أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2021
2230
التاريخ: 2024-02-28
1031
التاريخ: 2023-03-09
1075
التاريخ: 5-6-2017
2514
|
يسود الاعتقاد اليوم بأن ذكاء المولود على صلة مباشرة بعمر الوالدين حين انعقاد النطفة، وتشير الدراسات التي أجريت إلى أن ثمانين بالمائة من شخصيات العالم المشهورة كانوا من آباء فاقت أعمارهم الثلاثين عاماً وأمهات في السابعة والعشرين بينما تقل نسبة الأطفال النوابغ إلى حد كبير عند الأبوين المتقدمين في العمر.
لكن الإسلام الحنيف لا يؤيد على الظاهر مثل هذا الرأي بل ولا يعير وزناً لما يسمّى بالعلاقة بين العقل أو الذكاء وبين عمر الوالدين، غاية الأمر أننا نفهم من قضاء الإمام علي (عليه السلام) بوجود صلة بين المولود ووالديه في البعد الجسدي، وذلك حينما طلب من طفل القيام من مجلسه فما كان من الأخير إلا أن اتكأ على الأرض بيديه حال قيامه فاستنتج الإمام (عليه السلام) أن نطفته انعقدت ووالداه متقدمان في السنّ(1).
أما أن يرزق النبي إبراهيم والنبي زكريا (عليهما السلام) في سن متقدمة على مولودين يستطيعان ممارسة دور الهداية والارشاد، وكذلك النبي نوح (عليه السلام) الذي يدعو على قومه بالهلاك بسبب تماديهم في الغيّ والكفر فذلك لا علاقة له بالذكاء والعقل. فالنبي نوح (عليه السلام) حينما يحصر علة دعائه على قومه: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]، وما يمارسونه من كفر فإنه لا يسع الناس القول بأن القوم إذا كانوا أذكياء وعقلاء لما انصابوا بجرثومة الفجور والكفر، والدليل على ذلك وجود عدد كبير من العلماء اللادينيين، بل على العكس حيث لا يساوى بين الجاهل بحرمة الشيء أو الذي لم يأت على عقله ترك الفعل الحرام مع من يدرك كنه الأمور ويرتكب المحرم.
إن قانون الأجنة يفيد بأن شخصاً لو أخذ بالتعلم بعد بلوغه الثلاثين وصار عالماً فإن ولده واستناداً لـ (ولد العالم نصف العالم) سيكون أرفع مستوى واستعداداً لتقبل العلم من الأولاد السابقين الذين ولدوا لهذا الشخص قبل بلوغه هذا السن، وهذا القول يتناسب أكثر مع ما أوردته الدراسات والاحصاءات بشأن مواليد الآباء الذين تتراوح أعمارهم عند الثامنة والثلاثين والأمهات في سن السابعة والعشرين.
على كل حال، يبدو أنه ليس هناك ما. يمنع التوليد من أن تقدم به العمر، وقد يظهر من هذا النمط عجز على صعيد القوة الجسدية لكن المهم هو أن الأولاد سالمون. إن القرآن الكريم حينما يشير إلى تبشير الملائكة (سارا) بالإنجاب يؤكد قدرة الله تعالى من جهة وعدم وجود علاقة بين تقدم العمر وبين قلة ذكائه أو قلة تحمله للمسؤولية: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: 71 ـ 72].
وقبل كل شيء فإن موضوع سن التوليد والانجاب يتعلق بطريق ما بالاختيار والاجبار ولا يشابه موضوع اتخاذ القرار بشأن سن الزواج إذ قلنا فيه إما أن يكون طواعية ومن أجل ايصال كل من الزوجين الشابين الخير للآخر أو بالإكراه من أجل احتواء شاب من عائلة لآخر من عائلة أخرى أو احتواء كل منهما الآخر وهما من عائلة واحدة، إلا أن سن التوليد والانجاب لا ينطبق عليه (الاختيار) بما تحمله الكلمة من معنى فما أكثر أن يعزم الجانبان على إنجاب الطفل ولكن دونما نتيجة بسبب وجود نقص في أحدهما أو كليهما.
إن موضوع الزواج في سنوات متقدمة من العمر موضوع منفصل عن موضوع انجاب الولد في أعمار متوسطة أو في زمن الشيخوخة فصبر وتحمل المتقدم في السن لا يكون بمستوى يتلاءم مع ما يتوقعه الأطفال من تجاوب معهم واطلاق لحرياتهم وإثارتهم للضجيج وهي حالة طبيعية لدى الأطفال، والأب والأم اللذان يحتاجان إلى هدوء وأجواء للتزود بما يحبه الله تعالى إذا منعا الطفل حريته يكونان قد حملا نفسيهما الوزر وإن أوردا أذية بالطفل يكونان قد ارتكبا معصية أو خطأ من المحال تعويضه... ولذا لا ينبغي للشاب والشابة أن يقفا موقف المتفرج على انقضاء العمر وأيامه بل لا بد من أن يكون لهما حضور في هذا الاتجاه وبالتالي ليكون لهما دور مؤثر في حياتهما، أي يخمنا ويخططا كيف ومتى وبأي مقدار يتمتعا بالدنيا أو تركها وكم من الأولاد ينجبان وفي أي سن وكيف يربيانهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ليعرف الأطباء أن أمراض العضلات وراثية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|