الحدود السياسية:

للحدود السياسية تأثيرات متعددة في مجال النقل بعضها مباشر وبعضها الآخر غير مباشر، ويتمثل التأثير المباشر للحدود في انتهاء خطوط النقل عند نقاط أو نطاقات انقطاع لشبكات الطرق بالنسبة للدول المجاورة، ويرجع ذلك الى اعتبارات قومية، وأما لدور الدول الاستعمارية التي وضعت استراتيجيتها عند مد بعض الطرق في مستعمراتها القديمة على أساس استثمارا للموارد الطبيعية والحيلولة دون تحقيق الوحدة الأرضية كما في قارة أفريقيا التي تمزق الإنسان والأرض فيها بفعل الحدود السياسية.

وتقطع خطوط النقل المحدودة فيها عند مناطق الحدود التي خطها الاستعمار ومثال ذلك خطوط السكك الحديدية في مصر والسودان برغم من كون الدولتين كانتا خاضعتين لمستعمر واحد هو الاحتلال الانجليزي ألا انه عند مد خطوط السكك الحديدية في كليهما تم تصميم المقاييس بصورة مختلفة حتى لا يحدث اتصال في المستقبل ويتمثل التأثير غير المباشر للحدود السياسية، كما تؤثر الحدود السياسية تأثيراً كبيراً في النقل حيث تقلل من كثافة شبكات الطرق وبالتالي حركة المرور بين الدول عن طريق نقاط التقاء شبكات الطرق بتحديدها بعدد معين لاسيما في النقل البري ويبدو أن شبكات الطرق البرية غالباً ما تكون كثيفة داخل الدولة الواحدة وتقل كثافتها كلما اقتربنا من الحدود السياسية بين الدول لتقتصر على طريق أو طريقين يخترقان الحدود بين الدولتين لتحقيق الاتصال بينها ومثال ذلك بغداد وارتباطها البري مع الدول الحدودية الجنوبية الغربية والغربية كذلك الحال ليبيا وتونس، كما يوجد العديد من الدول الحبيسة وشبه الحبيسة في العالم والتي تلجأ إلى بعض الدول المجاورة أو القريبة منها للاستفادة من موانيها البحرية في تجارتها الدولية، لذلك كثيراً ما تقوم مواني الترانزيت بخدمة الدول التي لا سواحل لها، وكذلك ميناء تيست الايطالي بالنسبة لكل من النمسا واتحاد يوغسلافيا القديم، ومواني مرسيليا وستفي فرنسا وجنوه في ايطاليا بالنسبة لسويسرا وميناء العقبة الأردني بالنسبة للعراق.