)
يهزّون سمرا من رماح ردينة... إذا حرّكت بضّت عواملها دما (9)
تأخّرت أستبقي الحياة فلم أجد ...لنفسي حياة مثل أن اتقدّما
فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
ولست بمبتاع الحياة بسبّة...ولا مبتغ من رهبة الموت سلّما (10)
ولكن خذوني أي يوم قدرتم...عليّ، فحزّوا الرأس أن أتكلّما (11)
بآية أني قد فجعت بفارس... إذا عرّد الاقوام أقبل معلما (12)
وقال في الفخر والحماسة:
وقافية غير إنسيّة... قرضت من الشعر أمثالها (13)
شرود تلمّع في الخافقين... إذا أنشدت قيل: من قالها (14)
وحيران لا يهتدي بالنهار... من الظلع يتبع ضلاّلها (15)
وداعٍ دعا دعوة المستغيث...فكنت كمن كان لبّى لها
إذا الموت كان شجا في الحلوق...وبادرت النفس أشغالها
صبرت ولم أك رعديدة... وللصّبر في الروع أنجى لها (16)
ويوم تسعّر فيه الحروب...لبست إلى الروع سربالها (17)
مضعّفة السرد عاديّة...وعضب المضارب مفصالها (18)
ومطّردا من ردينيّة... أذود عن الورد أبطالها (19)
فلم يبق من ذاك الا التّقى... ونفس تعالج آجالها
أمور من اللّه فوق السماء...مقادير تنزل أنزالها
أعوذ بربّي من المخزيا...ت يوم ترى النفس أعمالها (20)
وخفّ الموازين بالكافرين...وزلزلت الأرض زلزالها
ونادى منادٍ بأهل القبور... فهبّوا لتبرز أثقالها
وسعرت النار فيها العذاب...وكان السلاسل أغلالها
______________________
1) هو يلوم العشيرة كلها لأن بعض أقسامها يقاتل بعضها الآخر.
2) كان يوما مظلما بغبار الحرب حتى أصبح ذا كواكب (حتى بدت فيه الكواكب نهارا لتكاثف الغبار واشتداد الظلام من ذلك).
3) أودى كل ود فأنعما: ذهب الود من الصدور فانعما (ابتعد كثيرا).
4) أبو شبل: مليط (بالتصغير) بن كعب المري. الستار وأظلم: موضعان.
5) -لم ينفع في ذلك اليوم (الحرب) الرماح ولا النبال، ولم ينفع إلا السيف المصمم (الذي يصل إلى العظم ويقطع فيه).
6) الخارجي: الحصان الشديد الكريم (من غير أن يكون معروف النسب في الخيل). المسوم: المعلم بعلامة الحرب (الدال على الذي يملكه) لشجاعة فارسه ولقلة مبالاة فارسه بأعدائه. -لم يبق صابرا في هذه الحرب إلا الرجال الشجعان والخيل القوية.
7) محرق: لقب لعدد من ملوك العرب؛ آل محرق: المناذرة.
8) صفائح بصرى: سيوف عريضة كانت تصنع في مدينة بصرى بالشام. أخلصتها قيونها: أحاد صانعوها في صنعها. المطرد: الدرع. من نسج (صنع) داود (ان داود كان بارعا في صنع الدروع). مبهم: لا عيب فيه.
9) السمر جمع أسمر: الرمح الجاف النحيل. ردينة: قيل هي امرأة كانت بالبحرين تجيد تثقيف (تقويم) الرماح. العامل: الحديد في أعلى الرمح. بضت: سالت، سال منها. والبيتان التاليان من حماسة أبي تمام.
10) السبة: العيب والعار والمذمة.
11) -إذا وجدتموني في مكان فخذوني فحزوا رأسي (اقتلوني) حتى لا أتكلم (أهجوكم).
12) بآية: بعلامة. فجعت بفارس: فجعتكم (قتلت) فارسا منكم. عرد: هرب. أقدم معلما: كر، هجم غير ملثم (لا يبالي بأعدائه لأنه شجاع).
13) قافية: قصيدة. غير إنسية: خارجة عن طاقة البشر، نظمتها بالهام من الجن. قرضت من الشعر أمثالها: قلت قصائد كثيرة بارعة مثلها.
14) شرود: سائرة على الألسن، مشهورة؛ أو هي (قافية) شاردة تنزل في آخر البيت من تلقاء نفسها. قيل: من قالها: تعجبا من جودتها وبراعتها.
15) الظلع: العرج، ومجازا الميل مع الهوى وغير الحق.
16) الرعديدة: الجبان. وللصبر في الروع أنجى لها: إذا صبر الانسان في موطن (الروع الخوف، في الحرب) كان أقرب إلى النجاة مما لو خاف واضطرب.
17) تسعر: تضطرم، تشتد. سربالها: ثوبها (الدرع السيف).
18) مضعفة السرد: درع منسوجة طبقتين. عادية: قديمة من أيام عاد، دلالة على جودتها ومتانتها حتى تبقى مثل هذه المدة الطويلة. عضب المضارب: سيف قاطع. مفصالها: يقطع أو يفصل العضو الذي يصيبه.
19) ومطرد: (هنا) رمح. ردينية (راجع ص 267، الحاشية 1). أذود عن الورد أبطالها: أمنع أبطال الحروب من الورد (شرب الماء) لشدة قتالي لهم.
20) يوم القيامة.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.