المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
عدة الطلاق
2024-09-28
{وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم}
2024-09-28
الايمان في القلوب
2024-09-28
{نساؤكم حرث لكم}
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون اللبناني
2024-09-28
عقوبة جريمة الاختلاس في القانون العراقي
2024-09-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العلل والأسباب التي تؤدي إلى النهم والشره في الأكل  
  
1369   09:39 صباحاً   التاريخ: 14/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص68 ــ 77
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2016 2183
التاريخ: 2024-09-28 34
التاريخ: 25-1-2016 1520
التاريخ: 15-4-2016 1634

هناك عوامل كثيرة تسبب بروز ظاهرة الاسراف في الأكل نورد بعضاً منها: 

1ـ العوامل الحياتية: الشره والنهم لدى الأطفال أحياناً ينتج من منشأ وأصول حياتية، نتعرض هنا لقسماً منها.

- النشاطات البدنية المتواصلة والحركة الكثيرة تمثل الأرضية المساعدة لبروز النهم والشوق للأكل، وكذلك الرياضة والجري والقفز لها تأثير في هذا المجال.

- الوضع الذاتي لبعض الأفراد، حيث إن بعض الأطفال يتمتعون بشهوة عالية لتناول الغذاء، وهذه الحالة تبرز عندهم في سن الرضاع.

- السمنة والهيكل الضخم والقامة الطويلة والوزن المرتفع كل ذلك يمثل دافعاً للإكثار في تناول الطعام.

- بعض الأطفال مصابون بالأمراض التي تعمل على إيجاد الرغبة في تناول الطعام وهذه الأمراض يجب أن تعالج.

- في بعض الأحيان وعندما يكون الشخص عصبياً فإنه يلجأ إلى الأكل.

2ـ العوامل النفسية: الشره والنهم أحيانا له علل نفسية، وفي هذا المجال نذكر بعضها:

- وجود مرض الانحراف العصبي الذي يخلق للإنسان في بعض الأحيان اشتهاءاً كاذبا. حيث إن المعدة تتقبل الغذاء إلى حد الامتلاء ثم تدفعه إلى الأعلى (التقيؤ).

- الشعور بالذنب يجعل الانسان يتمايل دائماً إلى الأكل. فنرى فمه دائماً بحالة حركة ليشغل نفسه.

- فقدان القناعة وغنى النفس يشكل أرضية لحب تناول الغذاء ويزيد الحرص والرغبة.

- نمو صفة حب الذات عند الطفل. وشعور الطفل بأن الافراط في الأكل يوجب النمو ويهب الصحة.

- النهم والشره أحياناً يأخذ طابعاً دفاعياً. ففي بعض الأحيان تبرز مواقف ومشاكل وأوضاع غير مناسبة في الحياة تخلق تناقضات داخلية تدفع الانسان إلى سلوك هذا الطريق.

3ـ العوامل العاطفية: حالة النهم والشره عند الأطفال في بعض الأحيان لها منشأ عاطفي، فمثلاً:

لقد دلت بعض التحقيقات بأن الأطفال الذين حرموا من المحبة والعاطفة الكافية فانهم يلجأون إلى الغذاء كوسيلة لجبران النقص الذي ولده لهم قلة المحبة والعطف وبالأخص ما يتعلق بمحبة الأم. وكذلك فان الأطفال في عمر السادسة أو السابعة والذين يعانون من صفة الحياء والخجل فانهم يستفيدون من فرص انزوائهم ليستأنسوا بالغذاء وأكل الحلويات لجبران ما يمرون به من أزمة. كذلك فان الأطفال الذين يتناولون غذاءهم بسرعة فانهم دائماً يشعرون بالجوع، انهم يجسدون انزعاجهم من هذه الصفة فيعوضون ذلك بتناول الغذاء.

بعض علماء النفس يرى ان كثرة تناول الغذاء يمثل لدى البعض وسيلة للسرور والفرح حيث يشعر الطفل بانه محروماً منها أو انه لا مكانة له في الحياة.

4ـ العوامل الاجتماعية: في هذا الجانب نتعرض إلى بعض الجوانب وهي: - العادات والرسوم الاجتماعية الخاطئة الحاكمة في المجتمع والتي تمثل الأرضية للعادات الغير سليمة، فمثلاً في مجالس الضيافة يعتقد البعض ان الإصرار على الاسراف في الأكل وبذل الطعام الكثير دليلاً على الكرم. ويطلبون من الضيوف الاكثار من تناول الغذاء والاستفادة من الأغذية المتنوعة الموجودة على المائدة.

ـ هناك بعض الأمهات تجدهن في حالة اضطراب وقلق دائمي حول مسألة غذاء أطفالهن. فهن يفكرن في إعطائهم الغذاء ليأكلوا ويجبروهم على أن يأتوا على كل ما يقدم لهم. فأحيانا يتوسلن بالترغيب على ذلك وأحيانا بالترهيب، وذلك لجعل الطفل شخصاً معتاداً على حب الأكل والاكثار منه، وبين الوجبات يعطي الطفل الحلويات والكرزات. وهذا العمل يخلق أرضية لدى الأطفال لكي يعتادوا على كثرة الأكل والاسراف فيه.

5ـ العوامل الاقتصادية: ان الفقر إذا لم يعالج بالصبر وعزة النفس فسيكون أرضية لخلق النقص وعدم التكامل في شخصية الطفل وحياته. فإذا جلس خمسة أشخاص على مائدة. وقدمت لهم أربعة أرغفة من الخبز فانهم سيحسون بوجود نقص يحرك لديهم الرغبة في الأكل والحرص على السرعة في تناول الغذاء، فلا يشبعون بسرعة بسبب إحساسهم بنقص الغذاء.

إذن فالعوز والنقص الذي يعتري حياة الطفل وعدم التنوع في الغذاء والقيود المفروضة في تناول الغذاء وعدم الأكل بين الوجبات والاحساس بالنقص. كل هذه العوامل لها دور وأثر فعال في حرص الطفل على تناول الغذاء.

الغنى المفرط والرفاه يؤثران في هذا المجال. فالذين يعيشون حياة مرفهة منعمة فانهم دائماً في حالة انجذاب نحو تناول الغذاء، وعلى هذا الأساس تصبح شروط وظروف حياتهم غير طبيعية.

العوامل المؤثرة في زيادة الشره والنهم

هناك عوامل وظروف تؤدي إلى تقوية روح الشوق إلى الاكثار من تناول الطعام ومنها:

- أحيانا تتوفر للطفل أجواءاً وظروفاً مهيجة تولّد له صدمات روحية، فالطفل عندما يشاهد فيلما مهيّجاً يشغل ذهنه أو تعرض له لقطات محرّكة، عندها سيحس بالرغبة الشديدة في تناول الطعام، ومثل هذا الطعام - الذي يستفاد منه في حالة الاضطراب والتهيج - يحدث لدى الانسان سمنة مفرطة.

- التحقيقات العلمية أثبتت ان الشخص البدين عندما تحدث له حالات اضطراب وهيجان. يلجأ إلى تناول الغذاء. حيث يسعى إلى تقليل هيجانه واضطرابه بواسطة الانشغال بالمضغ وتحريك الفكين.

- العجلة لها تأثير بالغ في مسألة تناول الغذاء بشكل يفوق الحد المتعارف. فالأطفال إذا ما أحسوا ان المائدة سوف تجمع من أمامهم بسرعة فانهم يسارعون إلى التهام غذائهم بسرعة، ويكون تناولهم برغبة وحرص.

- عندما نقيس المبتلين بالسمنة مع أصحاب الأبدان النحيلة فان الصنف الأول لهم رغبة شديدة في تناول الطعام.

- وأخيراً فإن الظروف النفسية والبيئية وكذلك أوضاع العائلة والظروف الغير ملائمة كل ذلك يؤثر في شره ونهم الأطفال للأكل.

الأسس والأصول المتّبعة في الاصلاح

يرى علماء النفس ان هناك ثلاث طرق أساسية لإصلاح حالة الافراط في تناول الغذاء لدى الأطفال وهي:

1ـ تغيير السلوك: ونعني بتغيير السلوك، تغيير العادات التي لها علاقة بتناول الغذاء وتغيير ذهن الطفل حول الغذاء بشكل يشعر بأن الغذاء وسيلة لإدامة الحياة لا غاية لها، هذه التحولات تتم بواسطة الكناية والتعليم وإيجاد الأرضية المناسبة للحياة ونوعيه الغذاء والعادات والرسوم المتعلقة به وغيرها.

2ـ العلاج بالدواء: هذا الأسلوب يستعمل للأشخاص المصابين بأمراض ترشح الغدد أو الاضطرابات الهضمية والمعدية. وهذا الأمر يجب أن يتم بإشراف الطبيب، حيث تتم عملية القضاء على الشهية المفرطة.

3ـ الجمع بين الأسلوبين: في بعض الحالات نرى السعي ينصب على الاستفادة من العلاج الدوائي لكي نقضي على الجانب المرضي العضوي لديه، أما الجانب الآخر فهو يتم القضاء على العادة الخاطئة التي تنتاب الأطفال في هذا المجال وهو علاج نفسي. فبعض الذين يعانون من الأمراض الجسمية تصبح لديهم الممارسات المترتبة على المرض عادة لا تزول بزوال المرض. لذا فإننا عندما نجمع بين العلاجين فإننا سنقضي على المرض وعلى العادة التي أفرزها المرض.

الأساليب المؤثرة الأخرى

هناك أساليب أخرى مؤثرة في أوضاع الأطفال الذين أصيبوا بمرض الشره والنهم منها:

1ـ الجدول الغذائي: حيث يقوم الوالدان بأعداد جدول للطفل (على فرض كونه في المرحلة الابتدائية) وفي هذا الجدول تتم عملية درج أنواع وكمية الغذاء اليومي الذي يتناوله الطفل، ومن خلال هذا الجدول تتم عملية السيطرة والمراقبة لكمية الغذاء التي تعطى للطفل وكيفيته.

2ـ التعليم والتذكير: من خلال هذا الأسلوب الذي يتضمن الانذار، التذكير، التعليم. حث الطفل على اتباع برنامج غذائي مفيد ومناسب. فأحياناً ننصحه بان الافراط والشره يعتبر من الأخلاق الغير محبوبة فيجب الاقلاع عن هذه الصفة. وأحياناً أخرى نقول له بأن الاسراف في الطعام يعني هضم حقوق الآخرين. وأحياناً نستفيد من أخلاقه وكبريائه لكي يعود إلى نفسه ويقلع عن هذه العادة. وأخيراً يجب أن يكون لدينا برنامجاً جامعاً ومفيداً للقضاء على هذه الظاهرة.

3ـ ذكر القصص: القصص والأساطير في هذا المجال لها تأثير على نفس الطفل. فعلاوة على كونها أحد أساليب اللهو فإنها تفيد في التربية والتعليم. فذكر القصص المتعلقة بالأشخاص الأكولين نستطيع من خلالها أن نعرض صوراً قبيحة لهذه الظاهرة. وكذلك من خلال الحديث عن الآثار الستة الناجمة من هذه الصفة وتأثيرها على الأطفال نطلب من الأطفال تجديد النظر في كيفية تناول الغذاء. وعادة تكون القصة بالنسبة للطفل درساً غير مباشر. حيث يتمكن القاص من خلال المناورة في كيفية سرد القصة من تحقيق هدفه بسهولة وسرعة فائقة.

4ـ تمرين الضيافة: وفي هذا التمرين نطلب من الطفل أن يقوم بدور صاحب البيت ويدعو مجموعة من الأطفال لوليمة في بيته. ونشجع الطفل من خلال ذلك على عدم تناول الغذاء حتى يفرغ الضيوف من تناوله، وهنا نستطيع السيطرة على الهيجان الذي يعتري الطفل لدى مشاهدة الغذاء. وقد أثبتت التجارب ان هذا الأسلوب له تأثير إلى حد ما على إطفاء الرغبة في الاشتهاء والتهيج عند رؤية الطعام، وبالتدريج يعود إلى وضعه السابق.

5ـ تغيير الرغبة في الشهية: وفي هذا الأسلوب تتم عملية تغيير الرغبة في الاشتهاء إلى الطعام بالشكل الذي ليس فيه ضرراً على الطفل. فمثلاً تشجيعه على تناول الأغذية النباتية والألبان والفواكه حيث إن هذا النوع من الغذاء لا يسبب السمنة للطفل، وبهذه العملية نطرد السموم الناتجة من استعمال السمن واللحوم.

6ـ الرقابة والعادة: في بعض الموارد نسعى وبصور مختلفة إلى تغيير العادة التي اعتاد عليها الطفل بواسطة المراقبة.

فمثلاً ننظم الفواصل الزمانية بين وجبات الغذاء والوجبات الاضافية.

على سبيل المثال: إذا كان الطفل يتناول الافطار، وطعام الضحى والغداء وطعام العصر والعشاء، حيث يكون عدد الدفعات (5)، فإننا نسعى وبالتدريج وخلال شهرين إلى ثلاثة أشهر من إنقاص إحدى الوجبات لتصبح (4)، وجبات وبعدها ننقصها إلى (3) وجبات. لكي نثبت هذا العدد نسعى في بعض الأحيان إلى تقليل الثلاثة إلى وجبتين من خلال الصيام. طبعاً هذا الأسلوب يتطلب وقتاً وصبراً.

7ـ الاهتمام بالآداب الاسلامية: في بعض الأحيان يمكن الاستفادة من الآداب الاسلامية لإصلاح أوضاع الأطفال كثيري الأكل، حيث نعرض لهم ما تريده الشريعة الاسلامية في هذا الباب. فمثلاً نقول لهم: إن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف تقول بأن الفرد إذا لم يشته الأكل يجب أن لا يأكل. وإذا أكل يجب أن لا يشبع كثيراً، أي أن يقوم من الطعام وهو يشتهيه. أو نقول: بأن الاسلام يرغب في أن يكون الطفل ذو إرادة ومقاومة للجوع. تعال غداً لنجرب هل باستطاعتنا اًن نقلع عن تناول الغذاء من الصباح الى الظهر أو من الظهر إلى الليل؟.

8ـ التذكير بالآثار السيئة: في بعض الأحيان نستطيع أن نتكلم عن الآثار السيئة على بدن وتفكير وإدراك الطفل التي يفرزها الأكل الكثير. فالاضطراب أثناء النوم ورؤية الأحلام المخيفة والكوابيس المزعجة كلها ناتجة من الافراط في تناول الغذاء وبالأخص ليلاً، فالذي ينام خفيفاً في الليل فانه سيتمتع بالراحة والطمأنينة في نومه.

9ـ تغيير أسلوب تناول الغذاء: في بعض الأحيان نستطيع القضاء على الشره والنهم من خلال تغيير أسلوب تناول الغذاء وعاداته. فمثلاً بدلاً من الاستفادة من اللقمة الكبيرة ننصح بأن يستفاد من اللقمة الصغيرة. حيث أثبتت التجارب بأن لهذا الأمر تأثيراً مهماً في هذا الجانب. أو الاستفادة من الملعقة المتوسطة بدلاً من الكبيرة. والهدوء في دفع اللقيمات إلى الفم. وبالأخص بالنسبة للذين لهم ولعاً للجلوس على السفرة وقضم الغذاء.

10ـ اتباع البرامج المناسبة لهضم الغذاء: فإذا لم نوفق في اتباع الغذاء بالنسبة للأطفال الأكولين، والبرنامج يتضمن تعويد هؤلاء على الرياضة والتمرينات البدنية المناسبة والحركة والجري، بحيث نستطيع من خلال هذا الأمر أن نقلل من السمنة وتراكم الدهنيات. ونضمن تحليل الأغذية المتناولة.

الضوابط الوقائية والعلاجية

الحديث هنا عن الوسائل الوقائية التي يجب اتخاذها لكي لا يصل الطفل إلى هذه المراحل. فإذا ما شعرنا بأن الطفل يتجه نحو هذه الصفة فعلينا تقع مسؤولية اصلاحه. ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف فعلينا اتباع ما يلي:

1ـ يجب أن يكون الأصل في تغذية الطفل مبني على الضرورة والحاجة. ويجب أن لا يكون على أساس المحبة والعطف.

2ـ يجب رعاية جانب الاعتدال في إعطاء الغذاء للطفل. فالأفراط والتفريط في كل الأحوال يشكل خطراً على الطفل. والاعتدال حسب ما هو متعارف في المجتمع وبين أقران الطفل له نتائج إيجابية.

3ـ يجب أن نسعى إلى إطعام الطفل أثناء الجلوس على المائدة بحيث لا يحتاج معه إلى غذاء آخر أثناء حركته وتنقلاته.

4ـ مدة إطعام الطفل يجب أن تكون كافية. وعلينا أن نراعي الهدوء وعدم الاستعجال في إطعامه. ولكن لا ندعه يجلس طويلاً على المائدة.

5ـ إعداد الغذاء الذي يرغب فيه الطفل. حيث يجب مراعاة طبعه وميله. فإذا خالفنا ما يحب من الغذاء فإنه يبقى يشعر بالجوع والشره لتناول الغذاء.

6ـ في الوقت الذي يستطيع فيه الطفل الامساك بالملعقة. يجب ان نسمح له بتناول طعامه بنفسه. حتى وإن أدى الأمر إلى عدم النظم والسيطرة أثناء الأكل. وهنا علينا أن نرشده ونصلح ما أفسده. وهذا بحد ذاته يعتبر رقابة على كيفية تناوله الغذاء.

7ـ يجب أن نقوي لدى الطفل صفة عزة النفس والقناعة أثناء تناول الغذاء. حيث يجب أن نسعى ومنذ الأيام الأولى إلى إشباع الطفل نفسياً. فعندما يرى الغذاء متوفراً وفي متناول يده فعند ذاك يقل حرصه ورغبته في تناول الغذاء.

8ـ الأصل هو أن الطفل يجب أن يتناول الأغذية الاساسية أولاً. أما الأغذية الجانبية فيجب أن لا ندعها تحل محل الأغذية الأساسية. أو أن ينقص مقدار الأغذية الأساسية ويرتفع مقدار الأغذية الثانوية.

9ـ يجب أن نعود الطفل على تحمل الجوع. طبعاً بالتدريج وليس بصورة مستمرة، وبهذه الطريقة نستطيع السيطرة على شهواته.

10ـ يجب تنبيه وتذكير الطفل بان التعاليم الاسلامية تدعو إلى الأكل والشرب وتجنب الاسراف. وفي السنين المتقدمة للطفل نذكر له نماذجاً من أحاديث الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

ورد عن الامام الكاظم (عليه السلام) ما مضمونه: (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.