أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
3556
التاريخ: 27-11-2021
1917
التاريخ: 15-4-2016
2258
التاريخ: 25-7-2016
2453
|
إن مبدأ الحب في الله والبغض في الله مبدأ اختص بشيعة أهل البيت (عليهم السلام)، بتأثير تلك التربية التي تلقوها من سادتهم وأئمتهم حيث ورد عنهم في أحاديث كثيرة أن تولي أولياء الله ومعاداة أعداء الله شرط من شروط الإيمان بالله تعالى وإنها حد من حدود الشريعة حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) (بني الإسلام على خمس، على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم ينادي بشيء كما تؤدي بالولاية)(1)، وروى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده عن عجلان أبي صالح قال قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، أوقفني على حدود الإيمان، فقال: (شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإقرار بما جاء من عند الله، وصلاة الخمس، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين)(2).
وهكذا نشأت الشيعة على هذه التربية وترسخت في طباعهم حتى عرفوا بها ووصفوا بولائهم الصادق العميق لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، لدرجة استعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس في هذا الطريق لأن ذلك من الإيمان.. وعرفوا أيضا بالبراءة والمعاداة لظالمي أهل البيت والمخالفين لهم والناصبين العداء لهم لذلك وصفوا بالرافضة، فالرافضة صفة عظيمة لا يتصف بها إلا المخلصين الثابتين الذين يبتعدون عن مغازلة ومجاملة الظالمين والدوران في فلكهم والسعي وراء سلامتهم وأمنهم بل رفضوا الظلم والظالمين ولو كلفهم ذلك التضحية بالأرواح والأموال والأولاد وسلب المناصب والامتيازات وقد أذن الله لهم أن يعملوا بالتقية حماية لهم وإيهاماً للعدو من أن ينالهم بأذى حيث ورد عن المعصومين ما مضمونه (لا دين لمن لا تقية له)، والتقية مبدأ قرآني حيث قال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]، وقد يستلزم منهم العمل بموجب تلك التقية إخفاء العمل الصالح وستره وكتمان الولاء وإظهار ما يطمئن العدو للأمن من مكره وغدره لأنه معروف بالبطش والقسوة لاسيما وهم بيدهم السلطة والقوة وورد في كتاب المحاسن عن أبي عبد الله بن يحيى عن حريز بن عبد الله السجستاني عن معلى بن خنيس قال، قال أبو عبد الله (عليه السلام) (يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة يا معلى من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة يقوده إلى النار يا معلى إن التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية يا معلى إن المذيع لأمرنا كالجاحد به)(3).
ولكي تعرف من هم الرافضة نذكر لكم هذا الشاهد.
من هم الرافضة:
قيل للصادق (عليه السلام): إن عماراً الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة، فقال له القاضي قم يا عمار، فقد عرفناك، لا تقبل شهادتك لأنك رافضي، فقام عمار، وقد ارتعدت فرائصه، واستغرقه البكاء.. فقال له ابن أبي ليلى أنت رجل من أهل العلم والحديث، إن كان يسوؤك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا فقال له عمار، يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكن بكيت عليك وعلي، أما بكائي على نفسي فإنك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي، ويحك لقد حدثي الصادق (عليه السلام): (إن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمر الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟ وإنما بكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله (عز وجل)، على قلبي وقد تلقيت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي (عز وجل) ويقول: يا عمار أكنت رافضا للأباطيل، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني، وموجباً لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم، وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الأسماء إلي، وان جعلته من أرذلها كيف تصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟، فقال الصادق (عليه السلام): (لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات والأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد حسناته عند ربه ـ عز وجل ـ حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة)(4).
قصة عن التقية
هناك موقف حدث مع علي بن يقطين حيث سأل الإمام عن الوضوء فقال يغسل الرجلين بدل مسحهما فتعجب من ذلك لأنه خلاف ما يعهده من مذهب أهل البيت ولكنه التزم بما أمره به في وضوءه وبعد ذلك بأيام وشى أحد خصومه به إلى هارون وقال له أنه رافضي يخالف في المذهب ويقول بإمامة موسى بن جعفر فقال لبعض خاصته لقد كثر القول في علي بن يقطين وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته تقصيراً وقد امتحنته مرارا فلم أقف منه على شيء فقيل له: إن الرافضة تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولا ترى غسل الرجلين فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوءه، فاستحسن هارون هذا الرأي وتركه مدة ثم كلفه في عمل معه في داره وكان إذا اشتغل في الدار يخلو إلى حجرة فيه لوضوئه وصلاته فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد يترصد كيف يتوضأ بحيث لا يراه أحدا إلى أن غسل رجليه ثلاثا كما أمره الإمام (عليه السلام)، في كتابه إليه هذا وهارون ينظر إليه فلما رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه وناداه: كذب يا علي بن يقطين من زعم إنك من الرافضة، وبعد ذلك كتب إليه الإمام يأمره بأن يعود إلى ما كان عليه في وضوئه وأن يمسح مقدم رأسه وظاهر قدميه إلى الكعبين كما عليه مذهب أهل البيت(5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار: 329:68، أصول الكافي 18:2.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المحاسن: 255، المصابيح ب31، ح286.
4ـ بحار الانوار: 156:68.
5ـ سيرة الائمة الاثني عشر: 2 / 335.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|