المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



يزيد بن زياد بن ربيعة  
  
2427   09:25 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص639-640
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 2713
التاريخ: 28-6-2021 3199
التاريخ: 9-04-2015 3082
التاريخ: 29-06-2015 2519

 المعروف بابن مفرغ، أبو عثمان الحميري. وإنما لقب جده ربيعة مفرغا لأنه راهن على أن يشرب عسا من لبن فشربه حتى فرغ فلقب بذلك وقد طعن النسابون في انتسابه إلى حمير وهو الذي وضع سيرة تبع وأشعاره وكان يصحب عباد بن زياد فجرت بينهما وحشة فحبسه عباد فكان يهجوه وهو في السجن فزاد ذلك في غيظ عباد فترك هجوه وأخذ يتلطف له فكان يقول للناس إذا سألوه عن سبب حبسه رجل أدبه أميره ليقيم من أوده فبلغ ذلك عبادا فرق له وخلى سبيله فخرج هاربا إلى البصرة ومنها إلى الشام وجعل يتنقل في مدنها ويهجو زيادا وولده فطلبه عبيد الله أخو عباد طلبا شديدا وكان يؤخذ فجعل يتنقل في قرى الشام ويغلغل في نواحيها ويهجو بني زياد فترد أشعاره إلى البصرة فتبلغهم فكتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية إن ابن مفرغ نال من زياد وبنيه بما هتكه وفضحهم فضيحة الأبد وتعدى في ذلك إلى أبي سفيان فقذفه بالزنا وهرب من خراسان إلى البصرة فطلبته فلفظته الأرض إلى الشام فهو يتنقل في قراها يتمضَّغ لحومنا بها فأمر يزيد بطلبه فجعل يتنقل من بلد إلى بلد إلى أن أتى البصرة واستجار بالأحنف بن قيس فأبى أن يجيره على السلطان فأتى خالد بن أسيد فلم يجره ثم لاذ بابن معمر وطلحة الطلحات فوعداه ولم يفعلا فلاذ بالمنذر بن الجارود العبدي وكانت ابنته تحت عبيد الله بن زياد فأجاره فلم يرع عبيد الله جوار المنذر وأخذ ابن مفرغ وسجنه وكتب إلى يزيد يستأذنه في قتله فحذره يزيد من الإيقاع به وأشار إليه  بحبسه وتنكيله بما يؤدبه فأمر عبيد الله أن يسقى نبيذا خلط بشُبرم حتى سلح على ثيابه فأمر أن يطاف به في أسواق البصرة تزفه الصبيان ثم رد إلى السجن وبقي فيه مدة طويلة إلى أن أطلق بشفاعة قومه اليمنيين عند يزيد.

 ومات سنة تسع وستين وأخباره مع بني زياد طويلة ومن أشعاره التي هجاهم بها قوله في عبيد الله وأخيه عباد من قصيدة طويلة: [الوافر]

 (وما لاقيت من أيام بؤس ... ولا أمر يضيق به ذراعي)

 (ولم تك شيمتي عجزا ولؤما ... ولم أك بالمضلل في المتاع)

 (سوى يوم الهجين ومن يصاحب ... لئام الناس يغض على القذاع)

 ومنها في عبيد الله: [الوافر]

 (فأيـ... في اسـ... أمك من أمير ... كذاك يقال للحمق اليراع)

 (ولا بلت سماؤك من أمير ... فبئس معرس الركب الجياع)

 ومنها: [الوافر]

 (إذا أودى معاوية بن حرب ... فبشر شعب قعبك بانصداع)

 (فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع)

 (ولكن كان أمر فيه لبس ... على عجل شديد وارتياع) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.