شرح (وَحَبَسَني عَنْ نَفعي بُعْدُ آمالي، وَخَدَعَتْني الدُّنْيا بِغرُورِها). |
1373
07:38 صباحاً
التاريخ: 2023-07-29
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-08
1261
التاريخ: 2024-05-01
656
التاريخ: 17-10-2016
1201
التاريخ: 2024-08-24
293
|
حبسني: أي وقفني ومنعني.
الآمال: جمع «الأمل» وهو الرجاء، ضد اليأس.
وفي الحديث: (لطول الأمل ينسي الآخرة) (1).
يريد أنَّ طول آمالي في أسباب الدنيا وحبّها منعني عن منافعي التي هي ما تيسر بها لذائذ الآخرة، من لقائه تعالى والوصول إلىٰ الجنات الثلاث، من جنّة الذات، وجنّة الصفات، وجنّة الأفعال، التي وعد المتّقون بها، كما قال الله تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ}.
فهذا الأبيات والآيات والأخبار الكثيرة في هذا الباب، والدعوات المأثورة عن أهل البيت عليهالسلام، تدلّ علىٰ تجسّم الأعمال الذي أطبق عليه الإمامية والحكماء والمحقّقون من أهل الكلام، ولسنا الآن في ذلك المقام.
الخدعة: المكر والاحتيال، ويجيء بمعنى الفساد، كما هو المتعارف عند العرب.
وفي الحديث: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: فيمَ النجاةُ غداً؟ قال صلى الله عليه وآله: (النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنّه مَن يخادع الله يخدعه). فقيل له: فكيف يخادع الله؟ قال: (يعمل ما أمر به الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الرياء، فإنّه شرك بالله، إنّ المرائي يُدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك، ولا خَلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له) (2).
وفيه أيضاً: (هيهات، لا يخدع الله عن جنّته) (3).
الغرور: تسويل الباطل وتزيينه، وإسناد الخداع إلىٰ الدنيا ليس بالحقيقة، بل علىٰ سبيل المجاز في الإسناد، كما يقول الجاهل: أنبت الربيع البقل، إنّما الدنيا وأسبابها أسباب الخداع وآلاته، وشبكات الفخ وأدواته وحبائله، فإنَّ فاعل التشويل والخدع إمّا النفس، كما قال الله تعالى: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ} وإمّا الشيطان وجنوده.
كما أنّ النفس المصولة من جند الشيطان إن سوّلت الدنيا وأسبابها، ومن جند العقل إن سوّلت العقبى وطاعاتها وما يحصّل به الآخرة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «بحار الأنوار» ج 2، ص 106، ح 2.
(2) «بحار الأنوار» ج 81، ص 227.
(3) «نهج البلاغة» الخطبة: 129؛ «بحار الأنوار» ج 34، ص 89.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|