المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

افْتَعَلَ وزيادة همزة الوصل والتاء فيه
18-02-2015
الخطيب البغدادي
29-12-2015
مكونات ثمار التفاح
29-12-2015
الامام (عليه السلام) يتحدث عن الغيب
7-01-2015
معنى كلمة تنّور‌
20-1-2016
سبب الصبغة الحمراء في البنجر (الشوندر)
2024-04-16


ثورة أهل المدينة  
  
1519   02:36 صباحاً   التاريخ: 6/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص72-78
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/10/2022 1568
التاريخ: 30-3-2016 3466
التاريخ: 30-3-2016 3021
التاريخ: 15-04-2015 6321

إنّ نقد الوفد المدني ليزيد لم يكن هو الدليل الوحيد عند أهل المدينة على انحراف يزيد وتنكّره للإسلام وجوره وطغيانه ، بل إنّهم كانوا قد لمسوا جور يزيد وعمّاله على البلدان الإسلامية وفسقهم وشدّة بطشهم واستهتارهم بالحرمات الإلهية التي لا مجال لتأويلها ، إذ كيف يمكن تأويل ما ارتكبه من القتل الفظيع في حقّ الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ريحانة الرسول وسيّد شباب أهل الجنة وما اقترفه من السبي لأهله وحرمه ؟ وكيف يمكن تأويل ما أظهره من شربه للخمور التي حرّمها اللّه بالنصّ الصريح ؟ !

هذا ، فضلا عن حقد الأمويين على الأنصار ، والذي لم يتردّد الامويّون في إظهاره لهم ، ومن هنا لم يتلكّأ أهل المدينة في اخراج عامل يزيد عليها ، فحاصروا بني أمية وأتباعهم ، وكلّم مروان بن الحكم - وهو العدوّ اللدود لآل الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) - الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) في منح الأمان له ، فاستجاب الإمام ( عليه السّلام ) لهذا الطلب تكرّما[1] وإغضاء عن كلّ ما ارتكبه هذا العدوّ في حقّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، في دفن الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وفي الضغط على الإمام الحسين ( عليه السّلام ) من أجل أخذ البيعة ليزيد .

ولمّا بلغ أمر الثورة إلى مسامع يزيد أرسل مسلم بن عقبة ليقضي على ثورة أهل المدينة - وهي مدينة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ومهبط وحي اللّه - وزوّده بتعليمات خاصّة تجاههم قائلا له :

ادع القوم ثلاثا فإن أجابوك وإلّا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليهم فأبحها - أي المدينة - ثلاثا ، فما فيها من مال أو دابّة أو سلاح أو طعام فهو للجند[2].

وأمره أن يجهز على جريحهم ويقتل مدبرهم[3].

وصل جيش يزيد إلى المدينة ، وبعد قتال عنيف مع أهلها استبسل فيه الثائرون دفاعا عن دينهم ، واستشهد أغلب المدافعين بمن فيهم عبد اللّه بن حنظلة ومجموعة من صحابة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ونفّذ قائد الجيش أوامر سيّده يزيد ، وأوعز إلى جنوده باستباحة المدينة ، فهجم الجند على البيوت وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ ، كما أسروا آخرين .

قال المؤرّخ ابن كثير : أباح مسلم بن عقبة - الذي يقول فيه السلف ( مسرف بن عقبة ) قبّحه اللّه من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد - لا جزاه اللّه خيرا - وقتل خلقا من أشرافها وقرّائها ، وانتهب أموالا كثيرة منها . . . وجاءته امرأة فقالت : أنا مولاتك وابني في الأسارى ، فقال :

عجّلوه لها ، فضرب عنقه ، وقال : أعطوها رأسه ، ووقعوا على النساء حتى قيل :

إنّه حبلت ألف امرأة في تلك الأيام من غير زوج .

قال المدائني ، عن هشام بن حسان : ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد وقعة الحرّة من غير زوج . وروي عن الزهري أنّه قال : كان القتلى يوم الحرّة سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار ، ووجوه الموالي ممّن لا أعرف من حرّ وعبد وغيرهم عشرة آلاف[4].

وحدث مرة أن دخلت الجيوش الشامية أحد البيوت ، فلمّا لم يجدوا فيه إلّا امرأة وطفلا سألوها إن كان في البيت شيء ينهبونه ، فقالت : إنّه ليس لديها مال ، فأخذوا طفلها وضربوا رأسه بالحائط فقتلوه بعد أن انتثر دماغه من أثر الضرب بالحائط[5].

ثمّ نصب كرسيّ لمسلم بن عقبة ، وجئ بالأسارى من أهل المدينة فكان يطلب من كلّ واحد منهم أن يبايع ويقول : إنّني عبد مملوك ليزيد بن معاوية يتحكّم فيّ وفي دمي وفي مالي وفي أهلي ما يشاء[6].

وكلّ من كان يمتنع ولم يبايع بالعبودية ليزيد وكان يصرّ على القول بأنّه عبد للّه - سبحانه وتعالى - كان مصيره القتل[7].

وجيء له بيزيد بن عبد اللّه - وجدّته امّ سلمة زوج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) - مع محمد بن حذيفة العدوي ، فطلب اليهما أن يبايعا ، فقالا : نحن نبايع على كتاب اللّه وسنّة نبيّه ، فقال مسلم : لا واللّه لا اقيلكم هذا أبدا ، فقدّمهما فضرب أعناقهما .

فقال مروان بن الحكم - وكان حاضرا - : سبحان اللّه ! أتقتل رجلين من قريش أتيا ليؤمنا فضربت أعناقهما ؟ ! فنخس مسلم مروان بالقضيب في خاصرته ، ثمّ قال له : وأنت واللّه لو قلت بمقالتهما ما رأيت السماء إلّا برقة .

( أي لقتلت )[8].

ثمّ جيء بآخر فقال : إنّي أبايع على سنّة عمر ، فقال : اقتلوه ، فقتل[9].

واتي بزين العابدين ( عليه السّلام ) إلى مسلم بن عقبة ، وهو مغتاظ عليه فتبرّأ منه ومن آبائه . فلمّا رآه وقد أشرف عليه ارتعد وقام له ، وأقعده إلى جانبه ، وقال له : سلني حوائجك ، فلم يسأله في أحد ممّن قدّم إلى السيف إلّا شفّعه فيه ، ثمّ انصرف عنه .

فقيل لعليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) : رأيناك تحرّك شفتيك ، فما الذي قلت ؟

قال : « قلت : اللهمّ ربّ السماوات السبع وما أظللن ، والأرضين السبع وما أقللن ، ربّ العرش العظيم ، ربّ محمّد وآله الطاهرين ، أعوذ بك من شرّه ، وأدرأ بك في نحره ، أسألك أن تؤتيني خيره ، وتكفيني شرّه » .

قيل لمسلم : رأيناك تسبّ هذا الغلام وسلفه ، فلمّا اتي به إليك رفعت منزلته ؟ فقال : ما كان ذلك لرأي منّي ، لقد ملئ قلبي منه رعبا ، ولم يبايع الإمام ( عليه السّلام ) ليزيد كما لم يبايع عليّ بن عبد اللّه بن العباس ، حيث امتنع بأخواله من كندة ، فالحصين بن نمير نائب مسلم بن عقبة قال : لا يبايع ابن أختنا إلّا كبيعة علي بن الحسين[10].

وذكر المؤرّخون : أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) كفل في واقعة الحرّة أربعمئة امرأة من عبد مناف ، وظلّ ينفق عليهنّ حتى خروج جيش مسلم من المدينة[11].

وجاء الحديث من غير وجه : أنّ مسرف بن عقبة لمّا قدم المدينة أرسل إلى عليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) فأتاه ، فلما صار إليه قرّبه وأكرمه وقال له : أوصاني أمير المؤمنين ببرّك وتمييزك من غيرك . . .[12].

وواضح أنّ البيعة إذا ما عرضت بشرطها الاستعبادي على الإمام ( عليه السّلام ) فإنّه سيستمرّ على نهجه الرافض ، وأنّ معنى الرفض هنا إنّه يتضرّج بدمائه الزكية ، وهذا يعني دخول صورة من صور النقمة العارمة ضد الممارسات الأموية القمعية التي سوف تزلزل أعمدة الكيان الحاكم .

وبعد انتهاء الأيام الدامية على مدينة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قال مسلم بن عقبة :

اللّهمّ إنّي لم أعمل عملا قط بعد شهادة لا إله إلّا اللّه ، وأنّ محمدا عبده ورسوله أحبّ إليّ من قتل أهل المدينة ، ولا أرجى عندي في الآخرة[13].

كان مسلم في تلك الأيام قد تجاوز التسعين من عمره ، أي انّه كان قريبا جدا من حتفه وقد هلك بعيد وقعة الحرّة وقبل أن يصل إلى مكة ، وكان من الذين لم يحملوا من الإسلام إلّا اسمه ، ووظّفوا ظاهر القرآن والحديث لتسويغ جرائمهم ، فقد كان من المخلصين لمعاوية بن أبي سفيان ، وفي صفّين كان يقود معسكر معاوية بن أبي سفيان ضد الخليفة الشرعي للمسلمين ، ألا وهو الإمام عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السّلام )[14].

ولعلّه لم يسمع حديث الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) الذي جاء فيه : « من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه ، وعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين »[15].

ولعلّه قد سمع هذا الحديث ، لكنّه لمّا وجد من يعتبر نفسه خليفة للنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قد تجرّأ على قتل ابن بنت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وسبي بناته من مدينة إلى أخرى ، دون أن يعترض عليه أحد ، فممّ يخشى هو إن اعتدى على مدينة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ !

وبعد أن قمع بوحشيّة ثورة أهل المدينة وأجهض انتفاضتهم ؛ توجّه مسلم إلى مكة التي أعلن فيها عبد اللّه بن الزبير ثورته على الحكم الأموي ، لكنّه لقي حتفه في الطريق ، فتسلّم الحصين بن نمير قيادة الجيش الأموي بناء على أوامر يزيد ، وعندما وصل أطراف مكة فرض حصارا عليها وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرقها[16].

وفي الوقت الذي كانت فيه مكّة تحت حصار الجيش الأموي لقي يزيد حتفه ، فعقد قائد الجيش الأموي - الذي لم يكن وقتذاك يعرف زعيمه الذي يقاتل معه - ماوضات مع ابن الزبير أعرب له فيها عن استعداده لقبول بيعته شريطة أن يرافقه إلى الشام ، إلّا أنّ ابن الزبير رفض الشرط ، فعاد الحصين وجيشه إلى الشام .

 

[1] تأريخ الطبري : 4 / 485 ، والكامل في التأريخ : 4 / 113 .

[2] الطبري : 5 / 484 وعنه في الكامل .

[3] التنبيه والاشراف : 263 ط . القاهرة .

[4] البداية والنهاية : 8 / 220 ، وتأريخ الخلفاء : 233 . أمّا الطبري فلم يذكر إلّا إباحة القتال والأموال ثلاثة أيام : 5 / 491 وترك ذكر الفروج وتبعه الجزري في الكامل .

[5] تاريخ ابن عساكر : 10 / 13 ، المحاسن والمساوئ : 1 / 104 .

[6] تاريخ الطبري 5 / 493 و 495 وعنه في الكامل في التاريخ : 4 / 118 وفي مروج الذهب 3 : 70 ، الكامل في التاريخ 4 : 118 ، والبداية والنهاية 8 : 222 . وقد جاء في تاريخ اليعقوبي 2 : 251 : كان الرجل من قريش يؤتى به فيقال : بايع على أنّك عبد قنّ ليزيد ، فيقول : لا . فيضرب عنقه .

[7] الكامل في التأريخ : 4 / 118 ، مروج الذهب : 3 / 70 .

[8] تأريخ الطبري : 5 / 492 وعنه في الكامل في التاريخ : 4 / 118 .

[9] تأريخ الطبري : 5 / 493 ، الاخبار الطوال : 265 .

[10] النظرية السياسية لدى الإمام زين العابدين ، محمود البغدادي : 273 . المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السّلام ) - الطبعة الأولى سنة 1415 ه .

[11] كشف الغمة : 2 / 319 عن نثر الدرر للآبي ( ق 4 ه ) عن ابن الأعرابي .

[12] الإرشاد : 2 / 152 .

[13] تأريخ الطبري : 5 / 497 وعنه في الكامل في التاريخ : 4 / 123 .

[14] وقعة صفين : 206 و 213 وفي الإصابة : 3 / 493 - 494 .

[15] البداية والنهاية : 8 / 223 ، رواه عن النسائي ، وروى مثله عن أحمد بن حنبل . انظر أحاديث أخرى عن هذا الموضوع في كنز العمال ، كتاب الفضائل الحديث 34886 ، ووفاء الوفاء : 90 ، وسفينة البحار : 8 / 38 ، 39 عن دعائم الإسلام .

[16] تأريخ الطبري : 5 / 498 وعنه في الكامل في التأريخ : 4 / 24 عن الكلبي عن عوانة بن الحكم ، ثم روى أخبارا عن ابن عمر تحاول نسبة الحرق إلى أصحاب ابن الزبير خطأ ، في محاولة لتبرير يزيد الشّرير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.