أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-26
833
التاريخ: 9-8-2022
1409
التاريخ: 3-10-2016
2111
التاريخ: 9-8-2022
1518
|
الرياء منه: جلي، وخفي، وأجلى، وأخفى:
فالجلي الذي يبعث على العمل ويحمل عليه.
وأخفى منه ما لا يحمل على العمل بمجرده إلا أنه يخفف العمل، كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه، فإذا دخل عليه الضيوف نشط.
وأخفى من ذلك أن يعرض بإظهار الممل بالشمائل، كإظهار النحول والصفار وخفض الصوت وجفاف الريق وآثار الدموع وغلبة النعاس الدال على طول التهجد.
وأخفى من ذلك أن يختفي بحيث لا يريد الاطلاع ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه وينبسطوا في قضاء حوائجه، ويوسعوا له في المكان، وإن قصر فيه مقصر ثقل على قلبه، ولو لم تسق منه تلك الطاعات والعبادات لما توقع ذلك.
وقد يكون العمل مخفياً قد قصد به وجه الله تعالى ولكن لما اتفق اطلاع غيره عليه استر بذلك، فإن كان قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أطلعهم عليه وأظهر الجميل من أحواله فيستدل به على حسن صنيع الله به ونظره له وإلطافه به، فيكون فرحه بجميل نظر الله لا يحمد الناس وقيام المنزلة في قلوبهم، ولا بأس بذلك، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]، وكذا إذا استدل بإظهار الله الجميل وستره القبيح عليه في الدنيا أنه كذلك يفعل به في الآخرة، إذ قال (صلى الله عليه وآله): ما ستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة(1) فيكون الأول فرحاً بالقبول في الحال.
وهذا التفات إلى المستقبل، وكذا إذا كان سروره من حيث رغبة المطلعين على الاقتداء به في الطاعة فيتضاعف بذلك أجره، فيكون له أجر العلانية بما أظهر آخرا وأجر السر بما قصده أولا، ومن اقتدى به في طاعة فله أجر أعمال المقتدين به من غير أن ينقص من أجورهم شيء(2).
وكذا إذا فرح بطاعتهم لله في مدحهم إياه وبحبهم للمطيع وبميل قلوبهم إلى الطاعة، كما روي أن رجلا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله أسر العمل لا أحب أن يطلع عليه أحد، فيطلع عليه فيسرني؟ قال: لك أجران أجر السر وأجر العلانية(3).
وعن الباقر (عليه السلام) أنه سئل عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك؟ قال: لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر الله له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك(4).
وأما إذا كان فرحه وسروره من حيث قيام منزلته في قلوب الناس حتى يمدحوه ويعظموه ويقوموا بقضاء حوائجه ويقابلوه بالإكرام في مصادره وموارده فهو رياء مذموم(5).
ومن جملة أقسام الرياء ترجيحه العمل في الملأ على الخلاء، وعد بعضهم عكسه أيضاً رياء، لأنه لو كان عمله خالصاً لله لما تفاوت عنده الخلاء والملاء.
ومن جملة أقسامه ترك العمل خوفا من الوقوع في الرياء، فإنه قد أراح الشيطان من الإفساد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عدة الداعي، ابن فهد الحلي: 224، الباب الرابع في كيفية الدعاء، القسم الثالث في الآداب المتأخرة عن الدعاء.
(2) عن إسماعيل الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من استن بسنة عدل فاتبع كان له أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن استن بسنة جور فاتبع كان له مثل وزر من عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
المحاسن، البرقي: 1 / 27، كتاب ثواب الأعمال، السادس ثواب من سن سنة عدل / ح8.
(3) بحار الأنوار، المجلسي: 69 / 274، كتاب الايمان والكفر، باب 116 الرياء/ بيان الحديث1.
(4) انظر: الكافي، الكليني: 2 / 297، كتاب الايمان والكفر، باب الرياء/ ح 18.
(5) انظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 266 ـ 271، كتاب ذم الجاه والرياء، بيان درجات الرياء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|