المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تفسير الاية (32-34) من سورة الرعد
20-7-2020
نظرية المسؤولية الاجتماعية
26-12-2019
النهي عن الركن الى الظالم
2024-07-11
حلم علي (عليه السلام) وعدله
22-10-2015
تعيين البنية Determination of structure
5-12-2016
مُسَعر بخاري calorimeter, steam
5-3-2018


سن الانجاب المناسب  
  
1056   09:36 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص28 ــ 30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2021 2230
التاريخ: 2024-02-28 1031
التاريخ: 2023-03-09 1075
التاريخ: 5-6-2017 2514

يسود الاعتقاد اليوم بأن ذكاء المولود على صلة مباشرة بعمر الوالدين حين انعقاد النطفة، وتشير الدراسات التي أجريت إلى أن ثمانين بالمائة من شخصيات العالم المشهورة كانوا من آباء فاقت أعمارهم الثلاثين عاماً وأمهات في السابعة والعشرين بينما تقل نسبة الأطفال النوابغ إلى حد كبير عند الأبوين المتقدمين في العمر.

لكن الإسلام الحنيف لا يؤيد على الظاهر مثل هذا الرأي بل ولا يعير وزناً لما يسمّى بالعلاقة بين العقل أو الذكاء وبين عمر الوالدين، غاية الأمر أننا نفهم من قضاء الإمام علي (عليه السلام) بوجود صلة بين المولود ووالديه في البعد الجسدي، وذلك حينما طلب من طفل القيام من مجلسه فما كان من الأخير إلا أن اتكأ على الأرض بيديه حال قيامه فاستنتج الإمام (عليه السلام) أن نطفته انعقدت ووالداه متقدمان في السنّ(1).

أما أن يرزق النبي إبراهيم والنبي زكريا (عليهما السلام) في سن متقدمة على مولودين يستطيعان ممارسة دور الهداية والارشاد، وكذلك النبي نوح (عليه السلام) الذي يدعو على قومه بالهلاك بسبب تماديهم في الغيّ والكفر فذلك لا علاقة له بالذكاء والعقل. فالنبي نوح (عليه السلام) حينما يحصر علة دعائه على قومه: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]، وما يمارسونه من كفر فإنه لا يسع الناس القول بأن القوم إذا كانوا أذكياء وعقلاء لما انصابوا بجرثومة الفجور والكفر، والدليل على ذلك وجود عدد كبير من العلماء اللادينيين، بل على العكس حيث لا يساوى بين الجاهل بحرمة الشيء أو الذي لم يأت على عقله ترك الفعل الحرام مع من يدرك كنه الأمور ويرتكب المحرم.

إن قانون الأجنة يفيد بأن شخصاً لو أخذ بالتعلم بعد بلوغه الثلاثين وصار عالماً فإن ولده واستناداً لـ (ولد العالم نصف العالم) سيكون أرفع مستوى واستعداداً لتقبل العلم من الأولاد السابقين الذين ولدوا لهذا الشخص قبل بلوغه هذا السن، وهذا القول يتناسب أكثر مع ما أوردته الدراسات والاحصاءات بشأن مواليد الآباء الذين تتراوح أعمارهم عند الثامنة والثلاثين والأمهات في سن السابعة والعشرين.

على كل حال، يبدو أنه ليس هناك ما. يمنع التوليد من أن تقدم به العمر، وقد يظهر من هذا النمط عجز على صعيد القوة الجسدية لكن المهم هو أن الأولاد سالمون. إن القرآن الكريم حينما يشير إلى تبشير الملائكة (سارا) بالإنجاب يؤكد قدرة الله تعالى من جهة وعدم وجود علاقة بين تقدم العمر وبين قلة ذكائه أو قلة تحمله للمسؤولية: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: 71 ـ 72].

وقبل كل شيء فإن موضوع سن التوليد والانجاب يتعلق بطريق ما بالاختيار والاجبار ولا يشابه موضوع اتخاذ القرار بشأن سن الزواج إذ قلنا فيه إما أن يكون طواعية ومن أجل ايصال كل من الزوجين الشابين الخير للآخر أو بالإكراه من أجل احتواء شاب من عائلة لآخر من عائلة أخرى أو احتواء كل منهما الآخر وهما من عائلة واحدة، إلا أن سن التوليد والانجاب لا ينطبق عليه (الاختيار) بما تحمله الكلمة من معنى فما أكثر أن يعزم الجانبان على إنجاب الطفل ولكن دونما نتيجة بسبب وجود نقص في أحدهما أو كليهما.

إن موضوع الزواج في سنوات متقدمة من العمر موضوع منفصل عن موضوع انجاب الولد في أعمار متوسطة أو في زمن الشيخوخة فصبر وتحمل المتقدم في السن لا يكون بمستوى يتلاءم مع ما يتوقعه الأطفال من تجاوب معهم واطلاق لحرياتهم وإثارتهم للضجيج وهي حالة طبيعية لدى الأطفال، والأب والأم اللذان يحتاجان إلى هدوء وأجواء للتزود بما يحبه الله تعالى إذا منعا الطفل حريته يكونان قد حملا نفسيهما الوزر وإن أوردا أذية بالطفل يكونان قد ارتكبا معصية أو خطأ من المحال تعويضه... ولذا لا ينبغي للشاب والشابة أن يقفا موقف المتفرج على انقضاء العمر وأيامه بل لا بد من أن يكون لهما حضور في هذا الاتجاه وبالتالي ليكون لهما دور مؤثر في حياتهما، أي يخمنا ويخططا كيف ومتى وبأي مقدار يتمتعا بالدنيا أو تركها وكم من الأولاد ينجبان وفي أي سن وكيف يربيانهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ليعرف الأطباء أن أمراض العضلات وراثية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.