أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2023
2068
التاريخ: 21/11/2022
1079
التاريخ: 3/11/2022
1436
التاريخ: 29-9-2021
1527
|
قيمة المحرر العلمي
ومعنى ذلك أن أمام المحرر العلمي مجالات كثيرة يتجه فيها إلى القراء والمستمعين والمشاهدين عن قصة العلم، وهي قصة من أمتع القصص التي يمكن أن يتتبعها المواطنون الراغبون في تنوير أذهانهم بالثقافات العلمية على اختلافها.
لقد مر العالم إلى يومنا هذا بثلاثة عصور علمية كبيرة، وهي عصر التجارة، وعصر الكهرباء، وعصر الذرة، والمؤلم في كل ذلك أن للغربيين دون العرب الفضل كل الفضل في هذه العصور الثلاثة:
أما العرب فقد ظلوا متفرجين طوال هذه العصور، ولم يكن إلا في النصف الثاني من القرن العشرين أن بدأ العرب يشاركون في الميادين العلمية.
ومهما يكن من شيء فقد كان على الصحيفة الحديثة أن تقوم بواجبها نحو تزويد المواطن الحديث بالمعلومات الكثيرة عن قصة العلم التي أشرنا إليها.
فمتى اخترعت المطبعة، ومتى اكتشفت أمريكا، ومتى نادى العلماء بكروية الأرض ودورانها حول الشمس، ومتى عرف العلماء شيئاً عن الدورة الدموية، ومتى عرفوا قانون الجاذبية؟ وما هي قصة الآلة البخارية، وإلى أي حد انتفعت الصناعة بهذه الآلة الجديدة، وما هو التلغراف الكهربائي، ومتى نجح الإنسان في تحويل الحديد إلى صلب، ومتى استخدمت الإبرة المغناطيسية في جهاز الاستقبال التلغرافي؟!.
وكيف واجه "داروين جميع الناس في عصره بنظريته: في أصل الانواع؟
وما هو صدى هذه النظرية الغربية؟ ومتى عرف العلم الدينامو الكهربائي والمصباح المتألق؟ ومتى عرف التليفون، ومتى عرفت السيارة؟ ومتى ظهر الترام الكهربائي؟ ومتى عرفت الآلة الكاتبة أو الطابعة؟ ومتى سمع الفونوغراف أو "الحاكي"؟ ومتى وصل العرب إلى الاشعة السينية؟ وما هو أثر ذلك في الطب؟ ومتى كشف العلم عن الإلكترونات، ومتى ظهرت السينما، ثم الراديو، ثم التليفزيون؟ وماذا نعرف عن الاقمار الصناعية؟ وكيف تستخدم الذرة في السلم لا في الحرب؟
وكل موضوع من هذه الموضوعات يصلح لان يكون "قصة" علمية متى ظفر بالمحرر العلمي الذي يستطيع أن يصوغ المعلومات الخاصة بها بطريقة تجذب إليها أكبر عدد من القراء، وتوسع في الوقت نفسه مدارك المواطنين، وتخلق بينهم تجانساً عقلياً لابد منه في المجتمع الواحد.
من أجل هذا كان للصحافة المصرية منذ نشأتها عناية كبيرة بالمقال العلمي الذي يهدف إلى تزويد القراء بالمعلومات في شتى ألوان المعرفة على اختلافها، فعنيت بهذا المقال الصحف الآتية، وهي:
الوقائع المصرية، وروضة المدارس، ووادي النيل، وروضة الاخبار، ويعسوب الطب، ومصباح الشرق، والمؤيد، واللواء، والاهرام، والجريدة، وما زال اهتمام الصحافة المصرية بادياً بهذه الناحية إلى اليوم.
ولكن من الحق أن يقال إن من أكثر المجلات المصرية احتفالاً بالمقال العلمي مجلتا: المقتطف والهلال، ويصح أن تضاف إليهما مجلتا الرسالة والثقافة.
غير أن القدح المعلى في هذا الميدان إنما كان للمقتطف بالذات، فقد استطاعت هذه المجلة المصرية العتيدة أن تقدم للعلم في مصر والشرق خدمة جليلة، وذلك منذ سبعين عاماً إلى الوقت الذي احتجبت فيه عن سماء الفكر العربي، ثم تليها في الدرجة العلمية مجلة "الهلال" التي أنشئت عام 1892 وما زالت تخدم العلم والثقافة والادب إلى اليوم، وقد اعتادت هذه المجلة الاخيرة أن تتحف قراءها في كل عدد من أعدادها بمقال طريف في موضوع من الموضوعات العلمية الدقيقة، وكثيراً ما تنقل الهلال هذه المقالة أو تلك، إما عن كتاب معروف في الاوساط العلمية، وإما عن إحدى المجلات الاوربية أو الامريكية، مثل مجلة الريدرز دايجست. وقد يكون المقال من تأليف عالم من العلماء في مصر، أو الشرق، أو عضو من أعضاء أسرة التحرير بالمجلة ذاتها.
أما الصحف اليومية الحديثة في مصر لم تغفل هي الاخرى ما يجب عليها نحو المقال العلمي، ومن هذه الصحف المعاصرة صحيفة "الاهرام" وصحيفة "اخبار اليوم" وفي الاخيرة ظل الدكتور "سعيد عبده" يكتب فترة طويلة عن الامراض الكثيرة بعنوان "خدعوك فقالوا" .
وما دمنا نشير إلى فحول الكتاب في هذا المجال فلا مفر لنا من الإشادة برائد هذا النوع من المقالات في العصر الحديث، وهو الاستاذ هولدين Holldene في كتابه.
"العلم في خدمة الحياة اليومية" Science for every day life وهو حلقة من سلسلة كتب بينجوبن Pingwine المعروفة، ولعل هذا الاخير من أوائل من اهتدوا إلى أكثر من طريق لتبسيط العلم وتيسيره على القارئ العادي.
يتضح مما سبق أنه لا غنى للصحيفة في عصرنا الحاضر عن "المحرر العلمي" وهو عضو من أعضاء أسرة التحرير، يمتاز غالباً بخبرة واسعة في العلوم، وإليه تلجأ الصحيفة في كل ما يتصل بالمادة العلمية التي تسوقها إلى القراء، سواء أكانت في شكل مقال علمي، أم في شكل عمود إخباري، أم في شكل عدد ممتاز يختص من النواحي العلمية، أو بمرفق من مرافق الامة.
خذ لك مثلاً صحيفة الاهرام فإنها تصدر "الاهرام الاقتصادي" مرة كل شهر في الغالب، وتصدر كذلك عدداً خاصاً باسم "البلاد العربية" في مواعيد غير محدودة ولا مضبوطة، لان أمثال هذه الدوريات إنما تخضع خضوعاً تاماً للمناسبات، وذلك كله فضلاً عن العمود أو المقال العلمي الذي تنشره الاهرام اليومية بين حين وآخر(1).
وكذلك تتسع دائرة المعارف الإنسانية يوماً بعد يوم، لكنها مهما اتسعت تظل على الدوام ناقصة، وذلك ما يدعو الصحف والمجلات إلى الكتابة العلمية التي تصل الجمهور بكل جديد في العلم من حيث هو.
والناظر إلى "المقال العلمي" الذي تراد به خدمة الجمهور من قراء الصحف يرى أن لصياغته طرائق شتى منها:
طريقة السرد، وطريقة الحوار، وطريقة القصة، وطريقة الامثلة والشواهد، وطريقة تصحيح الاخطاء والافكار، وطريقة الرسوم الكاريكاتورية التي تصور بعض الشخصيات الهامة في الميدان العلمي ونحو ذلك.
وقد نبهنا الاستاذ كارل وارين في كتابه "كيف تصبح صحفياً" إلى طائفة من الوصايا التي يحسن الالتفات إليها عند كتابة المقال العلمي، ومنها ما يلي:
أولاً- لا تحسن الظن دائماً بمعلومات القارئ، ولكن في الوقت نفسه لا يحتقر ذكاءه أو تفترض أنه غبي.
ثانياً- لا تظن أن هذا الخبر أو ذاك قديم على القارئ كما هو قديم ومألوف لديك، فهناك قراء كثيرون لا يزالون يعيشون في القرن التاسع عشر، أو في القرن الثامن عشر.
ثالثاً- لا تخرج عن دائرة الحياة الإنسانية، فالقارئ آدمي دائماً، ولا تعنيه غير هذه الموضوعات.
رابعاً- لا تنس كذلك أن القارئ يقاطعك في كل عشرة سطور ليسألك: لماذا، وماذا؟ فإذا لم تجب عن تلك الاسئلة وأمثالها فلن يتم قراءة موضوعك.
خامساً- لا تعتقد أنك تجعل الموضوع أكثر جاذبية إذا حشوته بخرافات أو أشياء خالية، أو بألفاظ تدل على التهويل والمبالغة.
سادساً- لا تقل: هذا كشف هام، فما دمت قادراً على ذلك فلست في حاجة إلى كتابة هذه العبارة.
وعلى أية حال ليس المحرر العلمي في الصحيفة عالماً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولكنه رجل قادر على تفهم المعنى العام لأي اختراع أو كشف، أو نظرية علمية، ونحو ذلك، وقد لا يتطلب منه ذلك غير دراسة عامة، وتجارب منوعة (2).
_________________
(1) يشرف على التحرير العلمي لصحيفة الاهرام، فيما نعلم، الاستاذ عزيز مبرراً والمسيو ديبونو Deponoo
(2) المقال "الترجمة العربية" للكتاب بقلم عبد الحميد سرايا ص 59.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|