المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



التباين بين الرجل والمرأة  
  
1367   09:20 صباحاً   التاريخ: 2023-03-06
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص40 ــ 52
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2023 1139
التاريخ: 2023-02-23 1137
التاريخ: 24/10/2022 1389
التاريخ: 2/10/2022 1683

ربما يحتاج الكاتب في معرض التعرف على التباين بين الرجل والمرأة إلى معلومات حول الفروق بينهما قد لا يسعها مجلد بل مجلدات، وهنا فوارق:

يتساوى مقدار ترشح ستروئيد الإدرار لدى الجانبين قبل البلوغ لكنه يتزايد بسرعة بعده ويصل إلى الحد الأقصى عند الرجال في سن الخامسة والثلاثين ثم يبدأ بالانخفاض في حين يبلغ ذروته لدى النساء في سن العشرين بعدها ينخفض بشدة على مدى العشر سنوات التالية ثم يبقى بمستوى واحد حتى الخمسين أو الستين من العمر.

يفضل الذكور عادة الأعمال الميكانيكية والتطبيقية وتقوية العضلات والأنشطة التي تتسم بالمغامرة وكذلك الأعمال السياسية والعسكرية ومعاملات البيع والشراء واللهو بألعاب تسلية، والتدخين وترجيح العمل في أماكن مفتوحة على المغلقة، أما المرأة فتميل أكثر للفن والأدب والتسلية بأمور كالتفاؤل والحديث عن آخر التقليعات وموضات الألبسة والوقوف عند معارض المحلات لا سيما معارض الصاغة والبزازين والعمل في سلك التدريس والسكرتارية.

تفوق أرقام محاولات الانتحار الناجحة عند الرجال نظيراتها عند النساء بما يتراوح بين (3 - 4) مرات، وفي المقابل تفوق محاولات الانتحار الفاشلة لدى النساء نظيراتها لدى الرجال بثلاث مرات.

يعد تمني الموت لدى النساء أكبر فيما هو أعمق معنى لدى الرجال، كما أن الوسائل التي يستخدمها الذكور للانتحار أوضح وأكثر أضراراً وتخريباً.

أغلب محاولات انتحار النساء تكون دون الثلاثين من عمرهن، وقد سجلت الاحصاءات أرقاماً متساوية في عدد محاولات الانتحار الفاشلة لدى الجنسين في هذه السن.

المرأة أكثر تحملاً للأوجاع الشديدة وأكثر ميلاً نحو الإثارة والأذى أثناء المباشرة.

انتحار الرجال بالأسلحة النارية ضعف الحالات التي لدى النساء تقريباً.

النساء النوابغ أقل عدداً إلى حد ما وكل النابغات تجد فيهن سمة رجولية.

للرجال قابلية أكبر على التغيير والتأقلم، وصح ما قيل من أن الرجل إذا وقف على خطأه فليغيره أو يتغير هو.

البنت تسبق الابن في النطق والمبادرة إلى التحدث، لكنها أقل معرفة واستخداماً للمفردات منه في كل المراحل السنية وفي المقابل لها قصب السبق في تنظيم وربط الأشياء ببعضها وحل الألغاز.

الرجال يرون الحقيقة أكثر من النساء، السبب في ذلك أنهم يعترفون بأخطائهم أسهل منهن.

يعرف الرجل كيف يوكل أمر مستلزمات المعيشة للمرأة لكنها ليست كذلك.

يظهر الرجال عادة غرورهم وأنانيتهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة سواء عن طريق التكلم أو التصرف بينما النساء يظهرن بمظهر العفة والرقة والأدب وهن أكثر خبرة في المواساة.

الرجل ينشد الدليل والبحث أكثر من المرأة.

الملفت للنظر أيضاً أنه يمكن التنبؤ بشأن النساء أكثر من الرجال، وكذا يمكن التنبؤ بشأن الذكور الذين يختارون فروعاً جامعية أهم بصورة أفضل من التنبؤ بشأن الذين لا يختارون الفروع الأهم.

يقل الاستقرار في الذكر من الطفولة إلى الكهولة ولا يلحظ التمرد والاعتداء في الذكور إلآ في مرحلتين من حياتهم، وتمتاز الإناث باستقرار في تصرفهن الاجتماعي لكن علاقاتهن الشخصية وشخصيتهن أكثر تعرضاً للتغيير في المرحلة الإعدادية (الثانوية).

القابلية للإصابة بأمراض عصبية لدى المرأة التي تعيش وسط موائم لها أقل منها لدى الرجل.

الارتباط بالبيئة والانسجام معها بمدى البعد الاجتماعي للأشخاص، وعموماً فهو عند الاناث إيجابي وعند الذكور سلبي.

والتآلف والمواءمة الاجتماعية مرتبطة بشكل أكبر لدى الذكور بالسيطرة على غرائزهم وهي ليست كذلك عند الاناث.

يدرك الأبناء الأمور من خلال التمعن والانتباه لأفعال آبائهم فيما البنات لسن كذلك بالنسبة لأمهاتهن.

يفوق الذكور الأناث في فهم الأفعال والتصرفات سواء على صعيد المستوى أم على صعيد الأهمية.

يزداد ضجر ونفور الذكور من أشياء ووسائل المراحل السنية السابقة كلما تقدموا في العمر، أما الإناث بما فيهن البالغات فهن على استعداد للانشغال بأدوات اللعب الخاصة بمرحلة الطفولة.

الأعمال غير المهمة في نظر الأبناء حين دخولهم المدرسة تبقى غير مهمة في نظرهم ولا تتغير رؤيتهم لها إلا بمقدار قليل جدا، بيد أن البنات لسن كذلك إذ سرعان ما تحدث لهن تغييرات عامة.

إن تأثير التربية العائلية وقبول تحمل المسؤولية والقيادة تبرز أكثر لدى تلاميذ الصف العاشر - الرابع ثانوي، والأبناء الذين يرغبون ويتطلعون لتحمل المسؤولية وممارسة دور القيادة ينتمون عادة لعوائل منظمة في حياتها ومسيرتها.

تظهر البنات بمظهر اللامبالاة والابتعاد عن تحمل المسؤولية في مقابل المقررات أكثر من الأبناء.

الأنثى حينما تستهويها مبادئ ورؤى مجموعة ما، تحب اظهار تضامنها مع المجموعة لا ممارسة دور القيادة.

يتضح من خلال دراسة معمقة للخصائص من الطفولة إلى البلوغ، إن تصرفات الابن أشبه في الغالب للأم، وعلى هذا يتبين أن الانسياق والمماشاة لدى البنات أقل عمقاً مما لدى الأبناء.

يعد البلوغ مسألة جديدة بالنسبة للذكور، والمحيطون بهم يتحدثون ويتصرفون معهم من هذا المنطلق، أما البلوغ لدى الإناث فهو عامل باطني غير مستجد بل وقديم.

تودّ المرأة أن يتدخل بكل ما يتعلق بزينتها وعوامل جمالها، كأن يقول لها (طال شعرك) أو (قصر شعرك) أو يخبرها عن رأيه بالثوب الجديد، لكن الرجل يرغب في التحدث عن خياطة ملابسه والزي الذي يرتديه لأقرانه في العمر أو زملائه في العمل، ومهما كان ترحيبه برأي زوجته بشأن ملابسه كبيرا لكنه سرعان ما يفضل رأي صديقه بهذا الشأن على رأي زوجته.

هناك زوج يهتم بملابسه فيرتدي في كل يوم زياً جديدا، وقد تنال بعض تلك الأزياء اعجاب واستحسان الزوجة، غير أن نظرة الناس للشخص الظاهر يومياً بزي جديد هي أنه مجرد دمية ثمينة لعرض الأزياء. أما إذا ارتدت الزوجة يومياً موضة جديدة فإن الزوج يتشاءم منها - إلا إذا كان يطلب هو منها ذلك، وأما نظرة النساء لها فتكون مصحوبة بالحسد ويعتبرونها امرأة لا تهوى سوى ثروة زوجها.

الرجل ضعيف عادة في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بسبب انشغاله بالصراعات وقيامه بأعمال مضنية بينما المرأة تميل في الغالب إلى التعبير عن مشاعرها وعواطفها.

هناك اختلاف كبير بين المرأة والرجل تمتد جذوره إلى أعماق الخلقة وسيفتح العلم الحديث بابه عليه في أقرب وقت.

لقد زرعوا خلايا جلد مريض مصاب بال (كالاكتوزمي) ثم لوثوها بواسطة بكتريا غير ضارة تسمى (لاندا)(1)، وبعد مضي بضعة أيام بانت آثار الأنزيم المذكور في الوقت الذي لم يكن له أي وجود من قبل.

وفي نمط آخر من التحليلات، أجري اختبار آخر باسم (تركيب الخلايا)، إذ جمعوا بين الخلايا الجنسية والخلايا الجسدية فامتازت الخلايا الناتجة بأنها تفوق الخلايا الأولى بمقدار الضعف من حيث قطرها وما تحمله من كروموسومات لكنها غير قادرة على الحياة مع الوضع الحالي، أي لا بد من حذف كروموسومات بما يصل عددها إلى المقدار الأول في كل خلية على حدة. أما الكروموسومات المحذوفة فتتعلق بأحد الجنسين فمثلا عند تركيب خلايا الفأرة الأنثى بخلايا الرجل تنفر كروموسومات الإنسان وتتقهقر في حينما يجري تركيب كروموسومات الرجل مع كروموسومات الفأرة تضمحل كروموسومات الفأرة، ولا أحد يعرف حتى الآن السبب!.

قد يكون من الممكن ادخال نوع من الكروموسومات في خلية من نوع آخر.

أجري في اليابان اختبار ظريف وملفت للنظر، لقد جمعوا بين عشر خلايا واحدة منها من خلايا الفأرة التي تفتقر لأنزيم بأسم (تيميدين كيناز) والتسعة الباقية عبارة عن خلايا إنسان سليمة وطبيعية فنتج عن ذلك حذف واختفاء كافة كروموسومات الإنسان سوى الكروموسوم رقم (17) والظريف أن هذا الكروموسوم يعد ضرورياً وحياتياً بالنسبة للخلية لأنه حامل للجين المسؤول عن تكوين الأنزيم المذكور، في حين إذا تعرف هذه الخاصية للجين لأمكننا القول بأن الجين المسؤول عن تكوين أنزيم التيميدين كيناز يحمله الكروموسوم (17).

لاحظتم التباين في عملية الانتخاب لدى كل من الخلية والكروموسوم.. صحيح أن كل جين تظهر - حسب ما ثبت منذ مدة - خصائصه في وسط معين وعضو خاص وصحيح أن من الصعب العثور على الوسط الملائم بالنسبة للجين، ولكن هل العثور على رجل وامرأة أمر صعب؟.

على كل حال، لا الذي يقول بأفضلية الرجل نطق بالصواب ولا الذي قال - مثل اشيلي مونتاغو الذي ألف كتاباً بعنوان (المرأة... الجنس الأفضل) - بأفضلية المرأة. إن المرء ليغامره الفرح حينما يرى كيف يتصدى القرآن الكريم لموضوع التباين والمساواة بين الجنسين بكل معقولية وموضوعية في الوقت الذي تدفع باقي الحضارات والكتب ثمن ردة الفعل الناجمة عن أقوالها المتضاربة، فهي إن اعتبرت الرجل اليوم وضيعاً فإنها حملت الفكرة ذاتها في الماضي إزاء المرأة.

الرجل يمل من البقاء دوماً إلى جانب زوجته التي يحبها لكنها تحب أن تكون إلى جانب زوجها الذي تحبه دائماً، ولهذا تجد الرجل حينما يكبر يستاء من الحياة الزوجية التي لا يملكها في الواقع فيما تفرح المرأة حينما تشاهد بأن حياتها الزوجية جعلتها تصير أماً وجدة.

تحب المرأة أن تكون مرؤوسة وتود في نفس الوقت بأن يقال لها إن وجودها مؤثر في الحياة وإنها حاجة ملحة.

إن أكثر ما تنشده الزوجة من الزوج أن يكون بيته هو كل شيء في حياته ويربط وجوده بنطاق البيت، وحتى الفاهمات والمتفهمات من الزوجات سواء في الغرب أو الشرق يسألن أزواجهن مباشرة الاصلاحات من بيوتهم وهن يرددن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، وقول رسوله (صلى الله عليه وآله): (ابدأ بما تعول)(2).

والرجل المتعلم يقول لزوجته في المقابل إن الله (سبحانه وتعالى) ورسوله (صلى الله عليه وآله) أرادا من المرأة الطاعة لزوجها، حيث قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (جهاد المرأة حسن التبعل)(3).

يعد الذكور هم الأقوى في أربعة أخماس عمرهم الطبيعي والاناث هن الأضعف - قياساً بالذكور- أما الخمس الأخير فالمعادلة تكون بالعكس تماماً.

تتصلب بعض عظام الأنثى أسرع من نظيراتها لدى الابن كما أن أسنان الأنثى تظهر دوماً أسرع من الذكر.

الذكور أكثر عدداً في الحالات المختلفة، فمثلما يكثر فيهم النابغة والذكي يكثر فيهم الأحمق والمجنون أيضاً.

على صعيد القدرات العقلية، المرأة والرجل متقاربان في المستوى كما أثبتت ذلك الاختبارات والدراسات، بيد أن الرجل يتفوق من حيث حجم المهارات والدوافع.

ثم هناك - عزيزي القارئ ـ فرقاً آخر بين الرجل والمرأة يمتاز بأمرين؛ الأول أنه لم يتطرق إليه أحد من قبل والثاني أنه يسجل للمرأة فضيلة على الرجل في واحد من أبعاد الحياة.. إننا لنقف على المزيد من المساواة بين الجنسين كلما سرنا تعمقاً نحو البعد المعنوي للحياة بينما تتزايد الفروق كلما اتجهنا صوب البعد الظاهري. تتشابه الطحالب والفطريات البحرية في الآلاف منها إلى حد كبير لكن أشجار الرمان أقل تشابهاً ثم أشجار النخيل أكثر تنوعاً من الاثنين، ويزداد التنوع في عالم الحشرات التي هي أقل تطورا من باقي الحيوانات، وهكذا في مسيرة الاقتراب من الخلقة البشرية - وإن كانت الثديات أقل تنوعاً في السجايا والأخلاق - تجد الناس فيهم تنوع عظيم وتباين كبير... تجد إنسانين يقفان على طريقين متناقضين متضادين تماماً، كالإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) او معاوية بن أبي سفيان (لعنة الله عليه) أو الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) ويزيد السكير (لعنة الله عليه).

أما إذا أردنا دراسة هذا الاختلاف والتنوع على صعيد الرجل والمرأة فإننا سنجد تنوعاً أكبر في النساء فلو أمكن تقسيم خمسين رجلاً على خمس مجموعات وفقاً لصفات وسجايا معينة فإن الخمسين امرأة سيقسمن وفقاً لنفس الصفات والسجايا على أكثر من خمس مجموعات، ومن هذا المنطلق فإن التسلسل من الأعلى إلى الأدنى في حجم التنوع والتباين سيجعلنا نقر بأن جنس المرأة التي هي أكثر تنوعاً أفضل من جنس الرجل.

تطرقت إلى الإنسان الذي يعرف بالإنسانة من جنس بني البشر، عاريان لا ثوب يرتديانه وعورة الجنسين لم تخضع بعد للضوابط.. ثم أقدم أول نبي (عليه السلام) وزوجته حواء على تغطية سوءاتهما بورق الأشجار ـ بعد احداث النهي عن الأكل ثم الاقدام على الأكل ـ كما ينص القرآن الكريم على: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121]، وبذلك سترت عورتهما وفق نظام خاص وهو ما يتناسب مع شأن الإنسان الذي يتعدى في معناه الجسد والهيكل، فهنا بات آدمياً ولحياته قرارات وضوابط. إن القرآن الكريم لينظر إلى جنسي هذا الآدمي - الذكر والأنثى - نظرة مساواة إلى الحد الذي يجعل أحدهما يستر الآخر: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].

ومعنى ذلك أن الرجل صار لباساً لزوجته منذ اليوم الذي ستر فيه عورته بورق الشجر وكذا هو الحال بالنسبة للمرأة إزاء زوجها.

بالإضافة إلى ذلك فإن الرجل والمرأة على مستوى واحد في القابلية الزوجية والتدخل في أمر تكوين المولود، ومن يريد الزواج يعد لباساً لنفسه، ذلك اللباس الذي أوجد وهيأ في الجنة: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ينجم هذا المرض عن فقدان الجين اللازم لفرز الأنزيم في عملية الاحتراق مما يتسبب في ظهور مرض السكر، ومن عوارضه التخلف العقلي..

2ـ الكافي: ج4، ص11، ح2.

3ـ من لا يحضره الفقيه: ج3، ص277، ح1316. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.