المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

فضل سورة الجاثية وخواصها
1-05-2015
Proportional Errors
24-4-2017
القياسات الفيزياوية
2024-01-16
تورث الاصابة Infection Inheritance
26-9-2018
إدارة المنظمة النقابية
22-2-2017
George David Birkhoff
24-5-2017


الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وتشخيص هوية الجماعة الصالحة  
  
2131   05:32 مساءً   التاريخ: 17/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص162-169
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

اهتم الإمام الباقر ( عليه السّلام ) بتشخيص هوية الجماعة الصالحة ، وتمييزها عن غيرها من الهويات التي ترافق سائر الوجودات والكيانات والتيارات القائمة في الواقع .

وقد كان للجماعة الصالحة وجود مميّز من حيث الاسم والصفات ومن حيث الولاء والاقتداء ، ومن حيث التقييم والدرجة والمرتبة من بين الدرجات والمراتب ، فهي تنتمي إلى الإسلام أولا وإلى منهج أهل البيت ثانيا .

وتشخيص الهوية له آثار ايجابية على تجذر الانتماء وإدامته ، وله آثار عملية على الافكار والعواطف والممارسات السلوكية ، حيث إنها تتبع الانتماء ، وتتحرك على ضوء الأهداف المحدّدة للهوية المشخصة ، ومن هذه الآثار :

1 - الشعور بالانتماء وهو أمر فطري يدفع الانسان للاعتزاز بانتمائه ، لأنه يشعر بأن شخصيته ووجوده يحددها الانتماء والهوية الظاهرة .

2 - ان لتشخيص الهوية دورا كبيرا من وحدة الأهداف ووحدة البرامج ، ووحدة المصير ، ووحدة المصالح ، ولهذه الوحدة دور أساسي في تحريك المنتمين إلى العمل الجاد والحركة الدؤوبة لتحقيق الأهداف المنشودة والتضحية من أجلها .

3 - ان لتشخيص الهوية دورا كبيرا في تعميق علاقات الاخوة داخل الجماعة الصالحة ، ودفعها نحو التآزر والتكاتف والتعاون من أجل رفع مستواها الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، كما يمنحها القوة والمنعة والعزّة .

4 - إنّ تشخيص الهوية والشعور بالانتماء الموحد يدفع الحركة باتّجاه توسيع قاعدتها الشعبية على أساس تقوية مظاهر الهوية في الواقع الموضوعي ويدفعها نحو التنافس المشروع مع الوجودات القائمة لربط بقية أفراد الأمة بالمفاهيم والقيم الصالحة ، وتجسيدها في الواقع .

محاور الانتماء في الجماعة الصالحة

الإسلام هو المحور الأساسي للانتماء عند الجماعة الصالحة ، وهو المحرك الأول للعمل والحركة وللسلوك وللعلاقات ، والمصلحة الإسلامية العليا هي الحاكمة على جميع المصالح .

والإسلام هو الانتماء الأساسي الذي يدفع بالمنتمين إليه نحو التعالي على الأواصر الضيّقة والروابط الثانوية ، ويوجّه الانظار والمواقف إلى الهدف المشترك وإلى الأفق الأرحب الذي تنضوي تحته جميع الانتماءات ، لتكون العلاقات في ظله قائمة على أساس التكافل والتراحم والتناصح ، والأمانة والعدل والسماحة والمودة والاحسان ، وهذه العلاقات تتطلب التحرر من ضغط القيم والأوضاع المحدودة ، والمصالح والمطامع الذاتية العارضة .

والإسلام هو الانتماء الأرحب الذي يضم جميع من نطق بالشهادتين ، فهو في رأي الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « . . . والإسلام ما عليه التناكح والتوارث وحقنت به الدماء »[1].

وعلى ذلك فإن الجماعة الصالحة هي جزء من المجتمع الاسلامي الكبير بمختلف تياراته ومذاهبه الفكرية والسياسية ، ومسؤولة عن الحفاظ على هذا الوجود من التصدّع .

والفكر المشترك أو العقيدة المشتركة بين الجماعة الصالحة وسائر الجماعات القائمة هي : الايمان باللّه ورسله وكتبه ، والايمان برسالة خاتم الأنبياء ( صلّى اللّه عليه واله ) والإيمان بيوم القيامة .

والانتماء إلى منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو الهوية المشخصة للجماعة الصالحة لتمييزها عن غيرها من الجماعات التي تنتمي إلى مناهج أخرى .

والانتماء إلى أهل البيت ( عليهم السّلام ) يعني الولاء لهم بجميع مراتبه ومصاديقه المتمثّلة في حبّهم ونصرتهم ، والاستسلام لأوامرهم ونواهيهم التي هي أوامر اللّه ورسوله للإنسان المسلم على مدى الحياة وفي جميع مجالاة الحياة ؛ بحيث تكون العقول والقلوب والأفعال منسجمة مع منهجهم العقائدي والسياسي في آن واحد ، لأنهم الامتداد الحقيقي للرسالة الإسلامية وهم القيّمون على المنهج الإلهي الذي أرسى دعائمه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في حديث الثقلين وغيره من النصوص النبويّة الشريفة . ومن هنا قال الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « نحن أهل بيت الرحمة وشجرة النبوة ومعدن الحكمة ، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي »[2].

وهذا الانتماء يجعل جميع أفراد الجماعة الصالحة مكلفين بأداء دور القدوة إزاء الانتماء الرحب وهو الإسلام ، فينبغي أن يكونوا قدوة لغيرهم ، وقد وصفهم الإمام ( عليه السّلام ) في أحاديث متقدمة بمواصفات خاصة ومنها : طاعة اللّه ، والتقوى ، وأداء الواجبات واجتناب المحرمات ، وحسن الخلق ، وحسن السيرة ، وأكّد على أن هذا الانتماء لا يتحقق إلّا بالتقوى والورع والعمل الصالح .

مشخصات الهوية

الأول : الاسم

أطلق الإمام الباقر ( عليه السّلام ) تبعا لآبائه وأجداده ( عليهم السّلام ) عددا من الأسماء والعناوين لتشخيص هوية الجماعة الصالحة وفرزها وتمييزها عن غيرها في خضم الالتباس في المفاهيم والخلط في العناوين ، ومنها[3].

1 - شيعة عليّ .

2 - شيعة فاطمة .

3 - شيعة آل محمد .

4 - شيعة ولد فاطمة .

واسم الشيعة هو مورد اعتزاز الجماعة الصالحة لمشايعتهم أهل البيت ( عليهم السّلام ) المطهّرين من كل رجس ودنس .

وقد بشّر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) افراد الجماعة الصالحة بهذا الاسم ، فعن أبي بصير ، قال : « ليهنكم الاسم ، قلت : ما هو جعلت فداك ؟ قال : « وإنّ من شيعته لإبراهيم »[4] وقوله : فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّه[5] ، فليهنكم الاسم[6].

فهذا الاسم اسم شريف سمّى به اللّه تعالى أتباع الأنبياء السابقين .

وأقرّ ( عليه السّلام ) اسم الرافضة على الجماعة الصالحة بعد أن سمّاهم به اتباع السلطان ، فحينما شكى اليه بعض أصحابه هذه التسمية قال له : « وأنا من الرافضة » قالها ثلاثا[7] .

وعن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السّلام ) : جعلت فداك اسم سمّينا به استحلّت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا قال : وما هو ، قال : الرّافضة ، فقال أبو جعفر ( عليه السّلام ) : « انّ سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى ( عليه السّلام ) فلم يكن في قوم موسى ( عليه السّلام ) أشدّ اجتهادا ولا أشدّ حبا لهارون منهم ، فسمّاهم قوم موسى الرّافضة ، فأوحى اللّه إلى موسى : أن ثبّت لهم هذا الاسم في التوراة ، فإني قد نحلتهم ، وذلك اسم قد نحلكموه اللّه »[8].

وهنالك أسماء أخرى ذكرها الإمام الباقر ( عليه السّلام ) وهي : المؤمن والموالي[9].

الثاني : الصفات

وصف الإمام الباقر ( عليه السّلام ) أفراد الجماعة الصالحة بمواصفات خاصة تشخصهم بها عن غيرهم[10] ومنها :

1 - أصحاب اليمين .

2 - خير البرية .

3 - أولياء اللّه .

4 - شرط اللّه .

5 - أعوان اللّه .

الثالث : منزلة الجماعة الصالحة

ذكر الإمام ( عليه السّلام ) للجماعة الصالحة التي تحمل اسم شيعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) منزلة ومرتبة في كلتا الحياتين : الدنيا والآخرة .

1 - منزلة الجماعة الصالحة في الحياة الدنيا : ان الجماعة الصالحة مرّت بمراحل من التمحيص في داخل النفس وفي مكنون الضمير ، وفي الواقع العملي ، فخرجت مستقرة على الحق ، واتبعت منهج أهل البيت ( عليهم السّلام ) في وقت كان فيه قادته مطاردين ملاحقين محاصرين من جهات شتى ، واستقرارها على الحق هذا جعل لها منزلة ومرتبة في دار الاختبار والامتحان ، وقد أوضح الإمام ( عليه السّلام ) هذه الفضيلة بقوله : « انّ اللّه عزّ وجلّ أعطى المؤمن ثلاث خصال : العزّ في الدنيا والدين ، والفلج في الآخرة ، والمهابة في صدور العالمين »[11].

ودخل الإمام المسجد الحرام فوجد فيه جماعة من أصحابه ، فدنا منهم وسلّم ثم قال لهم : « واللّه انّي لأحبّ ريحكم وأرواحكم . . . أنتم شرط اللّه ، وأنتم أعوان اللّه ، وأنتم أنصار اللّه ، وأنتم السابقون الأولوّن والسابقون الآخرون . . . قال أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ألا وإنّ لكل شيء شرفا ، وشرف الدين الشيعة ، ألا وإنّ لكل شيء عمادا وعماد الدين الشيعة ، الا وإنّ لكل شيء سيدا وسيّد المجالس مجلس شيعتنا . . . »[12].

والجماعة الصالحة هي المعيار العملي في الولاء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) لقوله ( عليه السّلام ) : « كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي »[13].

2 - منزلة الجماعة الصالحة في الحياة الآخرة : إنّ للجماعة الصالحة منزلة في الحياة الأخرى ، لأنها اجتازت الامتحان الإلهي بنجاح ، وثبتت على المنهج الإلهي في جميع الأبعاد : في الفكر والعاطفة والسلوك ، وبذلت الغالي والنفيس دفاعا عن القيم الإسلامية الثابتة التي ارسى دعائمها القرآن ورسول الإسلام ( صلّى اللّه عليه واله ) وأهل بيته الأطهار ( عليهم السّلام ) .

ومن هذه المنازل والمراتب هي كرامتهم عند اللّه تعالى ، قال الإمام الباقر ( عليه السّلام ) : « ان اللّه سبحانه يبعث شيعتنا يوم القيامة من قبورهم . . . ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، مسكنة روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد أعطوا الأمن والأمان ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزن الناس ولا يحزنون ، يحشرون على نوق لها أجنحة من ذهب تتلألأ ، قد ذلّلت من غير رياضة أعناقها من ياقوت أحمر ، ألين من الحرير ، لكرامتهم على اللّه »[14].

قال ( عليه السّلام ) : « وفي شيعة ولد فاطمة أنزل اللّه هذه الآية خاصة قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[15] »[16].

وروى ( عليه السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « انّ عليا وشيعته هم الفائزون »[17].

وهذه المنازل والمراتب سينالها أفراد الجماعة الصالحة المتّبعين منهج أئمتهم المطيعين للّه تعالى إذ جسّدوا القيم الإلهية في واقع الحياة .

 


[1] تحف العقول : 217 - 218 .

[2] الارشاد : 266 .

[3] بحار الأنوار : 65 / 14 ، 48 ، 60 ، 56 .

[4] الصافات ( 37 ) : 83

[5] القصص ( 28 ) : 15 .

[6] بحار الأنوار : 65 / 12 - 13 .

[7] المحاسن : 157 .

[8] المصدر السابق : 157 .

[9] بحار الأنوار : 65 / 16 .

[10] المصدر السابق : 65 / 29 ، 30 ، 58 ، 44 .

[11] بحار الأنوار : 65 / 16 .

[12] بشارة المصطفى : 16 .

[13] بحار الأنوار : 65 / 178 .

[14] بشارة المصطفى : 55 ، 56 .

[15] الزمر ( 39 ) : 53 .

[16] قرب الإسناد : 29 .

[17] بحار الأنوار : 65 / 31 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.