المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



انطباعات عن شخصيّة الإمام الرضا ( عليه السّلام )  
  
1573   03:29 مساءً   التاريخ: 27-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 10، ص19-23
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

إنّ شخصيّة الإمام أبي محمّد الرضا ( عليه السّلام ) قد احتلت عواطف العلماء والمؤلّفين في كلّ جيل وعصر ، وتمثّل ذلك في جمل الثناء والتعظيم على شخصيّته ، وإليك بعض ما ورد من الثناء عليه :

الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) :

لقد أشاد الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) بولده الإمام الرضا ، وقدّمه على السادة الأجلّاء من أبنائه ، وأوصاهم بخدمته ، والرجوع إليه في أمور دينهم ، فقال لهم :

« هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، سلوه عن أديانكم ، واحفظوا ما يقول لكم ، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) يقول لي : إنّ عالم آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) لفي صلبك ، وليتني أدركته فإنّه سميّ أمير المؤمنين . . . »[1].

المأمون :

وأعلن المأمون العباسي فضل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) في كثير من المناسبات :

1 - قال المأمون للفضل بن سهل وأخيه : « ما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل - يعني الإمام علي بن موسى - على وجه الأرض »[2].

2 - أشاد المأمون بالإمام الرضا ( عليه السّلام ) أيضا في رسالته التي بعثها للعباسيين الذين نقموا عليه بولاية العهد للإمام ( عليه السّلام ) قائلا :

« ما بايع له المأمون - أي للإمام الرضا - إلّا مستبصرا في أمره عالما بأنّه لم يبق أحد على ظهرها - أي على ظهر الأرض - أبين فضلا ، ولا أظهر عفّة ، ولا أورع ورعا ، ولا أزهد زهدا في الدنيا ، ولا أطلق نفسا ، ولا أرضى في الخاصّة والعامّة ، ولا أشدّ في ذات اللّه منه ، وانّ البيعة له لموافقة لرضى الربّ »[3].

قال أبو الصلت عبد السلام الهروي ، وهو من أعلام عصره :

« ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم ، حتى ما بقي منهم أحد إلّا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور . . . »[4]

وقال زعيم الشيعة الشيخ محمّد بن محمّد النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد :

« وكان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) لفضله على جماعة اخوته ، وأهل بيته ، وظهور علمه وحلمه وورعه ، واجتماع الخاصّة والعامّة على ذلك فيه ، ومعرفتهم به منه »[5].

وقال جمال الدين أحمد بن علي النسّابة ، المعروف بابن عنبة :

« الإمام الرضا يكنى أبا الحسن ولم يكن في الطالبيّين في عصره مثله ، بايع له المأمون بولاية العهد ، وضرب اسمه على الدراهم والدنانير ، وخطب له على المنابر »[6].

وقال جمال الدين ، أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي : « الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي ، الحسيني ، كان إماما عالما . وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأجلّهم ، وكان المأمون يعظّمه ويبجّله ويخضع له ، ويتغالى فيه ، حتى جعله وليّ عهده . . . »[7].

وقال ابن ماجة : « كان - أي الإمام الرضا - سيد بني هاشم ، وكان المأمون يعظّمه ، ويبجّله ، وعهد له بالخلافة ، واخذ له العهد . . . »[8]

قال ابن حجر : « كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب . . »[9].

قال اليافعي : « الإمام الجليل المعظّم ، سلالة السادة الأكارم : علي بن موسى الرضا ، أحد الأئمة الاثني عشر ، أولي المناقب الذين انتسبت الاماميّة إليهم ، وقصروا بناء مذهبهم عليهم . . »[10].

والذهبي الذي عرف بالبغض والعداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) لم يسعه إلّا الاعتراف بفضل الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، بقوله :

« الإمام أبو الحسن بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي . . وكان سيد بني هاشم في زمانه ، وأحلمهم ، وأنبلهم ، وكان المأمون يعظّمه ، ويخضع له ويتغالى فيه ، حتى أنه جعله ولي عهده . . »[11].

قال الشبراوي : « كان رضي اللّه عنه كريما جليلا ، مهابا موقّرا وكان أبوه موسى الكاظم ( عليه السّلام ) يحبّه حبّا شديدا »[12].

مدحه أبو نؤاس - الشاعر المشهور - الذي ترك مدحه إعظاما له ، وقد أجاد فيما قال ، حين عوتب على عدم مدحه الإمام الرضا ( عليه السّلام ) بعد توليته لولاية العهد[13] فقال مجيبا :

قيل لي أنت أوحد الناس طرّا * في فنون من المقال النبيه

لك من جوهر الكلام نظام * يثمر الدر في يدي مجتنيه

فلماذا تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمّعن فيه

قلت : لا اهتدي لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه

وخرج الإمام الرضا ( عليه السّلام ) يوما على بغلة فارهة ، فدنا منه أبو نؤاس ، وسلّم عليه وقال له : « يا ابن رسول اللّه ! قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني »

فقال له : « قل » . فانبرى أبو نؤاس قائلا :

مطهّرون نقيّات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم كلّما ذكروا

من لم يكن علويّا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر

أولئك القوم أهل البيت عندهم * علم الكتاب وما جاءت به السور[14]

وأعجب الإمام ( عليه السّلام ) بهذه الأبيات فقال لأبي نؤاس :

« قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد . . » .

ثم التفت إلى غلامه فقال له : ما معك من فاضل نفقتنا ؟ فقال : ثلاثمائة دينار ، قال : ادفعها له . فلما ذهب إلى بيته ، قال لغلامه : لعلّه استقلّها ، سق إليه البغلة[15].

وهام دعبل الخزاعي في الإمام الرضا ( عليه السّلام ) ، وكان مما قاله فيه :

لقد رحل ابن موسى بالمعالي * وسار بيسره العلم الشريف

وتابعه الهدى والدين طرّا * كما يتتبع الألف الأليف[16]

 


[1] كشف الغمة : 3 / 107 ، أعيان الشيعة : 4 / ق 2 / 100 .

[2] الارشاد : 2 / 261 ، أعيان الشيعة : 4 / ق 3 / 133 .

[3] الطرائف : 279 .

[4] إعلام الورى : 2 / 64 وعنه في كشف الغمة : 3 / 106 ، 107 .

[5] الإرشاد : 2 / 247 .

[6] عمدة الطالب : 198 .

[7] مسند الإمام الرضا : 1 / 136 .

[8] أعيان الشيعة : 4 / ق 2 / 85 .

[9] تهذيب التهذيب : 7 / 389 .

[10] مرآة الجنان : 2 / 11 .

[11] تاريخ الإسلام : 8 / 34 .

[12] الاتحاف بحب الأشراف : ص 88 .

[13] الأئمة الاثني عشر ، لابن طولون : 98 - 99 .

[14] خلاصة الذهب المسبوك : 200 .

[15] الاتحاف بحب الاشراف : 60 ، نزهة الجليس : 2 / 105 ، كشف الغمة : 3 / 107 .

[16] ديوان دعبل : 108 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.