المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

عصمة الأئمة
30-07-2015
المرافق العامة الاقتصادية القومية
31-3-2016
بنوك المعلومات العمومية
10-4-2020
Method Errors
24-4-2017
مملكة آشور وخطابات «تل العمارنة»
2024-07-04
Ecological Genomics
20-2-2018


أهداف الحياة العائلية  
  
1067   09:52 صباحاً   التاريخ: 2023-03-09
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص17 ــ 20
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2022 2014
التاريخ: 29-1-2019 1844
التاريخ: 7-6-2022 1805
التاريخ: 12-7-2019 1668

مر عهد الصبا ورحلت أيامه المفعمة طهراً وصفاء، وانتهى عهد الدلال ورعاية الوالدين وتضحياتهما.. مر كل هذا دون عودة كحلم وردي، وها نحن نعيش مرحلة اخرى وعهداً زاخراً بالمسؤوليات الجسام.. إنها مرحلة التأمل والتدبر والتكامل وتحمل أعباء المسؤولية.. مرحلة تتطلب منا أن نقف على أقدامنا ونفكر في المستقبل.. ومن المؤكد جداً أننا إذا لم نفكر بأنفسنا ومن أجل أنفسنا فإنه لا يوجد من يفكر نيابة عنّا ويتحمل مسؤولياتنا.

إن أعباء الحياة الجسام وطول الطريق يدفعنا إلى التفكير والبحث عن شريك يخفف عنا قدراً من تلك الأعباء، شريك يتحمل معنا مصاعب الطريق ومتاعب الحياة، إنسان يشاركنا حلاوة الحياة ومرارتها، إنسان يدركنا ويتفهمنا، يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا إنسان يقوم بدور المنقذ إذا ما هاجمتنا أمواج الحياة، وأخيراً؛ شريك في كل شيء، ومن أجل كل شيء، شريك ورفيق درب يبدد بأنسه وحشة الطريق.

انطلاقاً من كل ما ذكرنا، نسعى إلى تشكيل الأسرة، وعلى ضوء ذلك نحاول أن نصلح أو نعالج أو نرمم البناء الأسري. ومن خلال ذلك نحاول أن نتعرف أهداف الزواج لكي تتضح لنا الحقيقة بين ما هو كائن وبين ما ينبغي أن يكون.

وإذا كان واقع أسرنا كما ينبغي فلنسع إلى التكامل أكثر فأكثر والمضي قدماً نحو الهدف المنشود. وإذا كان الواقع عكس ذلك أو صورة مشوهة عنه فلنبادر إلى مراجعة أنفسنا وإنقاذ البقية الباقية من عمرنا قبل فوات الاوان.

أهداف الزواج

السؤال هنا: لماذا تزوجنا؟ هل تظن الفتاة أن زواجها جاء إثر مؤامرة دبرها الوالدان للتخلص من شرها؟ أو أنهما شعرا بالملل منها؟ وهل يعتقد الفتى أنه تزوج لكي يبحث عن المتاعب أو أنه يتمتع بثروة هائلة تدفعه للبحث عن شخص أو مجموعة أشخاص لكي ينفق عليهم؟ هل إن هدف الزواج هو إضافة هم إلى الهموم أو محاولة للتخفيف من هموم الحياة؟

هل إن الهدف من ذلك هو رغبتهم في المعاناة والألم أو الركون إلى واحة وارفة الظلال تهبهم الشعور بالطمأنينة والسلام؟.

إن الكثير منا قد أخطأ الطريق اللاحب وضاع في متاهات دروب مظلمة. إن الزواج وتشكيل الأسرة له أهداف وأغراض، وإن أخذها بنظر الاعتبار سيحل الكثير، الكثير من المشكلات ويخفف من حدة النزاعات، ويضع الزوجين في الطريق الصائب الذي يقودهم إلى حياة زاخرة بالحب مفعمة بالمودة والصفاء.

إن أهم أهداف الزواج هي كما يلي:

أولا- الحصول على الاستقرار:

إن نمو الإنسان ووصوله إلى مرحلة البلوغ يتسبب في ظهور تغيرات متعددة تطال الإنسان جسماً وروحاً وفكرا، تشكل بمجموعها نداء الزواج. وفي هذه المرحلة ينبغي على الإنسان أن يستجيب إلى هذا النداء الطبيعي فإن التغافل عن ذلك أو إهماله سيؤدي إلى بروز الاضطرابات النفسية العنيفة التي لا يمكن أن تهدأ إلا بعد العثور على إنسان يشاركه حياته، وعندها سيشعر بالهدوء والسلام.

وإذن فإن أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة من الاستقرار النفسي والبدني والفكري والأخلاقي، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكنهم من النمو الشامل.

ولقد اثبتت التجارب أنه عندما تزداد أمواج الحياة عنفا، وحين يهدد خطر ما أحد الزوجين فإنهما يلجآن إلى بعضهما لتوفير حالة من الأمن يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدماً. وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة سوف تكون جحيماً لا يطاق.

ثانياً- التكامل:

ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول.

ويؤثر الزواج تأثيراً بالغ الأهمية في السلوك وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل بعد أن يسعى كل طرف بإخلاص وصميمية تسديد الطرف الآخر وإسداء النصح إليه، وخلال ذلك تولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين وتساعدهما في المضي قدماً نحو الكمال المنشود.

ثالثاً- الحفاظ على الدين:

ما أكثر اولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم. ولذا فإن الزواج يجنب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة؛ وقد ورد في الحديث الشريف: (من تزوج فقد أحرز نصف دينه..)، والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب بل يوفر له جواً من الطمأنينة يمكنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه، ذلك إن إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية.

وعلى هذا فإن الزواج الذي يعرّض دين الإنسان إلى الخطر، الزواج الذي يخلصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرمة لا يمكن أن يعتبر زواجاً بل فخاً جديداً للشقاء؛ والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات وايذاء الجيران بالصراخ.. الزواج الذي يكدر صفو الأقرباء والأصدقاء ليس زواجاً بهيجاً بل عقاباً أليماً.

رابعاً- بقاء النسل واستمرار النوع:

لقد أودع الله الرغبة لدى الإنسان لاستمرار النوع ولا شك أن مجيء الأطفال كثمرة للزواج يعتبر لدى أولئك الذين يبحثون عن اللذائذ والمتع فقط، أشخاصا مزاحمين وغير مرغوب فيهم، ولذا فإن للزواج بعداً معنوياً ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار لكي يكون مدعاة للتكامل والسير في طريق الكمال.

وما أكثر الفتيات والشبان الذين تزوجوا من أجل الثراء أو الجمال أو الشهرة، ولكن -وبعد مرور وقت قصير - شعروا بالمرارة وغرقوا في بحرِ من المشكلات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.