المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
احكام المصدود
2024-06-26
احكام المحصور
2024-06-26
احكام المحصر والمصدود
2024-06-26
احكام الاضحية
2024-06-26
حكم المحارب
2024-06-26
تعريف الجهاد وشروطه
2024-06-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


جهور بن محمد بن جهور  
  
1114   01:26 صباحاً   التاريخ: 12/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:302-303
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-09 1018
التاريخ: 2023-02-11 1013
التاريخ: 2024-01-08 468
التاريخ: 2024-05-28 159

جهور بن محمد بن جهور

قال في " المطمح " (1) : الوزير الأجل جهور بن محمد بن جهور، [وبنو جهور] أهل بيت وزارة، واشتهروا كاشتهار ابن هبيرة في فزارة، وأبو الحزم أمجدهم في المكرمات، وأنجدهم في الملمات، ركب متون الفتون فراضها، ووقع في بحور المحن فخاضها، منبسط غير منكمش، واعترفت باستقلاله، فلما انقرضت وعاقت الفتن واعترضت، تحيز عن التدبير مدتها، وخلى لخلافه أعباء الخلافة وشدتها، وجعل يقبل مع أولئك الوزراء ويدبر، وينهل (2) الأمر معهم ويدبر، غير مظهر للانفراد (3) ، ولا متصرف (4) في ميدان ذلك الطراد، إلى أن بلغت الفتنة مداها، وسوغت ما شاءت رداها، وذهب من كان يخد (5) في

(302)

الرياسة ويخب، ويسعى في الفتنة ويدب، ولما ارتفع الوبال، وأدبر ذلك الإقبال، راسل أهل التقوى مستمدا بهم، ومعتمدا على بعضهم، تحيلا (6) منه وتمويها، وتداهيا على أهل الخلافة وذويها، وعرض عليهم تقديم المعتد هشام، وأومض منه لأهل قرطبة برق خلب (7) يشام، بعد سرعة التياثها، وتعجيل انتكاثها، فأنابوا إلى الإجابة، وأجابوا إلى استرعائه الوزارة والحجابة (8) ، وتوجهوا مع ذلك الإمام، وألموا بقرطبة أحسن إلمام، فدخلوها بعد فتن كثيرة، واضطرابات مستثيرة، والبلد مقفر، والجلد مسفر، فلم يبق غير يسير حتى جبذ (9) واضطرب أمره فخلع، واختطف من الملك وانتزع، وانتقضت (10) الدولة الأموية، وارتفعت الدولة العلوية، واستولى على قرطبة عند ذلك أبو الحزم، ودبرها (11) بالجد والعزم، وضبطها ضبطا أمن خائفها، ورفع طارق تلك الفتنة وطائفها، وخلا له الجو فطار، واقتضى (12) اللبانات والأوطار، فعادت له قرطبة إلى أكمل حالتها، وانجلى به نور جلالتها، ولم تزل به مشرقة، وغصون الآمال فيها مورقة، إلى أن توفي سنة 435 فانتقل الأمر إلى ابنه أبي الوليد، واشتمل منه على طارف وتليد، وكان لأبي الحزم أدب ووقار وحلم سارت بها الأمثال، وعدم فيها المثال، وقد أثبت من شعره ما هو لائق، وفي سماء الحسن رائق، وذلك قوله في تفضيل الورد (13) :

 (303)

الورد أحسن ما رأت عيني وأذ ... كى ما سقى ماء السحاب الجائد

خضعت نواوير الرياض لحسنه ... فتذللت تنقاد وهي شوارد

وإذا تبدى الورد (14) في أغصانه ... يزهو فذا ميت وهذا حاسد

وإذا أتى وفد الربيع مبشرا ... بطلوع وفدته فنعم الوافد

ليس المبشر باسمه ... خبر عليه من النبوة شاهد

وإذا تعرى الورد من أوراقه ... بقيت عوارفه فهن خوالد انتهى المقصود منه.

وكأنه عارض بهذه الأبيات في تفضيل الورد قول ابن الرومي في تفضيل النرجس عليه من قصيدة:

للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آب وحاد عن الحقيقة حائد وهي مشهورة.

ورد على ابن الرومي بعضهم بقوله:

يا من يشبه نرجسا بنواظر ... دعج تنبه إن فهمك فاسد إلخ وهي أيضا مشهورة.

 

 

 

 

__________

(1) انظر المطمح: 14.

(2) ك: ويدير.

(3) ط: إلى انفراد.

(4) المطمح: ولا مقصر.

(5) ط ج: يجد.

(6) في المطمح: تخييلا.

(7) المطمح: خلابة.

(8) دوزي: فأنابوا إلى دعائه، وأجابوا إلى استرعائه.

(9) ك: حيد؛ ط: جيد؛ ج: جهد.

(10) ك: وانقرضت.

(11) ك: ودبر أمرها.

(12) ك: وقضى.

(13) تابع المقري هنا خطأ الفتح في المطمح، وقد نبه ابن الأبار في الحلة (1: 250) على هذا الخطأ، قال: أنشد أبو نصر الفتح بن عبيد الله افشبيلي في كتاب " مطمح الأنفس ومسرح التأنس في محاسن أهل المغرب والأندلس " في تأليفه أكثر هذه الأبيات والتي قبلها، ونسبها لأبي الحزم جهور بن محمد بن جهور رئيس قرطبة المتخر غلطا منه ووهما لإخفاء به وإنما هي لجده جهور ابن عبيد الله [بن أبي عبدة الوزير]. قلت: انظر ترجمة جهور أبي الحزم ف الحلة 2: 30.

(14) في الأصول: الغصن.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.