المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الجندي العامل في وظائف البلاط.
2024-06-24
المدير العظيم لبيت الفرعون (مر-بر-ور)
2024-06-24
نفوذ المدير العظيم للبيت في حكومة البلاد.
2024-06-24
احكام البغاة
2024-06-24
زيارة ثانية لأمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير
2024-06-24
احكام الاسارى
2024-06-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التربية البدنية  
  
1790   11:24 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص48-53
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 1758
التاريخ: 15-4-2016 1791
التاريخ: 20-1-2018 1424
التاريخ: 12/12/2022 964

 أول ما يقع عليه نظرنا من الإنسان هو جسمه المميز له , وهو كغيره من الثدييات يولد صغيرا ضعيفا ، ثم ينمو ويقوى شيئا فشيئا حتى يبلغ أوج قوته . وبعد ذلك تميل أعضاؤه الى الضمور، وقوته الى الضعف، حتى تنتهي حياته على هذه الأرض , ولقد أنعم الله على الإنسان بالصورة الحسنة والقامة المعتدلة ,قال سبحانه:{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: 4].

ومنحه عينين جميلتين يبصر بهما , ولسانا ينطق به ، وشفتين رقيقتين تحفظان فمه وأسنانه  وتعينانه على الكلام والطعام:{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ}[البلد: 8، 9].

والثدييات – بما فيها الإنسان- تتغذي باللبن بعد ولادتها لفترة تطول لدى الإنسان إلى عامين   وتقصر لدى غيره إلى أشهر معدودة .

قال تعالى:{وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}[لقمان: 14].

وأفضل لبن يتغذى به الطفل من الناحية الصحية والنفسية والاقتصادية هو لبن أمه ، وقد ثبت علميا أن تركيب لبن الأم يتغير مع نمو الطفل الرضيع بما يتناسب مع حاجته إلى الغذاء وقدرته على هضمه ؛ فيكون رقيقا خفيفا في البدء ، ثم يزداد تركيزا وكثافة كلما كبر الرضيع . وهذا اللبن يكون نظيفا غير ملوث بالجراثيم التي تملأ الزجاجة والحلمة الصناعية التي تقدم إليه بدلا من ثدي أمه . وشعور الطفل بالأمن والسرور حين يوضع في حجر أمه لترضعه يجعله يستفيد من لبنها فائدة كاملة وينمو نموا حسنا من الناحية الجسمية  والعاطفية .

وبعد الفظام يحتاج الطفل إلى الغذاء ، وقد أحل الله لنا الطعام الطيب النافع:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: 168].وحرم علينا ما هو ضار خبيث:{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الأنعام: 145].

ونهانا عن الإسراف في الطعام والشراب ، لأنه يؤدي إلى اضطراب في جهاز الهضم , أو يجعل خلايا الجسم تتكدس بالشحم الذي تنوء بحمله الأطراف ، ويصبح عبئا ثقيلا على القلب. قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف: 31].

وأمرنا بالصيام لأنه يؤدي إلى تنقية الجسم من الفضلات والرواسب المتراكمة فيه ؛ مما يجعله كبير النفع من الناحية الصحية , بالإضافة إلى فوائده الخلقية والنفسية والروحية. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].

ويحتاج الناس إلى ثياب تقيهم البرد والحر، وتستر عوراتهم, وتزين أجسامهم وقد امتن الله عليهم بتوفير المواد التي تصنع منها الثياب وتعليمهم صنعها:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: 26].

وعورة الرجل الواجب سترها ما بين السرة والركبة وعورة المرأة على المرأة مثل ذلك , وعورتها على الرجل الأجنبي عنها كل جسمها عدا الوجه والكفين ، ودليل ذلك قوله تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أو آبَائِهِنَّ أو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أو أَبْنَائِهِنَّ أو أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أو نِسَائِهِنَّ أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أو التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أو الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 30، 31] .

وقد رخص الإسلام للمرأة أن تكشف عن رأسها وساعديها وساقيها أمام محارمها في الآية السابقة لأنه يكثر اختلاطها بهم , وقد تعيش معهم في بيت واحد . فلو أمرت بالستر أمامهم كما تفعل حين تخرج من البيت لوقعت في الحرج , وإذا كشفت هذه الأعضاء للقيام بأعمال المنزل ، فلا يراها فيها احد غيرهم , ولا يخشى عليهم من الفتنة بها إذا نظروا إليها في تلك الحالة .

أما الرجل ، فعمله خارج المنزل قد يجعله يكشف عن رأسه ويديه وساقيه ، وهو مرخص له في ذلك , وهذا الحكم يدل على يسر الإسلام وحكمته .

ومع أن الناس تعلموا صنع الألبسة الناعمة والجميلة إلا أن كثيرا من الذين لم يهتدوا بهدى هذا الدين , ولم يتربوا بتربيته يكشفون ما أمر الله بستره من أجسامهم , وهم في ذلك يرجعون القهقهري , ويفعلون كالإنسان البدائي الذي لم يكن يجد ما يستر به جسمه , وبهذا يبؤون بغضب من الله , ويصبحون أتباعا للشيطان عدوهم الأول الذي حذرنا الله من غوايته:{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف: 27] .

وحثنا الإسلام على القيام بالتمرينات التي تزيد الجسم قوة ونشاطا .

وللصلاة أثر ملموس في هذه الناحية ، فهي تجعل معظم عضلات الجسم تتحرك برفق مرات عديدة كل يوم ، مما يحفظ عليها مرونتها , كما أنها تنشط الدورة الدموية بسبب تغير أوضاع الجسم ما بين الركوع والسجود والقيام والجلوس .

والطهارة التي لا تصح الصلاة بدونها تجعل الجسم نظيفا ونشيطا , وتقيه شر كثير من الجراثيم والفطريات التي تعلق به , فإذا اغتسل أو توضأ سقطت عنه .

ونهانا الإسلام عن التعرض للأوبئة والاختلاط بالمصابين بالأمراض السارية وشرع مبدأ الحجر الصحي , وأمر بالتداوي .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها , وإذا وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها) .

وقال : (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء).

وحرم الإسلام الانتحار والقتل بدون حق وإيقاع أي ضرر بالجسم , وشرع القصاص والجزاء العادل لمن يقدم على قتل غيره أو يتلف عضوا منه ، للمحافظة على سلامة الإنسان وحقه في الحياة .

ومن واجب القائمين على التربية في المدارس والمعاهد أن يولوا الناحية الجسمية لطلابهم العناية اللائقة , ويتم ذلك بقياس طول كل طالب ووزنه ، وملاحظة تناسب القياس مع سنه  ويعاد القياس مع كل سنة على الأقل ، مع تقديم الوصايا اللازمة إذا ظهر أي تأخر أو اضطراب في النمو ، ويجب تقديم وجبة غذائية للطلاب تمنح أجسامهم العناصر التي تحتاج إليها , كما يجب أن يشرف عليهم لجنة طبية تفحص عيونهم و آذانهم وأسنانهم وسائر حواسهم وأعضائهم في أوقات معينة وتقدم العلاج لكل من يحتاج إليه , ويجب تعليمهم العادات الصحية في طعامهم وشرابهم وعملهم وجلوسهم وأحوالهم كلها، ثم يجب أن تكون مقاعد مناسبة لأجسامهم , وأن تكون الغرف التي يدرسون فيها نظيفة وجيدة التهوية والتدفئة والإضاءة , وأن تكون التمرينات الرياضية التي يقومون بها مناسبة لأعمارهم وقواهم .

فإذا ما روعيت كل هذه الامور نبتت الأجسام نبات حسنا , ونمت نموا سليما ، وبذلك يصبح الإنسان قوي الجسم صحيح البنية, وهذا ما يجعله يضطلع بالتكاليف الملقاة عليه , ويقوم بالواجبات المطلوبة منه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.