أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
1680
التاريخ: 25-4-2022
1933
التاريخ: 18-8-2019
1817
التاريخ: 22-7-2016
2293
|
اعلم أنّ هذا الدواء يحتاج إليه أحد رجلين: إما رجل غلب عليه اليأس فيترك العبادة، وإما رجل غلب عليه الخوف فأسرف في المواظبة على العبادة حتى أضر بنفسه وأهله، وهما مائلان عن الاعتدال إلى طرفي الإفراط والتفريط فيحتاجان إلى علاج ودواء يردهما إلى الاعتدال.
وأمّا العاصي المغرور المتمني على الله مع الإعراض عن العبادة واقتحام المعاصي فالرجاء في حقه سم قاتل، بل دواؤه الخوف والأسباب المهيجة له، ودواء الرجاء أمران: الاعتبار، والآيات والأخبار.
أمّا الاعتبار: فالتدبر في كثرة نعم الله على العبد في الدنيا. وسوابق فضل الله من دون شفيع، وما وعد من جزيل ثوابه من دون استحقاق، وما أنعم بما يمد في الدارين من دون سؤال وسعة الرحمة وسبقها الغضب، وأنه أرحم من الأم الشفيقة بأولادها الصغار، ورحمته في الآخرة أوسع منها في الدنيا كما ورد (1)، فهو لا محالة يرحمهم في الآخرة كما رحمهم في الدنيا.
والثاني: استقراء الآيات والأخبار الواردة في فضل الرجاء (2)، سيما فيما ورد في أدعية أئمة الهدى، ففيما ورد عنهم (عليهم السلام): إلهي أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعف عنّا فإنّك أولى بذلك منّا، وأمرتنا ألا نرد سائلاً عن أبوابنا وقد جئناك سؤالاً فلا تردنا، وأمرتنا أن نعتق من مماليكنا من قد شاب في ملكنا وقد شبنا في ملكك فأعتق رقابنا من النار، وأمرتنا بالإحسان إلى ما ملكت أيماننا ونحن أرقاؤك فأعتقنا من النار، وأمرتنا أن نتصدق على فقرائنا ونحن فقراؤك فتصدق علينا (3).
وفيها: اللهمّ إنّك قلت لنبيّك (صلى الله عليه وآله): {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5].
اللهم إنّ نبيك لا يرضى بأن تعذب أحداً من أمته في النار (4).
وهذا المضمون في كلماتهم (عليهم السلام) كثير (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((إنّ لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الإنس والجن والبهائم والهوام فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها يعطف الوحش على ولدها فأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)).
نجم الحق، الحلي: 374، إيضاح خرافة الجبر.
(2) انظر: المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 7/ 256 ــ 257، كتاب الخوف والرجاء، بيان دواء الرجاء والسبب الذي يحصل منه حال الرجاء ويغلب. إحياء علوم الدين، الغزالي: 4/ 127 ــ 128، كتاب الخوف والرجاء، بيان دواء الرجاء والسبيل الذي يحصل منه حال الرجاء ويغلب.
(3) انظر: إقبال الأعمال، ابن طاووس: 76، فصل فيما نذكره من أدعية تتكرر (متكررة) كل ليلة منه وقت السحر.
(4) انظر: مفتاح الفلاح، الشيخ البهائي: 132، الباب الأول فيما يعمل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
(5) انظر: إقبال الأعمال، ابن طاووس: 106، الباب الخامس فيما نذكره من سياقة عمل الصائم في نهاره، فصل فيما نذكره من الأدعية والتسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتكررة كل يوم من شهر رمضان.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|