المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): تأسيس المدرسة الفقهية النموذجية  
  
1246   02:57 صباحاً   التاريخ: 14/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص114-117
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015 3499
التاريخ: 15-8-2016 4113
التاريخ: 11-8-2016 3590
التاريخ: 14-8-2016 4315

تأسيس المدرسة الفقهية النموذجية[1]

لقد جهد الإمام الباقر وولده الصادق ( عليهما السّلام ) على نشر الفقه الاسلامي وتبنّيا نشره بصورة إيجابية في وقت كان المجتمع الاسلامي غارقا في الأحداث والاضطرابات السياسية ، حيث أهملت الحكومات في تلك العصور الشؤون الدينية إهمالا تاما ، حتى لم تعد الشعوب الاسلامية تفقه من أمور دينها القليل ولا الكثير ، يقول الدكتور علي حسن : « وقد أدى تتبعنا للنصوص التأريخية إلى أمثلة كثيرة تدل على هذه الظاهرة - أي اهمال الشؤون الدينية - التي كانت تسود القرن الأول سواء لدى الحكام أو العلماء أو الشعب ، ونعني بها عدم المعرفة بشؤون الدين ، والتأرجح وعدم الجزم والقطع فيها حتى في العبادات ، فمن ذلك ما روي أن ابن عباس خطب في آخر شهر رمضان على منبر البصرة فقال : اخرجوا صدقة صومكم فكان الناس لم يعلموا ، فقال : من ها هنا من أهل المدينة ؟ فقوموا إلى إخوانكم فعلموهم ، فإنهم لا يعلمون فرض رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[2]  .

فأهل البلاد الاسلامية لم يعرفوا شؤون دينهم معرفة كافية ، وقد كان يوجد في بلاد الشام من لا يعرف عدد الصلوات المفروضة ، حتى راحوا يسألون الصحابة عن ذلك[3].

إن الدور المشرق الذي قام به الإمام الباقر والصادق ( عليهما السّلام ) في نشر الفقه وبيان أحكام شريعة اللّه كان من أعظم الخدمات التي قدّماها للعالم الاسلامي .

وسعى إلى الأخذ من علومها أبناء الصحابة والتابعون ، ورؤساء المذاهب الاسلامية كأبي حنيفة ومالك وغيرهما ، وتخرج على يد الإمام أبي جعفر ( عليه السّلام ) جمهرة كبيرة من الفقهاء كزرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم وابان ابن تغلب ، وإليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث الإمام ( عليه السّلام ) وقد أصبحوا من مراجع الفتيا بين المسلمين ، وبذلك أعاد الإمام أبو جعفر ( عليه السّلام ) للإسلام نضارته وحافظ على ثرواته الدينية من الضياع والضمور .

ومن الجدير بالذكر أن الشيعة هم أول من سبق إلى تدوين الفقه . فقد قال مصطفى عبد الرزاق : « ومن المعقول أن يكون النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة كان حريا إلى تدوين أقضيتهم وفتاواهم »[4].

وبذلك فقد ساهمت الشيعة في بناء الصرح الاسلامي ، وحافظت على أهم ثرواته . . . ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر في فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذي هو مستمد من الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه واله ) .

مميّزات مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الفقهيّة

1 - الاتصال بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) : والشيء المهم في فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو أنه يتصل اتصالا مباشرا بالنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) فطريقه إليه أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وجعلهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) سفن النجاة ، وأمن العباد ، وعدلاء الذكر الحكيم حسبما تواترت الاخبار بذلك .

قال ( عليه السّلام ) : « لو إننا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من قبلنا ، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه ( صلّى اللّه عليه واله ) فبينها لنا »[5].

2 - المرونة : إن فقه أهل البيت يساير الحياة ، ويواكب التطور ، ولا يشذ عن الفطرة ويتمشى مع جميع متطلبات الحياة ، فليس فيه - والحمد للّه - حرج ولا ضيق ، ولا ضرر ، ولا إضرار ، وإنما فيه الصالح العام ، والتوازن في جميع مناحي تشريعاته ، وقد نال اعجاب جميع رجال القانون ، واعترفوا بأنه من أثرى ما قنن في عالم التشريع عمقا وأصالة وإبداعا .

3 - فتح باب الاجتهاد : إنّ من أهم ما تميز به فقه أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو فتح باب الاجتهاد ، فقد دلّ ذلك على حيوية فقه أهل البيت ، وتفاعله مع الحياة واستمراره في العطاء لجميع شؤون الانسان ، وإنه لا يقف مكتوفا أمام الاحداث المستجدة التي يبتلى بها الناس خصوصا في هذا العصر الذي برزت فيه كثير من الأحداث واستحدثت فيه كثير من الموضوعات ، وقد أدرك كبار علماء المسلمين من الأزهر مدى الحاجة الملحّة إلى فتح باب الاجتهاد ، ومتابعة الشيعة الإمامية في هذه الناحية .

قال السيد رشيد رضا : « ولا نعرف في ترك الاجتهاد منفعة ما ، وأمّا مضارّه فكثيرة ، وكلها ترجع إلى إهمال العقل ، وقطع طريق العلم ، والحرمان من استغلال الفكر ، وقد أهمل المسلمون كل علم بترك الاجتهاد ، فصاروا إلى ما نرى »[6].

4 - الرجوع إلى حكم العقل : انفرد فقهاء الإمامية عن بقية المذاهب الاسلامية فجعلوا العقل واحدا من المصادر الأربعة لاستنباط الأحكام الشرعية ، وقد أضفوا عليه أسمى ألوان التقديس فاعتبروه رسول اللّه الباطني ، وإنه مما يعبد به الرحمن ، ويكتسب به الجنان . ومن الطبيعي ان الرجوع إلى حكم العقل إنّما يجوز إذا لم يكن في المسألة نص خاص أو عام وإلا فهو حاكم عليه ، وإن للعقل مسرحا كبيرا في علم الأصول الذي يتوقف عليه الاجتهاد .

 


[1] راجع حياة الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) ، باقر شريف القرشي 1 / 215 - 226 .

[2] الاحكام في أصول الاحكام لابن حزم : 2 / 131 .

[3] سنن النسائي : 1 / 42 .

[4] تمهيد لتأريخ الفلسفة الاسلامية : ص 202 .

[5] إعلام الورى : 270 .

[6] الوحدة الاسلامية : 99 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.