عملية كتابة الأخبار وتحريرها

يميز المتخصصون في علم الصحافة بين كتابة الخبر وتحريره على أساس أن فعل الكتابة يختلف عن فعل التحرير، وهما فعلا عمليتان منفصلتان عن بعضهما البعض سواء بالفعل أو الزمن أحيانا والشخص الذي يقوم بالمهمة في كل منهما، ومهما تكن التقسيمات فان الخبر الصحفي يمكن تقسيمه إلى عدة أجزاء من الناحية التحريرية مقدمة (استهلال) ومتن (تطور الخبر) أو صلب الخبر وخاتمة إضافة إلى عنوان في معظم القوالب الفنية للخبر، ولكنها تختلف بين قالب وآخر ومن صحيفة لأخرى.

فبعد أن يصل الخبر إلى مكاتب الجريدة إلى قسم التحرير ( الدسك) وأقسام الأخبار من خلال عملية جمع الأخبار من مصادرها المختلفة، تخضع لعملية مراجعة دقيقة قد تنتقل بين شخصين أو أكثر من خلال ما أطلقنا عليه سابقا عملية تصنيع الأخبار أو عملية تحرير الخبر داخل الجريدة والتي يقوم بها أيضا محررون مختصون ورؤساء التحرير لتشذيب وإعادة صياغة الخبر بشكله النهائي الذي يظهر به قبل أن نقرأ خبراً في صحيفة أو مجلة وبطبيعة الحال قبل أن نشاهد خبراً في التلفزيون أن نسمع الإذاعة. فالمعالجة الصحفية للخبر قد تصل أحيانا إلى نفس أهمية الحصول على الخبر وربما تزيد. فعملية التحرير إذاً هي الميدان الذي تتنافس فيه الصحف ووسائل الإعلام، وقد أصبح لكل منها نمطها الخاص، أو أسلوبها الذي يميزها عن غيرها ولذلك قلنا مسبقا النموذج المؤسساتي للخبر.

يمثل التحرير الصحفي ركناً رئيسياً للصحيفة وإخراجها وهو الأساس في نجاحها ورواجها، فالصحيفة هي التحرير أولاً، وكل نجاح تحققه إنما هو نتيجة جودة التحرير ونجاحه، وبناءً على هذا النجاح والرواج يستطيع القائمون على الصحيفة أن يضعوا لها سياسة متطورة في الإخراج والإدارة والتوزيع والإعلان

عملية التحرير إذا هي الميدان الذي تتنافس فيه الصحف ووسائل الإعلام وقد أصبح لكل منها نمطها الخاص أو أسلوبها الذي يميزها عن غيرها ولذلك قلنا مسبقا النموذج المؤسساتي للخبر. والتحرير هو فن تحويل الأحداث والأفكار والخبرات والقضايا الإنسانية ومظاهر الحياة إلى مادة صحفية مفهومة سواء كانت مطبوعة أم مسموعة أم مرئية فالأساس من التحرير هو الإفهام أولا والتعريف بما يجري من أحداث ثانيا بطريقة تجذب الجمهور ثالثا، ثم التأثير فيهم وتقنعهم وترشدهم وتوجههم رابعا .

يقوم المحرر بكتابة أو بإعادة صياغة الخبر، والتأليف بين الموضوعات، كما يصحح اللغة ويتأكد من الأخطاء، ويختار العناوين الرئيسية والفرعية، يتأكد من السلامة القانونية للخبر، ويتأكد من توافق الخبر أو النص مع أسلوب وتقاليد الجريدة، ثم يوفر المساحة الكافية له على صفحات الجريدة، ولذلك فان خصائص وميزات ومؤهلات المحرر قد تكون أكثر بكثير مما هو متطلب بالمراسل أو من يقوم بتغطية الخبر ذاته، لأن عمله يفوق من حيث الجهد والخبرة أحيانا عمل الصحفي الذي يقوم بتغطية الخبر الصحفي. إن مقدار عملية التحرير أو حجمها يتوقف على مهارة كتاب الأخبار (الصحفيين) أصلا فإذا كان الكاتب متمرسا وخبيرا في صياغة الأخبار وأساليبها وقواعدها فانه يوفر جهدا على المحررين وإلا فإن من واجبات المحرر أن يقوم ببعض المهام التحريرية ومنها:

• معالجة الضعف في كتابة الأخبار والموضوعات الركيكة.

• معالجة المقدمات والاستهلالات الخاطئة.

• التخلص من الحشو الزائد والعبارات الفضفاضة المترهلة ومعالجة الموضوعات المسهبة والطويلة.

• معالجة الموضوعات التي تفتقر إلى حرفية الكاتب.

• تغطية النقص في المعلومات أو الحقائق المفقودة في الخبر.

• توخي الدقة والإيجاز وإصابة المعنى المقصود من الخبر.