المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إقرار فلاسفة العالم بوجود اللّه تعالى
22-3-2018
صور من حكمة لقمان
9-10-2014
الغيبة
19-6-2022
بدايةُ الخِلاف بَين الوثنيّين
18-4-2017
ما هو قرن الاستشعار؟
11-1-2021
الألوان وجيولوجية القراءة
23-7-2020


الأخلاق السيئة لدى الاطفال  
  
2098   02:28 صباحاً   التاريخ: 26/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص36 ــ 40
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03 273
التاريخ: 21-4-2016 2443
التاريخ: 13-1-2016 2459
التاريخ: 16-7-2018 1978

ان اصطلاح الأطفال ذوي الأخلاق السيئة يطلق على الأطفال الغير مقيدين بضوابط ومقررات الأخلاق والآداب. فيسمى بعض الأطفال بذوي الأخلاق السيئة وذلك لأنهم كثيرو البكاء والنزاع والعراك. دائماً يثيرون الضجة. أعصابهم غير طبيعية. وعلى هذا الأساس فإنهم يسببون المصاعب للأبوين والمربين.

تراهم لا يملكون القدرة على التحمل، وإذا ما حدثت مشكلة فإنهم يبادرون إلى تعقيد الامور أكثر فأكثر.

آباؤهم ومن يتولى تربيتهم يشعرون بأن هؤلاء يحملون عقداً، فهم أهل صخب وصياح ولا يتحلون بالأدب اللازم، ومعاملتهم مع أبويهم ومربيهم غير معقولة يتلفظون الألفاظ السيئة ويؤذون من يقترب منهم، أهل عناد وحسد وطابع الدلال ظاهر عليهم.

طبعاً هناك نقطة يجب الالتفات اليها هنا وهي في بعض الأحيان لا نستطيع أن نقول ان هذا الطفل من ذوي الخلق السيء وذلك لان أبويه غير متعادلين. فالآباء والأمهات وبسبب كثرة مشاغلهم ومسؤولياتهم لا يقدرون على الاهتمام بأطفالهم وكذلك بسبب عدم وجود الأهلية المناسبة لديهم لان يسلكوا مع أبنائهم سلوكاً مناسباً أو بسبب عدم الوعي. كل هذه الامور تخلق من الطفل طفلاً غير سوي وأخلاقه أخلاقاً سيئة وغير متزنة.

العلامات والظواهر

لقد تم عرض بعض العلامات لدى الأطفال ذوي الأخلاق السيئة ولأجل اكمال البحث نذكر بعض النقاط كملاك وعلامات للأطفال ذوي الأخلاق السيئة. فهم افراد:

ـ يسعون إلى تحقيق ما يرغبون تحقيقه بواسطة العناد والخشونة.

ـ في بعض الأحيان يميلون إلى العراك أو اطباق أسنانهم على أعضاء من يتخاصمون معه (العض)، أو يصفعون من يتنازعون معه.

ـ لا يملكون القدرة على الصبر والتحمل ويرغبون بتحقيق ما يرغبون به بسرعة.

ـ يعصون أمر آبائهم ومربيهم ولا يسلمون ولا يطيعون أوامرهم.

ـ يثيرون الفتنة ويقومون بتكسير وسائل ومتعلقات وأدوات الاخرين مع بعثرة الأشياء المنظمة.

ـ الطفل المشاكس لا يعتمد على أبويه ويعاملهم معاملة غير سوية بوجه مقطب وسلوك بعيد عن الأخلاق والانسانية.

ـ يخلف الوعد واحياناً يسرق ويغصب مال الاخرين.

ـ يكذب ويشاكس ويصرخ ويعربد من أجل جلب نظر الآخرين من خلال سلوكه الغوغائي.

ـ يتفوه بألفاظ نابية. ولا يأمن أحد من يده ولسانه.

ـ أحياناً يتوسل بالأعمال الممنوعة والغير لائقة. مثلاً يدخن السجائر وغيرها من الأعمال التي هدفه منها تجربة إثبات قدرته وسيطرته على المحيط الذي يعيش فيه.

ـ في المدرسة لا يستطيع الانسجام واقامة العلاقات أو كسب الأصدقاء.

ـ يغش في الامتحان لكي يصل عن هذا الطريق إلى مكانة خاصة.

ـ يقاوم النعاس ولا يرغب في النوم ويميل إلى البكاء وعدم الاستقرار.

ـ أحياناً يلقي بنفسه على الأرض، ويضرب رأسه بالأرض مع صياح وعويل.

ـ بالإمكان ان تصدر من الطفل الفاظاً نابية وقبيحة بالأخص في سن الثالثة والخامسة بدون ان يعلم معنى هذه الألفاظ، وفقط يعلم بأن ابويه لا يروق لهما سماع هذه الكلمات.

ـ هذه الحالات ممكن ان تلاحظ لدى الطفل يصحبها الضجر والبؤس والعصبية وظهورها يؤدي إلى مضاعفة سوء اخلاق الطفل.

 

سنين ظهور الصفات الأخلاقية السيئة

ان الأخلاق السيئة تظهر ببوادر سلوكية خفيفة من الشهر الرابع لعمر الطفل، لكن في هذا السن لا نستطيع أن نطلق على هذه الظواهر بـ (سوء الخلق)، وذلك لعدم ملائمة ذلك مع هذا السن.

في الشهر السادس من عمر الطفل وعندما تبدأ أسنانه بالظهور والبروز فإنه يجرب أسنانه على حلمة ثدي أمه، فيقوم أحياناً بالحاق الأذى بثدي أمه. وهنا على الأم ان تبادر إلى ردعه بنظرات يبدو فيها عدم الرضا عن أفعاله هذه لكي يشعر بخطأه، وحتى إذا اقتضى الأمر أن تقوم الأم بسحب الثدي من فمه للحظات لكي تشعره بالعلاقة بين هذا العمل وبين حرمانه من الثدي.

ان مفهوم الأخلاق السيئة يطلق على الطفل عندما يشعر بأن عمله غير مناسب وغير مرغوب. وهذا الأمر يتفاوت في مسائل مختلفة. مثلاً الكثير من الأطفال لا يشعرون بمعنى السرقة إلا في السنة الخامسة من عمرهم وبأنه عمل غير مرغوب في حين انه لا يشعر بالهفوات الجنسية.

فأذن بالنسبة للسرقة يصدق ان نطلق عليها بالأخلاق السيئة في هذا السن لدى الطفل أما بالنسبة للمسائل الجنسية فلا.

طبعا يجب ان نلفت نظره إلى هذا الجانب.

الطفل الذي يشعر بأن هذا العمل غير مناسب ولكنه يقوم به لإرضاء نفسه أو الشعور باللذة، هذه الممارسة يطلق عليها بالأخلاق السيئة.

كل هذه المسائل يجب الالتفات اليها بعد سن السابعة أما ما قبلها فإن حالات وسلوك الطفل ناتجة من عدم الفهم والدراية.

هوية هؤلاء

لقد اجريت بعض التحقيقات حول هوية الأطفال ذوي الأخلاق السيئة ومن أي العوائل ينحدرون؟ هذه التحقيقات قام بها علماء النفس التربويون والذين يشرفون على التربية، وكانت النتائج التالية:

ـ من العوائل التي يكون فيها الآباء من ذوي الدم البارد فلا يهتمون بأمر التربية.

ـ آباؤهم من ذوي الأخلاق السيئة. ذوي الاعصاب المتشنجة ومن ذوي السلوك الأهوج.

ـ الذين لم يعاملوا بصوره حسنة في عوائلهم بسبب جنسه أو اسباب أخرى.

ـ الذين لم ينالوا قسطاً كافياً من التربية.

ـ الذين لا توجد في بيوتهم ضوابط ومقررات. وعاشوا حياة ماجنة ومستهترة في كنف عوائلهم.

ـ من الذين حرموا من حب الأب أو الأم أو تعرضوا إلى الحرمان من مكان اخر.

ـ من الذين لم ينالوا قسطاً من المحبة. أو نالوا محبة ولكن بإفراط.

ـ من الذين لا يتمتعون بنصيب وافر من الذكاء ولا يقدرون على السيطرة على أنفسهم.

ـ من الذين يعانون من آلام داخلية جعلتهم يتصفون بالحساسية وعدم المقاومة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.