أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
3257
التاريخ: 10-10-2014
2200
التاريخ: 10-10-2014
1765
التاريخ: 18-11-2014
3652
|
قال تعالى : {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه : 9 - 12] .
خاطب الله سبحانه نبيه تسلية له مما ناله من أذى قومه ، وتثبيتا له بالصبر على أمر ربه ، كما صبر موسى عليه السلام حتى نال الفوز في الدنيا والآخرة ، فقال : { وهل أتاك حديث موسى } هذا ابتداء إخبار من الله تعالى على وجه التحقيق ، إذ لم يبلغه حديث موسى فهو كما يخبر الانسان غيره بخبر على وجه التحقيق ، فيقول : هل سمعت بخبر فلان . وقيل : إنه استفهام تقرير بمعنى الخبر أي : وقد أتاك حديث موسى ( إذ رأى نارا ) عن ابن عباس قال : وكان موسى رجلا غيورا ، لا يصحب الرفقة لئلا ترى امرأته ، فلما قضى الأجل ، وفارق ( مدين ) ، خرج ومعه غنم له . وكان أهله على أتان ، وعلى ظهرها جوالق فيها أثاث البيت . فأضل الطريق في ليلة مظلمة ، وتفرقت ماشيته ، ولم ينقدح زنده وامرأته في الطلق . فرأى نارا من بعيد كانت عند الله نورا ، وعند موسى نارا ( فقال ) عند ذلك ( لأهله ) وهي بنت شعيب كان تزوجها بمدين ( امكثوا ) أي : ألزموا مكانكم . قال مقاتل . وكانت ليلة الجمعة في الشتاء . والفرق بين المكث والإقامة : أن الإقامة تدوم ، والمكث لا يدوم ( إني آنست نارا ) أي . أبصرت نارا ( لعلي آتيكم منها بقبس ) أي . بشعلة أقتبسها من معظم النار تصطلون بها ( أو أجد على النار هدى ) أي : أجد على النار هاديا يدلني على الطريق . وقيل : علامة استدل بها على الطريق . والهدى : ما يهتدى به فهو اسم ومصدر . قال السدي : لأن النار لا تخلو من أهل لها ، وناس عندها ( فلما أتاها ) قال ابن عباس لما توجه نحو النار ، فإذا النار في شجرة عناب ، فوقف متعجبا من حسن ضوء تلك النار ، وشدة خضرة تلك الشجرة ، فسمع النداء من الشجرة وهو قوله : ( نودي يا موسى إني أنا ربك ) . والنداء : الدعاء على طريقة يا فلان . فمن فتح الألف من ( أني ) فالمعنى : نودي بأني . ومن كسر فالمعنى نودي فقيل : إني أنا ربك الذي خلقك ودبرك . قال وهب : نودي من الشجرة فقيل : يا موسى ! فأجاب سريعا ما يدري من دعاه ، فقال : إني أسمع صوتك ، ولا أرى مكانك فأين أنت ؟ فقال أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك ، وأقرب إليك من نفسك .فعلم أن ذلك لا ينبغي إلا لربه ، عز وجل ، وأيقن به . وإنما علم موسى عليه السلام أن ذلك النداء من قبل الله تعالى لمعجز أظهره الله سبحانه كما قال في موضع آخر ( إني أنا الله رب العالمين . وأن ألق عصاك ) إلى آخره . وقيل : إنه لما رأى شجرة خضراء من أسفلها إلى أعلاها تتوقد فيها نار بيضاء ، وسمع تسبيح الملائكة ، ورأى نورا عظيما لم تكن الخضرة تطفئ النار ، ولا النار تحرق الخضرة ، تحير وعلم أنه معجز خارق للعادة ، وأنه لأمر عظيم ، فألقيت عليه السكينة . ثم نودي : ( إني أنا ربك ) وإنما كرر الكناية لتأكيد الدلالة ، وإزالة الشبهة ، وتحقيق المعرفة .
( فاخلع نعليك ) أي : انزعهما . وقيل في السبب الذي أمر بخلع النعلين أقوال أحدها : إنهما كانتا من جلد حمار ميت ، عن كعب وعكرمة وروي ذلك عن الصادق عليه السلام . وثانيها : كانتا من جلد بقرة ذكية ، ولكنه أمر بخلعهما ليباشر بقدميه الأرض ، فتصيبه بركة الواد المقدس ، عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وابن جريج وثالثها : إن الحفاء من علامة التواضع ، ولذلك كانت السلف تطوف حفاة عن الأصم . ورابعها : إن موسى عليه السلام إنما لبس النعل اتقاء من الأنجاس ، وخوفا من الحشرات ، فآمنه الله مما يخاف ، وأعلمه بطهارة الموضع عن أبي مسلم . ( إنك بالواد المقدس ) أي : المبارك ، عن ابن عباس . بورك فيه بسعة الرزق والخصب .
وقيل : المطهر . ( طوى ) هو اسم الوادي ، عن ابن عباس ومجاهد والجبائي .وقيل : سمي به لأن الوادي قدس مرتين ، فكأنه طوي بالبركة مرتين ، عن الحسن ( وأنا اخترتك ) أي : اصطفيتك بالرسالة . ( فاستمع لما يوحى ) إليك من كلامي ، واصغ إليه وتثبت . لما بشره الله سبحانه بالنبوة أمره باستماع الوحي ثم ابتدأ بالتوحيد فقال : ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا ) أي . لا إله يستحق العبادة غيري ( فاعبدني ) خالصا ، ولا تشرك في عبادتي أحدا . أمره سبحانه بأن يبلغ ذلك قومه ( وأقم الصلاة لذكري ) أي : لأن تذكرني فيها بالتسبيح والتعظيم لأن الصلاة لا تكون إلا بذكر الله ، عن الحسن ومجاهد . وقيل : معناه لأن أذكرك بالمدح والثناء . وقيل : إن معناه صل لي ، ولا تصل لغيري ، كما يفعله المشركون عن أبي مسلم . وقيل : معناه أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة ، كنت في وقتها أم لم تكن ، عن أكثر المفسرين وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام ، ويعضده ما رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك " وقرأ : ( أقم الصلاة لذكري ) ، رواه مسلم في الصحيح .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|