المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المكان
1-07-2015
تخمرات التغذية المتقطعة Fed – batch Fermentations
23-4-2018
معنى كلمة جنح
1-3-2022
حكم صلاة المسافر لو ائتم بمقيم
10-12-2015
الثقوب السوداء
2023-10-18
خصائص مناطق المتجاوزين - الخصائص الاجتماعية
20-6-2021


كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة / مرحلة النضوج  
  
1151   08:12 صباحاً   التاريخ: 11-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة
الجزء والصفحة : ص7ــ8
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

وقد وصفت هذه المرحلة الجسمية والنفسية والعاطفية، بأنها من أصعب مراحل الانسجام  النفسي والفكري لدى الانسان، وتتضمن هذه الفترة من النمو عاصفة من التوتر والانفعال والتَغيّر الأخلاقي، والتحوّل الجذري في الشخصية.

لقد رأى علماء النفس المتخصصون في موضوع النمو - وحتى المتخصصون منهم في مجال البلوغ والمراهقة - أنفسهم في قبالة نقاطٍ عديدة غامضة في شخصية ونفسية المراهق، فوصفوا تلك المرحلة بمرحلة الاضطراب، واعتبروا تحمّلها صعباً من وجهة نظر المربين.

ان التغييرات التي تطرأ على الجسم وما يرافقها من تبدل في نفسية المراهق تكون سريعة عادة، ومقرونة بالحساسية المرهفة، وغالباً ما تتسم بالطابع الذاتي والذوقي، وهذا ما يدفع بالمربي - عندما يجد نفسه أمام عدد كبير من المراهقين المنتمين الى ثقافات متباينة - الى التردد وعدم الدقة في اتخاذ القرارات والمواقف السليمة، فيرى نفسه عند التعامل مع المراهقين في مواجهة مع مسائل ومشاكل لا يقدر على حلها ووضع حد لها في جميع الظروف والأحوال، وبالإمكان تلخيص تلك التغيرات الشاملة وجوانبها التي يمكن إخضاعها للمعاينة والدراسة والفهم فيما يلي:

التغير في الطبائع والتعامل، السلوك غير المتزن، التملص من الواجبات التي تُناط به، الامتناع عن تحمل المسؤولية، الهروب من المدرسة في مراحل معينة، العصيان والتمرد، مشاكسة الكبار، ترك الواجبات المدرسية والدينية والعائلية، التعجل في اتخاذ القرارات، سرعة السياقة، وما شابه ذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.