أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-08
988
التاريخ: 2023-03-11
1218
التاريخ: 2023-02-17
1216
التاريخ: 2023-03-04
1114
|
ذو القرنين
بطل من أبطال التأريخ ، وعظيم من عظماء البشرية ، اختلف المحقّقون والمؤرّخون في اسمه ونسبه والفترة الزمنية الّتي عاش فيها .
قيل : هو عيّاش ، أو عبد اللّه بن الضحاك بن معبد ، وقيل : هو أبو كرب شمر بن عمير بن افريقش الحميري ، وقيل : هو صعب بن ذي مراثد بن الحارث الرائش الحميري ، وقيل : هو لقب داريوش أو كورش أحد ملوك الدولة الهخامنشية بفارس .
وهناك من جعله لقبا للإسكندر بن فيلقوس أو فيليب الثاني بن مضريم بن هرمس بن هيدودس اليوناني ، وكان وثنيّا يعبد الأصنام .
أمّا المذكور في القرآن الكريم - ونحن بصدده - كان عبدا مؤمنا صالحا عادلا فاضلا ، أحبّ اللّه فأحبّه ، ونصح للّه فنصح له .
جعله اللّه من أعظم ملوك الأرض ، فملك ما بين المشرق والمغرب ، ومكّنه اللّه في الأرض ، وبسط يده عليها ، وسخّر له السحاب ، فحمله حيث يشاء ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ، ومنحه العلم والهيبة والحكمة والسداد .
كان منذ نعومة أظفاره يتّصف بالآداب الفاضلة والأخلاق الحسنة والعفّة والرزانة .
كان في فتوحاته إذا مرّ بمدينة زأر فيها كما يزأر الأسد الغضبان ، فتنبعث فيها ظلمات ورعد وبرق وصواعق تهلك من يقف في وجهه ويناوئه .
في أوائل أيّامه رأى في المنام أنّه قرب من الشمس وأخذ بقرينها ، شرقها وغربها ، فأخبر قومه برؤياه ، فسمّوه بذي القرنين ، ثم آمن باللّه وأسلم له ، ودعا قومه إلى ذلك فأطاعوه ، ثم بنى لهم مسجدا ليتّخذوه معبدا يعبدون اللّه فيه .
وبعد أن منحه اللّه البسطة في الأرض زوّده بمزايا خاصة ، فجعله يسمع كل صوت قريب أو بعيد ، ويفقه كل شيء ، وسخّر له النور والظلمة .
أخذ يجوب أقطار العالم داعيا الناس إلى الإيمان باللّه وتوحيده ، فإن أطاعوه ولبّوا دعوته تركهم وشأنهم ، وإن عصوه وخالفوه أغشاهم بالظلام ، فكانت تظلم مدنهم وقلاعهم وبيوتهم وتغشى أبصارهم ، ويستمرون على تلك الحالة حتى يؤمنوا .
عاش بعد عصر نبيّ اللّه نوح عليه السّلام ، وعاصر إبراهيم الخليل عليه السّلام ، فاستقبله الخليل عليه السّلام وصافحه ، فكانا أوّل متصافحين على سطح الأرض ، وقيل : كان موجودا قبل الخليل عليه السّلام ، ويقال : إنه صحب الخضر عليه السّلام .
في أيام ابتلي الناس بقومي يأجوج ومأجوج - الّذين اتصفوا بصفات خاصّة تفردهم عن سائر الناس ، وكانوا يفسدون في الأرض ويبيدون كل شيء لهمجيتهم وخباثة فطرتهم - استغاث الناس به واستنصروه ليخلّصهم منهم ، فاستجاب لهم ، وأمر ببناء سدّ ضخم أمام جحافلهم وحشودهم ، فحبسهم في بلادهم ، ومنعهم من الزحف والنفوذ إلى سائر الأقطار والأمصار ، فتخلّص الناس من شرورهم .
اختلف المؤرخون في مكان السد ، فقيل : كان وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط ، وقيل : كان وراء دربند وخزر من ناحية بلاد أرمينية وآذربيجان ، وقيل : كان في جبال القوقاز .
ذكرت أسباب لتسميته بذي القرنين منها :
بلوغه غرب الأرض وشرقها .
بلوغه قرني الشمس ، مغربها ومشرقها .
كان على رأسه ما يشبه القرنين .
كان يلبس تاجا له قرنان .
طاف قرني الدنيا ، شرقها وغربها .
دعا قومه إلى اللّه فضربوه على قرن رأسه الأيمن فأماته اللّه خمسمائة عام ، ثم بعثه اللّه إليهم بعد ذلك ، فضربوه على قرنه الأيسر فأماته اللّه خمسمائة عام أخرى ، ثمّ بعثه اللّه إليهم ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها ، فسمّي بذي القرنين .
وهناك أسباب أخرى لتسميته بذي القرنين تركتها للاختصار .
عمّر 500 عام ، وكان له خليل من الملائكة يدعى رفائيل ، فكان ينزل إليه ويحدّثه ويناجيه .
أما الإسكندر اليوناني الّذي كان يعرف بذي القرنين أيضا ، فإنّه لمّا مات أبوه فيلقوس تمكّن من أن يجمع الروم في مملكة واحدة بعد أن كانوا طوائف متفرقة ، وحشّد جيشا عرمرما ضخما توجّه به نحو بلاد المغرب وأخضعها لحكومته ، ثم واصل زحفه حتى وصل البحر الأخضر ، ومنه توجه إلى بلاد الشام وافتتحها ، وأخضع لحكمه ملوك بني إسرائيل ، ثم غزا بلاد ما بين النهرين - العراق - واحتلّها ، ثمّ استولى على بلاد فارس وقتل ملكها - دارا - ثمّ واصل زحفه نحو الهند والصين ، وأخضعهما لحكومته .
وبعد تلك الفتوحات عاد إلى العراق عن طريق خراسان ، فلمّا وصل إلى مدينة شهر زور مرض بها لمدة قصيرة ، ثم هلك بها سنة 323 قبل ميلاد المسيح عليه السّلام ، وكان عمره يومئذ ، 36 سنة ، وقيل : لم يبلغ 33 سنة ، وقيل : توفّي ببيت المقدس ، ونقل رفاته إلى الإسكندرية فدفن فيها .
وهناك أقوال أخر تدور حول شخصية ذي القرنين تركتها لعدم الإطالة .
القرآن العظيم وذو القرنين
وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ . . . الكهف 83 .
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً الكهف 84 .
فَأَتْبَعَ سَبَباً الكهف 85 .
قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً الكهف 86 .
قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ . . . الكهف 87 .
حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ . . . الكهف 90 .
كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً الكهف 91 .
حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً . . . الكهف 93 .
قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ . . . الكهف 94 .
قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ . . . الكهف 95 .
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ . . . الكهف 96 .
قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي . . . الكهف 98 . « 1 »
__________
( 1 ) . الآثار الباقية ، ص 59 و 60 و 64 و 65 و 67 ؛ الأخبار الطوال ، ص 29 و 37 و 39 ؛ الاختصاص ، ص 199 و 265 و 309 و 323 و 326 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 245 ؛ أعلام القرآن ، للخزائلي ، ص 294 - 311 ؛ أمالي الطوسي ، ج 1 ، ص 219 ؛ الانس الجليل ، ج 1 ، ص 54 و 55 و 56 - 58 ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج 3 ، ص 114 و 115 ؛ البداية والنهاية ، ج 2 ، ص 95 - 100 ؛ بستان السياحة ، ص 78 ؛ بصائر الدرجات ، ص 365 و 409 ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج 6 ، ص 89 ؛ البيان والتبيين ، ج 2 ، ص 235 وج 3 ، ص 351 ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص 368 - 377 ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج 1 ، ص 328 - 341 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، ص 41 و 209 و 214 ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 220 - 223 ؛ تاريخ الخميس ، ج 1 ، ص 100 - 103 و 106 و 145 ؛ تاريخ الطبري ، ج 1 ، ص 408 - 413 ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج 1 ، ص 45 و 67 ؛ تاريخ گزيده ، ص 58 و 96 و 97 ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص 57 - 59 ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج 1 ، ص 52 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 1 ، ص 83 و 87 و 143 و 144 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 7 ، ص 86 - 94 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 6 ، ص 157 - 165 ؛ تفسير البرهان ، ج 2 ، ص 479 - 488 ؛ تفسير البيضاوي ، ج 2 ، ص 21 ؛ تفسير الجلالين ، ص 303 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 5 ، ص 239 - 247 ؛ تفسير شبّر ، ص 297 ؛ تفسير الصافي ، ج 3 ، ص 258 - 263 ؛ تفسير الطبري ، ج 16 ، ص 7 - 23 ؛ تفسير العياشي ، ج 2 ، ص 339 - 350 ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 3 ، ص 445 - 453 ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 21 ، ص 163 - 173 ؛ تفسير القمي ، ج 2 ، ص 40 ؛ تفسير ابن كثير ، ج 3 ، ص 101 - 105 ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء السادس عشر ، ص 16 - 20 ؛ تفسير الميزان ، ج 13 ، ص 369 - 395 ؛ تفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 293 - 310 ؛ تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 124 ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج 5 ، ص 254 - 262 ؛ التوراة - سفر عذرا - ، ص 623 وسفر أشعيا ، ص 899 وسفر دانيال ، ص 1088 و 1093 ؛ التيجان ، ص 446 - 499 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 11 ، ص 45 - 55 وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص 270 ؛ حسن المحاضرة ، ج 1 ، ص 55 و 56 ؛ الحيوان ، ج 1 ، ص 188 وج 4 ، ص 69 وج 6 ، ص 505 وج 7 ، ص 245 ؛ الخصال ، ص 60 ؛ خطط المقريزي ، ج 1 ، ص 150 - 154 ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج 2 ، ص 126 - 129 وج 9 ، ص 403 و 404 ؛ دائرة معارف البستاني ، ج 3 ، ص 545 - 553 وج 8 ، ص 411 و 412 ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج 1 ، ص 311 - 325 ؛ داستانهاى شگفتانگيز قرآن مجيد ، ص 93 - 112 ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص 288 - 307 ؛ الدر المنثور ، ج 4 ، ص 240 - 249 ؛ ربيع الأبرار ، ج 1 ، ص 318 و 327 و 397 وج 2 ، ص 176 وج 4 ، ص 41 ؛ الروض الأنف ، ج 3 ، ص 177 - 180 ؛ الروض المعطار ، راجع فهرسته ؛ سفينة البحار ، ج 2 ، ص 425 - 427 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 328 و 329 ؛ صبح الأعشى ، ج 4 ، ص 92 و 394 وج 5 ، ص 238 وج 13 ، ص 296 ؛ عرائس المجالس ، ص 322 - 332 ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ علل الشرائع ، ص 39 ؛ فتح الباري ، ج 6 ، ص 294 ؛ فرهنگ معين ، ج 5 ، ص 563 و 564 ؛ فرهنگ نفيسى ، ج 1 ، ص 248 ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص 101 ؛ القاموس المحيط ، ج 4 ، ص 258 ، قرب الإسناد ، ص 322 ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص 162 - 181 ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص 120 - 125 ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص 270 - 273 و 359 - 372 ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص 220 - 224 ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص 122 ؛ قصص القرآن لمحمد أحمد جاد المولى ، ص 237 - 239 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 1 ، ص 282 - 291 ؛ الكشاف ، ج 2 ، ص 743 و 746 ؛ كشف الأسرار ، ج 5 ، ص 735 - 747 ؛ كمال الدين ، ج 2 ، ص 393 - 406 ؛ لسان العرب ، ج 4 ، ص 376 وج 7 ، ص 266 وج 8 ، ص 27 وج 11 ، ص 257 وج 12 ، ص 232 و 453 وج 13 ، ص 332 و 333 ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 6 ، ص 2356 وج 24 ، ص 92 - 107 ؛ مجمع البحرين ، ج 6 ، ص 295 - 298 ؛ مجمع البيان ، ج 6 ، ص 756 - 764 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 31 و 93 و 158 و 204 و 448 ؛ المحبر ، ص 365 وراجع فهرسته ؛ المدهش ، ص 81 و 82 ؛ مرآة الزمان - السفر الأول - ، ص 321 - 338 ؛ مروج الذهب ، ج 1 ، ص 65 وفيه كان بعد المسيح عليه السّلام وص 288 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 8 ، ص 508 - 513 ؛ معاني الأخبار ، ص 48 ؛ معجم أعلام القرآن ، ص 114 و 115 ؛ معجم البلدان ، ج 3 ، ص 197 ؛ المعرب ، ص 77 و 150 و 151 ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ الملل والنحل ، ج 2 ، ص 137 - 141 ؛ منتهى الإرب ، ج 3 ، ص 1018 ؛ مواهب الجليل ، ص 393 ؛ المورد ، ج 1 ، ص 73 ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص 151 و 847 ؛ نهاية الإرب ، ج 14 ، ص 298 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|