أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-10
336
التاريخ: 13/11/2022
1668
التاريخ: 2023-05-04
1491
التاريخ: 2023-09-10
1618
|
ان محيط الأسرة يعد أول وأهم محيط لتربية وبناء وتأمين احتياجات الطفل، ومسألة تربية الطفل في البيت تكتسب طابعاً أفضل وأكثر انتظاماً خاصة فيما يرتبط بمسألة المحبة والعدل، والرحمة والانضباط التي تطبق بصورة متزامنة في المحيط العائلي.
نحن لا ندعي بان جميع العوائل تعتبر موفقة في مسألة تربية الاطفال، بل نقول ان العائلة الاكثر توفيقاً في تربية الطفل هي التي تدرك بنحو افضل واكثر من الآخرين احتياجات الاطفال، وتتمتع بصلاحية أفضل وتوفيق أكثر في تأمينها.
ان البيت مكان جيد بالنسبة للطفل، وتتضح أهمية ذلك دائماً عندما يواجه الفرد حالة التشرد أو يعاني من جو عائلي مضطرب، ان الآثار المتولدة عن هذا الأمر تطال جميع الافراد إلا انها تعيب الاطفال بأضرار اضافية.
اخلاص العائلة في تأمين الاحتياج:
ظهرت في القرن الأخير مجموعة من المتخصصين الذين أرادوا أن يبعدوا الاسرة عن مسؤوليتها الأساسية المعروفة، وان يوكلوا مسألة التربية وتوجيه الاطفال بأيدي مراكز التربية وحضانة الاطفال، ان هذه الارادة والفكرة اكتسبت في بعض المجتمعات طابعاً عملياً إلا ان نتيجة تربية هذا النسل كانت مؤسفة، لأنه لوحظ بان اجواء هذه المؤسسات مهما كانت دافئة وبناءة إلا انها لن تتمكن ان تحل محل الاسرة مطلقاً.
والحكمة في هذه المسألة تكمن في ان الاطفال بحاجة إلى الافراد الذين يتمتعون بالإخلاص وحسن النية، اضافة إلى المهارة والحرص فيما يتعلق بمسألة توجيههم وتربيتهم، وبإمكان الآباء والأمهات ايفاء هذا الدور والنهوض بواجبهم أما المربون فيندر نجاحهم بإيفاء هذه المسؤولية .
ان اخلاص والدي الطفل في إداء واجبهم الملقى على عاتقهم وحمايته واحتضانه، يعتبر بحد ذاته أمراً بناء وفعالاً، فإذا وضعت الأم ثديها في فم الطفل وسدت حاجته من الغذاء، فإنها تقدم على هذا العمل بكل كيانها، وهذا بحد ذاته يعتبر عاملاً مهماً في بناء ونمو الطفل. انها ليست كالآخرين لتتوقع الهدية وأخذ الاجرة على هذا العمل.
تأمين الاحتياج في السنين الأولى :
النقطة الأخرى التي توضح اهمية الاسرة هي ملازمتها للطفل في سني حياته الأولى، نحن نعلم ان السنين الستة الأولى من حياة الطفل تعد مرحلة مصيرية في تحديد مستقبله، وتوضع اللبنات الاولى للحياة والفكر والسلوك في هذه السنين، فتجارب الطفل الاولى عن الحياة، ووجهات نظره واستنتاجاته التي سيكتشفها عن الحياة فيما بعد كلها تعتمد على هذه السنين، والطفل خلال هذه السنين موجود في الاسرة .
وينهمك الوالدان في هذه المرحلة بتأمين أهم وأثمن المتطلبات لدى الطفل مثل تأمين الطعام، والشراب، النوم، الاستراحة، الحاجة إلى الحنان والحماية، حسن الهندام، التسلط و...الخ ، إذ يوفقون في إداء هذه المسؤولية ايما توفيق وبأحسن وجه، ولعلكم تعرفون أمهاتاً يقللن من غذائهن اليومي لتأمين غذاء اطفالهن أو يفضلن الطفل ويقدمنه على انفسهن في النوم والاستراحة.
ولهذا السبب فان الطفل يشعر بالارتياح التام والسرور جراء هذه الجهود والمساعي، وتتأطر شخصيته وعواطفه في مثل هذه الظروف بأطار مفعم بالحيوية تلازمه طيلة حياته.
ان جوانب الاطمئنان والأمان لدى الطفل التي تنشأ في جو الاسرة تصبح فيما بعد سبباً لإيجاد الآثار الحسنة والمتميزة لديه.
الصلة بين الحاجة والثقافة :
لا شك ان الوالدين والمربين هم ممثلو المجتمع وصنيعته، وان ثقافة المجتمع اثرت فيهم وقاموا بنقل هذا التأثير إلى الابناء، وعلى هذا الاساس يمكن القول ان الطفل يلد من بطن الثقافة ويتأثر بها بشدة.
ومع الأخذ بنظر الاعتبار ان السنين الأولى تلعب دوراً أساسياً في تربية الطفل، فمن الضروري ان يلتفت الوالدين والمربين لهذا الأمر اثناء القيام بتأمين الاحتياج، وان يقوموا بنقل الآداب والتقاليد القيمة والمدروسة الهادفة إلى خير وصلاح الطفل، وما أكثر الآداب والتقاليد الموجودة في طريق حياة الانسان ونموه والتي تكون ذات ماهية معادية للإنسانية والاسلام.
وينبغي على الوالدين فيما يتعلق بتأمين الاحتياجات ان يأخذوا هذه المسألة بنظر الاعتبار ويجعلونها نصب أعينهم.
الصلة بين الحاجة واقتصاد الاسرة :
نعرف الكثير من الأسر التي تواجه الفقر والعوز في المجال الاقتصادي وليس بمقدورهم تأمين متطلبات الأطفال، مثلاً تجد ان طفلاً مولع بغذاء ما إلا ان الوالدين لا يستطيعون تأمينه، أو ان طفلاً يطلب لُعباً معينة وليس بمقدور الأم والأب تأمينه له، وقد يرون انهم يستحقون العتب واللوم في هذا المجال أيضاً.
ويجب ابتداءً ان نتذكر هذه الملاحظة؛ وهي أن تأمين الاحتياج لا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع المالي للأسرة بالرغم من ان هذا الأمر لا يمكن ان يعد بسيطاً وغير مهم أيضاً، وما اكثر الوالدين والمربين الذي يجعلون الطفل لا يبالي بالاحتياجات من خلال زرع مفاهيم عزة النفس فيه.
بعض الأصول في تأمين الاحتياج :
في مجال تأمين الاحتياجات يجب على الوالدين والمربين ان يأخذوا بعض الاصول والضوابط بنظر الاعتبار واهمها ما يلي :
١- ان الاحتياجات تختمر وتنضج تحت تأثير التربية، ويجب على الوالدين ان يكونوا فاعلين في هذا المجال.
٢- لابد من تصحيح الاحتياجات في الاطفال وان لا يكون الأمر بالشكل الذي يجعل فيه الوالدين انفسهم خداماً للطفل.
٣- لغرض تأمين احتياجات الطفل من الضروري ان نأخذ بنظر الاعتبار خصائص ومميزات شخصية الطفل خاصة وان بعض الاطفال يتمتعون بذكاء متميز وعزة نفس سامية .
٤- لا ينبغي ان ننظر الى اليوم الحالي في تأمين متطلبات الطفل فقط. إذ ان للطفل غدٌ أيضاً، يجب ان نلاحظ هل بالإمكان تأمين الاحتياجات في المستقبل أيضاً؟
٥- من المهم ان ننظر إلى احتياجات الاطفال كما ننظر إلى احتياجاتنا حتى يشعر الطفل بالزهو من الناحية النفسية.
٦- يجب ان ترتبط الاحتياجات بالأهداف والافكار التربوية الاساسية وامكانيات النمو، ومن الضروري اخذ الفوارق الفردية في هذا الخصوص بنظر الاعتبار دون ان يشعر بقية اطفال العائلة بالتمييز فيما بينهم .
ضرورة وعي الوالدين
لغرض اعطاء الاطفال احتياجاتهم من الضروري ان يحصل الوالدين والمربين على المعلومات اللازمة وان يستخدموا الأساليب الصحيحة والمنطقية في تأمين متطلبات الأطفال الأساسية، ولو اقررنا بان الطفل أمانة إلهية بين ايدي الوالدين يجب ان نقبل بأن عليهم مسؤوليات معينة في المحافظة على هذه الأمانة وان القيام بها مرهون بالمعلومات اللازمة في هذا المجال.
يجب على الوالدين ان يعرفوا ما هي احتياجات الطفل؟ وكيف يتم تأمينها؟ وماهي الأصول والحدود التي يجب مراعاتها في هذا الصدد؟ وما هي الآثار الناجمة عن الافراط والتفريط في هذا المجال؟ وما هو الموقف الذي ينبغي اتخاذه؟ وكل ذلك انما يحصل لغرض تأمين جو مساعد لتلبية المتطلبات المشروعة للأطفال آخذين بنظر الاعتبار الظروف المختلفة في هذا المجال.
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|