وهناك طرق كثيرة لتقدير التكلفة في مشروعات التشييد، ولكن يعتمد الأسلوب المفضل استخدامه على عدة عوامل منها: طبيعة المشروع، وأسلوب التعاقد، والزمن المتاح لتقدير التكلفة، والغرض من هذا التقدير والمعلومات المتوفرة لدى القائمين علي تقدير التكلفة، ولكن يمكن تلخيص أهم هذه الطرق في طريقتين رئيستين وهما: ( الطرق التقريبية approximate estimates) والطرق التفصيلية (detailed estimates)

أولا: الطرق التقريبية لتقدير التكلفة (Approximate Estimates)

وهي الطرق التي يستخدمها المالك أو من ينوب عنه في المراحل الأولية من المشروع، مثل: مرحلة دراسة الجدوى لتقدير التكلفة التقريبية والتي يتحدد بناء عليها قرار الاستمرار في المشروع من عدمه، وكمثال آخر لاستخدام الطرق التقريبية في تقدير التكلفة في مشروعات التشييد عند دراسة ميزانيات الجهات الحكومية أو القطاع العام لتحديد إمكانية الدخول في مشاريع التشييد من عدمه. وتستخدم أيضا هذه الطرق التقريبية عند مقارنة المشاريع الاستثمارية مع بعضها البعض من حيث أفضلها استثمارا. أما بالنسبة للمصمم فقد يستخدم هذه الطرق التقريبية في المفاضلة بين أساليب التنفيذ المختلفة لبعض البنود. ومن الحالات التي يستخدم فيها أيضا هذا النوع من التقدير حالة ضيق الوقت واضطرار المقاول إلى استخدام التقريب لسرعة دخول المناقصة، أو لإعطاء المالك الرد السريع ، وفي أي من الطرق التقريبية لتقدير التكلفة فإن القائمين علي هذا العمل لابد أن يكون لديهم الخبرة الكافية والمعلومات التي تمكنهم من عمل بعض الافتراضات في تقدير الأسعار القريبة من الواقع أو في حدود المقبول، وأيضا بالنسبة لإنتاجية أطقم العمل وكفاءة التشغيل في الظروف المختلفة للتشغيل مع ملاحظة أن جميع الطرق التقريبية تعد مناسبة لإعطاء فكرة للمالك عن الميزانية، أو توفير معلومات للمصمم ، للمفاضلة بين طرق التنفيذ المختلفة أو إيجاد قاعدة للمقاول لأخذ بعض القرارات المبدئية، ولكن هذه الطرق لا تصلح لأن تكون أساسا للتعاقد أو لدخول المناقصة حيث إن ذلك يتطلب تقدير التكلفة بأحد الطرق التفصيلية.

وهناك ثلاثة طرق تقريبية لتقدير التكلفة مشروعات التشييد يمكن التعرض لها فيما يلي:

أ- طريقة الوحدة (unit method)

وتعتبر هذه الطريقة من أبسط طرق تقدير التكلفة المبدئية ، حيث تعتمد علي معرفة تكلفة الوحدة لمشروعات سابقة تم تنفيذها، وفي نفس الوقت تشبه إلي حد كبير المشروع تحت الدراسة، فمثلا في حالة تقدير التكلفة في مشروعات المدارس يتم الحساب بمعرفة تكلفة التلميذ الواحد من مشروعات المدارس السابقة والتي تخدم عددا معلوما من التلاميذ، وبالمثل في حالة تقدير التكلفة لمشروعات المستشفيات فيمكن الاستفادة من معرفة تكلفة السرير الواحد لمشروعات المستشفيات السابقة ، وكذلك عند تقدير تكلفة تشييد أحد كراجات السيارات متعددة الطوابق فيمكن الاستعانة بمعرفة تكلفة السيارة الواحدة من مشروعات الكراجات المشابهة، والأمثلة التالية توضح فكرة هذه الطريقة البسيطة:

ب- طريقة وحدة المساحة أو الحجم (space method)

في هذه الطريقة يعتمد القائمون على تقدير التكلفة على المعلومات السابقة التي يمكن الاحتفاظ بها عن تكلفة المشروعات التي قد تم تشييدها في الماضي ، ويستفاد منها في تحديد تكلفة وحدة المساحة أو وحدة الحجم من المنشأ، وذلك بقسمة التكلفة علي عدد الأدوار ثم قسمة الناتج علي مساحة المبني فنحصل علي تكلفة المتر المربع ، أو قسمة التكلفة علي حجم المبني فنحصل علي تكلفة المتر المكعب من المبني . وتستخدم هذه المعلومة في تقدير تكلفة المنشأ الجديد بعد أخذ أي تغيرات في الأسعار أو في ظروف التشغيل في الحساب

ج- طريقة العنصر (element method)

وهذه الطريقة تعتمد علي تقسيم المشروع إلى عدة عناصر مثل: أعمال الحفر أعمال الأساسات أعمال الأعمدة، أعمال الأسقف والكمرات أعمال الكهرباء، أعمال المباني ، وهكذا ، ويتم تقدير تكلفة كل عنصر من هذه العناصر علي حدة ، بأي من الطرق السابقة أو غيرها، ثم تجميع تكلفة هذه العناصر يعطي تكلفة المشروع.

ويلاحظ مما سبق أن هذه الطرق الثلاث التقريبية تعتمد إلى حد كبير علي المعلومات المأخوذة من المشروعات السابقة ، والتي تم تنفيذها في أوقات مختلفة عن الزمن الذي ينفذ فيه المشروع تحت الدراسة ، أو في ظروف مختلفة ، ومن ثم فيجب أخذ هذه المتغيرات في الحساب ، مثل : نسبة تضخم الأسعار ، وفروق تكلفة العمالة والمعدات، كما يلاحظ أيضا أن هذه الطرق التقريبية تعطي فقط فكرة عن التكلفة ولكن بدرجة من التقريب لا تجعلها تصلح للتعاقد، وأما في مرحلة التعاقد ومرحلة العطاءات فيجب الاعتماد على الطرق التفصيلية الأكثر دقة والتي سيتم توضيحها لاحقا.