أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-7-2022
1393
التاريخ: 26-7-2022
3747
التاريخ: 19-7-2022
2298
التاريخ: 15-6-2022
3976
|
ان العوامل الاجتماعية هي التي تتضمن الوسط الاجتماعي المحيط بالفرد منذ ميلاده وحتى لحظة ارتكاب الجريمة سواء كان هذا الوسط بشرية ام سكانية.
ويختلف الوسط الأجتماعي المحيط باختلاف موقف الارادة منه، فقد يكون مفروضا او عرضيا او مختارة. ولكل وسط منها علاقة بالظاهرة الاجرامية(1).
اولا- علاقة الوسط المفروض بالظاهرة الاجرامية: يكون الوسط الاجتماعي مفروضة حيث لا يكون للارادة دور في الموافقة عليه أو رفضه. فأسرة الإنسان الذي ولد فيها، والسكن او الحي الذي تقيم فيه تلك الأسرة يعتبران وسطة اجتماعية مفروضة ولادخل لإرادة الابناء في اختياره.
1- الاسرة: تعد اللبنة الأولى في المجتمع. وهی اول وسط اجتماعی تتفح فيه وعليه عيني الطفل وعلى اساسه تتكون شخصيته ومواقفه اتجاه المجتمع فيكون الشخص سوية اذا كانت الاسرة سوية ويكون غير سوي اذا كانت الأسرة غير سوية.
آن استواء الأسرة من عدمه يتوقف على بنيانها. ومجموعة القيم السائدة فيها، وكثافتها وعلاقة أفرادها، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للوالدين. فالاسرة القوية المتماسكة التي تقوم على الود والتفاهم بين الوالدين وبينهما وبين الأبناء يخرج منها شخصية سوية لاتنساق وراء النزعات الشريرة وتقاوم كل اغراء يدفع بها إلى سلوك سبيل الجريمة. أما الأسرة المتفككة ايا كان سبب تفككها (الصراع والمشاجرة المستمرة بين الوالدين او غياب احدهما بسبب الموت او الطلاق أو العمل بعيدا عن الاسرة او عدم التكيف الاجتماعي الناشىء عن التطور الصناعي... الخ) يتولد عنها اضطراب نفسي لدى الطفل وعدم الاستقرار مما قد يدفع به الإجرام. وبهذا فإن بيئة الأسرة تعد من المؤثرات الكبيرة في سلوك الفرد نحو الخير او الشر، لاسيما في المراحل المبكرة من عمره التي لا يستطيع أن يعتمد على نفسه في تصريف شؤونه الخاصة. وبهذا فإن تأثيرها يشتد على الصغير حتى بلوغه سن السابعة وعليه فإن غالبأ مایکون سلوك الابناء مرآة تعكس حقيقة الآباء، وهذا اكدت الشريعة الاسلاميه على مبدأ القدوة الحسنة في التربية والتوجيه. وعليه فإن الآباء يسألون أمام الله وأمام المجتمع عن سلوك ابنائهم(2). هذا وقد دلت الأحصاءات التي اجراها الاستاذ (هایر) والزوجان (جيليك - اليانور على نسبة كبيرة من الاحداث المجرمين المبتدئين او العائدين تنتمي إلى اسر مفككة اجتماعيا قد تصل إلى (60-66)٪ ويذهب الاستاذ (هایر) إلى أن هذه النسبة تصل إلى ٪88 وقد كشفت الأحصاءات الامريكية على ذات النتائج (3). وهناك دراسة قام بها (جلوك) الأستاذ بجامعة هارفارد حيث اجري مقارنة سوسيولوجية بين (500) شخص منحرف، و (500) شخص سوی من بين سكان منطقة واحدة وقد راعی تجانسهم من حيث أغلب المتغيرات السن والذكاء والاصل العرقي... الخ. وكان اهم ما كشفت عنه هذه الدراسة هو أن المنحرفين ينحدرون في الغالب عن اسر مفككة يغيب عنها احد الوالدين سواء نتيجة الوفاة او الطلاق او الهجرة، وان هذه الاسر غالبا مايشيع بداخلها إنحراف من نوع ما، كأن يكون الاب سكيرة او مدمنة على المخدرات، كذلك فإن اسر الاحداث المنحرفين تتسم بكثرة التنقل الاجتماعي المكاني وتفتقر إلى عنصر الاستقرار (4). ويؤثر كذلك في تكوين الشخصية الأخلاق والقيم السائدة في الاسرة فحيث تسود القيم السليمة التي يتشبع بها الطفل، فإن سلوكه داخل الاسرة وخارجها يكون سوية.
اما اذا سادت الاسرة قيم غير سليمة، وكان الوالدان او احدهما مجرما او سكيرا فإن الأسرة تكون فاسدة وتنتقل العدوى إلى الأبناء فيتحول بعضهم إلى مجرمين تحت تأثير التقليد.
کا تتأثر شخصية الطفل ايضا بعدد افراد الاسرة وعلاقة الوالدين بالابناء وعلاقة الأباء بعضهم ببعض.
فكلما كانت الاسرة قليلة العدد كان لكل فرد فيها مساحة مناسبة من المسكن وكمية كافية من الطعام، وتمكن الاب والام من اداء دورهما في الاشراف والرعاية على أبنائها، فمثل هذه الأسرة تسودها علاقات طيبة ومتوازنة بين كل أفرادها مما ينعكس ذلك على سلوكهم داخل الأسرة وخارجها فيصدر عنهم السلوك السليم ولاينزلقون بسهولة إلى مهاوي الجريمة.
هذا بعكس الاسرة كثيرة العدد التي تقل فيها المساحة المخصصة لكل فرد فيها من المسكن ولاتكفي كمية الطعام التي يتناولها كل منهم فتكون اجسادهم هزيلة ونفسياتهم مريضة فضلا عن صعوبة الاشراف والرعاية من قبل الاب والام على الأولاد مما يترتب عليه ضعف نشأة الابناء تربوية وعاطفيا، كما تكثر المشاحنات بينهم وقد يفضل الوالدين او احدهما احد الابناء دون الآخرين أو محاولة القسوة على احدهم في المعاملة. فمثل هذه الأوضاع الاسرية تخلق نوعا من عدم التوازن او عدم التكيف لدى الطفل الذي قد يدفع به إلى السلوك الإجرامي.
هذا وقد دلت الأحصاءات على أن قصور او ضعف الجانب العاطفي والتربوي داخل الأسرة يتوافر لدى نسبة مرتفعة من المجرمين المبتدئين والعائدين، ويلاحظ أن ترتيب الابن بين أفراد الأسرة له تأثير على تكوين شخصيته، فقد قام (أدلر) بدراسة هذه الظاهرة وانتهى إلى أن الابن الوحيد یکون مدل” ويبدو عليه القلق والاضطراب والخوف والانانية، اما الابن البكر فيشعر بمنافسة الابن التالي له في التمتع بأهتمام الوالدين. كما يتأثر الذكر الوحيد بين الاناث ببعض الخصائص النسائية وايضا تتأثر البنت الوحيدة بين الذكور ببعض عادات الذكور(5). كما أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي للوالدين له دور في استواء الأسرة من عدمه، الا ان هذا المستوى يؤثر على اختیار مسكن الاسرة وهذا الاخير يؤثر على الظاهرة الاجرامية. وعلى اية حال فإن مسؤولية التربية والتوجيه مسؤولية كبيرة تتطلب تظافر قدرات الاب والام فإذا غاب احدهما ضعفت الطاقة وهذا يتولد عنه ضعف وخلل في التربية. ومن الركائز المهمة في عملية التربية السليمة صلاح الآباء والأمهات لانهم اذا لم يصلحوا لم يستصلحوا. وخلال البيئة العائلية تتعرض التربية الأخلاقية لمؤثرات عديدة وخاصة في المراحل الأولى من عمر الإنسان (مرحلة الرضاعة ومرحلة الحضانة والطفولة غير المميزة) فمن الجدير بالذكر ان الطفل يتأثر بلبن المرضعة وبسلوكها وبأخلاقيتها عن طريق الرضاعة(6). فإذا كانت المرضعة سيئة الخلق اثر لبنها على اخلاقية الطفل وقال الرسول (صلى الله عليه وأله سلم) (لاتسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يورث) (7). واكد ذلك الامام الغزالي (8) وجان جاك روسو (9) كما قرر البعض من المربين ان الرضاعة الصناعية من العوامل المؤثرة على اخلاق الطفل في هذه المرحلة وانها تعيق عملية التربية الأخلاقية، واكد هذا الاتجاه العالم النفساني (مكدوجال) بقوله ان الاسرة التي تتربى على التغذية الصناعية تتجلی بخشونة الطباع وفتور وصرامة علاقاتها بعضهم البعض وقصور في تأثير الحنان" (10) ومن الدراسات التي قام بها (سيرل بيرت) بخصوص (200) جانح يقابل عينة ضابطة تبين له أن من بين اسباب جنوح الاحداث هو حرمان هؤلاء الاحداث من رعاية الوالدين وعطفهم (11). ومن هذا يتضح اهمية حنان الأبوين لأبنائهم، حيث ان من اهم مستلزمات التربية الأخلاقية الصحيحة ان ينعم الأبناء بعطف الأباء وحنانهم بجانب التوجيه والتربية، كذلك أن إهانة الولد بدون سبب يولد شعور لدى الابن بالانتقاص من مكانته وشخصيته مما يكون سببا في عدم احترام ابيه والتمرد على اوامره وكذلك الحقد عليه وكراهيته وهذا قد يدفعه إلى عدم محبة الآخرين واقتراف الجرائم بحقهم. ومن العوامل الأخرى التي لها تأثير كبير على الفرد في مختلف مراحل حياته خلال البيئة العائلية، ولعل اشدها خطرة وابلغها ضررة المغالاة في حب الدنيا ونسيان الآخرة لأن المغالاة في هذا الحب تولد النهم لدى الفرد وهو الشعور بعدم الاشباع وهو أبلغ من الطمع اضرارا بالمجتمع وهذا غالبآ يفضي إلى الإجرام، لأن النهم وعدم الشبع معناه الحصول على المال بأي وسيلة وإن كانت غير مشروعة... ومن العوامل التي تفضي إلى الإجرام أيضا في بعض الاسر هو انعدام العدالة، لأن الآباء إذا لم يعدلوا بين الأبناء تولد عن هذا السلوك العداوة والبغضاء وكثيرا ما وقعت الجرائم بسبب عدم عدل الآباء بين الأبناء، على ان الاسلام قد امر بالعدالة بين الأبناء في جميع التصرفات (12).
2- المسكن: يتأثر إختيار مسکن الاسره إلى حد كبير بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للوالدين، فوجود المسكن في حي ذا مستوى رفيع وإحتوائه على عدد كاف من الأماكن لأفراد الأسره وتوافر شروط الأضاءه والتهويه اللازمه، كل هذا له تأثير طيب على الحالة الصحية والنفسيه لكل أفراد الأسرة، وبطبيعة الحال فان توافر مسکن بهذه الشروط يرتبط بالدخل المرتفع للأسره. أما من حيث الدخل المنخفض فتضطر الأسره إلى الأقامه في حي متواضع و مسکن يتناسب وهذا الدخل المنخفض، وغالبا ما يكون هذا المسكن ضيق المساحه وردي الأضاءة والتهوية ويتكدس فيه كل أفراد الأسرة، يضاف إلى ذلك حالة إشتراك أكثر من أسرة في الأقامة في شقة واحده أو في غرف متجاوره، وتكون دورات المياه والحمامات مشتركة بين أفراد هذه الأسره، ولاشك أن ظروف مثل هذا المسكن يتولد عنها بالأضافة إلى الأحتكاك والمنازعات مع الجيران سوء الحالة الصحية والنفسية للقاطنين فيه وما يصحب ذلك من الأعتياد على الهرب منه، أو قضاء أغلب الأوقات خارجه والانخراط في جماعات تكون في الغالب ذات میول إجرامية أو الأنزلاق نحو الجرائم المخله بالأخلاق أو جرائم العنف بسبب الأزدحام الشديد بين سكان الحي. هذا وقد دلت الأحصاءات على ان نسبة مرتفعة من المجرمين يقطنون أحياء فقيرة ومكتظة بالسكان (13)
ثانيا- علاقة الوسط العرضي بالظاهرة الاجرامية: يكون الوسط عرضية اذا كان تواجد الشخص فيه محدود بفترة زمنية معينة ومرتبطة بمهنة خاصة ويصدق هذا على المدرسة وتعلم المهنة والخدمة العسكرية. وهذه الاوساط العرضية الثلاثة لاتدفع بذاتها إلى الإجرام، بل على العكس فإنه من وظيفتها الحيلولة بين الشخص وبين ارتكاب الجرائم. فالمدرسة تربي وتثقف، والمهنة تعلم وتنمي المواهب. والخدمة في الجيش تصقل المرء وتنمي فيه عادة الدفاع عن الآخرين لا الاعتداء عليهم. ومع ذلك فقد لايروق لبعض الاشخاص التواجد في أحد هذه الاوساط فلا يتكيف فيها ولا يتأقلم على الحياة مع افرادها وقد يدفع به هذا الوضع إلى سلوك سبيل الجريمة.
1- المدرسة: أن البيئة المدرسية مسؤولة عن تنمية العقول وتهذيب النفوس بل هي متخصصة تخصصأ مباشرة بهذه الوظيفة. وتعد المدرسة الوسط الاجتماعي الأول الذي يواجهه الطفل خارج الأسرة، ونجاح الطفل او فشله في دراسته يتوقف على إمكانياته الذهنية وعلى المعاملة التي يتلقاها من معلميه. فقد تكون هذه الامكانيات متواضعة او يعامل معاملة سيئة فلا يستطيع التكيف مع هذا الوسط فتبدو عليه مظاهر الفشل في شكل الهروب من المدرسة، او عدم الانتظام في الحضور، او الفوضى، او التسكع في الشوارع، او الذهاب إلى اماکن اللهو اثناء اليوم الدراسي، او الانضمام إلى قرناء السوء والحصول على درجات منخفضة. هذه الحالة من الفشل الدراسي قد يعتبرها الشخص مرحلة طارئة في حياته فيجتهد في تجاوزها ويبحث عن اسلوب آخر غير الدراسة كتعلم المهنة مثلا. وقد ينجم عن هذه الحالة لدى بعض الاشخاص الشعور بالاحباط والعجز فتولد في نفسه عقدة الشعور بالظلم والنظرة إلى المجتمع نظرة عدائية ربما تدفعه إلى الجريمة(14) . وقد دلت الأبحاث التي أجراها الزوجان (جيليك - إليانور) على أن أغلب الأحداث المجرمين كانوا مصابين بعدم التكيف في مجتمع المدرسة(15). ولأجل تجاوز هذه الصعاب والأنحرافات لابد ان يكون دور المعلم دور ارشادي موجه، لأن سلوك المعلمين له دور مباشر في نفوس الطلبة كونهم ينظرون إليهم كقدوة ملزمة للتقلید، لذا ينبغي أن يتم إختيار هؤلاء المعلمين اختيار دقيقة قائيا على مراعاة خلقهم قبل علمهم، وقد جسد هذا الامر الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حينها طرد الكثير من الوعاظ الذين لم يتسموا بالورع والتقوى. وما يؤكد أهمية العلم والعلماء قوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منکم والذين أوتوا العلم درجات) (16) وبذلك فقد قرن الله تعالى الأيان بالعلم، لأن الأيان شجرة الأخلاق، والعلم شجرة المعرفة ولابد من اجتماعها في السلوك الانساني حتى تتولد عنها الفضيلة والاستقامة. ويجدر الاشارة إلى أن دور المعلم هو مكمل لدور الوالدين ويقوم مقامها في المدرسة، لهذا فقد منح حق التأديب شرعا وقانونا وعرفة، وفي نفس الوقت حذر الله تعالى العلماء من عاقبة أمرهم إذا سلكوا طريق الشر والرذيلة وابتعدوا عن طريق الخير والفضيلة، وذلك في قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلياء)(17).
2- المهنة: مما لاريب فيه أن العمل من اهم ضرورات الحياة، فهو عصبها ومفتاح السعادة فيها، وهو الرافد المقدس الذي يرتشف الإنسان من منهله أهم المقومات الأساسية للبقاء، والتي يطلق عليها علاء الاقتصاد مصطلح (تماسك البدن) وهي (الغذاء والكساء والمأوى)(18) وقد تحصل حالة عدم التكيف في الوسط الذي يتعلم فيه الشخص أصول فن أو مهنة (كمعهد فني او ورشة)، ويرجع ذلك إلى عدم اقتناع الشخص بالمهنة او عدم رغبته في الاستمرار فيها او عدم الانسجام مع زملائه وبصفة خاصة من يتولون تعليمه. وإن مظاهر عدم التكيف هذه تكون في الغالب عدم الانتظام في الحضور، وبطبيعة الحال أن فشل الشخص في تعلمه مهنة يجعله يعتقد أن السبيل الوحيد للحصول على المال هو إرتكاب الجريمة. ولعل طبيعة بعض المهن تساعد على اقتراف الجريمة إذا لم تستنر أفئدة أصحابها بمصباح الخوف من الله تعالى، إذ دلت الاحصاءات الجنائية على أن للمهنة تأثير كبير في نسبة ارتكاب الجرائم، فنوع المهنة يساهم في التكوين النفسي للمشتغلين بها من خذل الجو النفساني الذي يرافق إدائها، والذي يكسبهم بالتالي خصالا معينة قد تغير من خصالهم الطبيعية.
فالجزارون مثلا قد يألفون منظر الدماء، لأن اساس عملهم قائم على الذبح وأن الاستمرار على هذه المهنة من شأنها أن تجعل فعل الذبح عملا طبيعية، لذا نجد أن العالم (بوسكو) يفسر إرتفاع نسبة القتلة بين الجزارين في الولايات المتحدة الامريكية بقوله (أن مشاعر الرفق واللطف التي وضعتها المدنية فوق غرائز الإنسان الأصلية الشرسة، لا يستطيع دفع التأثير اليومي للمهنة لاسيما في المنشآت الواسعة التي تذبح وتقطع فيها يوميا وبطريقة قاسية حقا ألوف من رؤوس المواشي، وان من يزور تلك المجازر الهائلة اليسوده شعور بالاشمئزاز حتی پری کیف تذبح الحيوانات إذ تمر من دقيقة إلى اخرى أمام الجزارين، ثم تجر بواسطة آلات ميكانيكية إلى حيث يتناولها عيال آخرون، بينما ينزف الدم من نحورها المذبوحة)(19). وصناع المفاتيح والأقفال قد يألفون التزوير لأن مهنتهم هي التقليد بالذات، وغير ذلك من أصحاب المهن المختلفة، ولكن الأشد خطرا من ذلك كله المصابون بداء الطمع والنهم في جميع المهن، فقد لا يتورع صاحب المطعم الجشع من تقديم الطعام الفاسد والفضلات الباليه للزبائن، وقد لا يأبه المتعاملون بالدواء من تقديمه إلى سقيم يزيده بدوائه التالف سقا.
3- الخدمه العسكریه: أن الفرد رغم تجاوزه لمرحلة الدراسة أو تعلم المهنة، إلا أنه قد يشعر بحالة عدم التكيف أثناء الخدمة العسكرية، ويرجع ذلك إلى النظام العسكري وأوامره الصارمه وضرورة الانصياع والطاعة لهذه الأوامر من جانب الرتب الأعلى أو إلى زملاء الخدمة، وأن مظاهر عدم التكيف قد يكون في صورة الحرب أو عدم إطاعة الأوامر أو أرتكاب الجرائم بصفة عامة، وفي نهاية الخدمه قد يصعب على الفرد الأندماج مرة آخرى في الحياة المدنية، أو قد لا يجد عملا يتعيش منه مما يؤدي به إلى السلوك الإجرامي.
ثالثا: علاقة الوسط المختار بالظاهره الإجرامية: أن الوسط المختار کا يدل أسمه- لا يفرض وإنما يختاره الشخص بارادته ويلجأ إليه بنفسه، ويشمل (العمل - الأصدقاء - الأسرة الخاصه) 1- العمل: يعد العمل من أهم ضروريات الحياة بكونه الرافد الذي يعين الأنسان على توفير الغذاء والكساء والمأوى وقد وردت اهمية العمل في آيات قرآنية وحث عليه الرسول (صلى الله عليه وآله سلم) في احاديث عديدة ومنها قوله (من امسی کالا من عمل يده امسی مغفورة له). وفي ذلك نصت م (3) من قانون الرعاية الاجتماعية رقم (26) لسنة 1980 على أن العمل حق تکفل الدولة توفيره لكل مواطن وهو واجب على كل قادر عليه...). هذا وان العمل قد يكون له أثر كبير في تحقيق الظاهرة الإجرامية، فقد تكون علاقة العمل بالظاهرة الاجرامية غير مباشرة او مباشرة. وترجع العلاقة غير المباشرة إلى أن عمل الشخص ( وظيفته او مهنته) هو الذي يحدد مستواه الاقتصادي وعليه يتوقف مقدار الدخل الفردي. فإذا كان مقدار هذا الدخل منخفضا بطبيعته او فاجأته ازمة اقتصادية قللت من قيمته او انعدام هذا الدخل بسبب البطالة اثر ذلك على سلوك الشخص وربما دفعه إلى الإجرام. وبهذا يعد العمل المدخل الرئيسي الذي تمر منه بعض العوامل الدافعة إلى الإجرام مثل الركود الاقتصادي والتحضر السريع والهجرة وعدم الاستقرار.
أما كون العمل مصدرة مباشرة للاجرام فيكون حينما يخلق ظروف جديدة لأرتكاب الافعال الاجرامية، وتختلف هذه الافعال بأختلاف نوع العمل والدور الذي يجب على الشخص القيام به (20). فقد تؤدي بعض الاعمال إلى التأثير على اعصاب و نفسیات من يقومون بها كالعمل الرتيب والضوضاء والايقاع السريع. كما قد توجد بالنسبة لبعض الاعمال نظم وقواعد خاصة تتعارض مع نظم وقواعد المجتمع كتلك المتعلقة بالسرقة البسيطة مثل (عال التجارة) او الاجهاض مثل (الوسط الطبي) او العادات الاجتماعية - المعاشرة بدون زواج- مثل (الوسط الفني).
يتضح من ذلك أن ممارسة الشخص لوظيفة أو مهنة معينة والدور الذي يطلب منه القيام به قد يدفعه إلى ارتكاب الجريمة. ولقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة (اجرام رجال الاعمال) او ما يطلق عليهم العالم الأمريكي سذرلاند (اجرام ذوي الياقات البيضاء) فظروف اعالهم تسهل لهم ارتکاب جرائم (الصك والغش التجاري والاحتيال). كما تنتشر بين بعض الموظفين جرائم (الرشوة والاختلاس والاستيلاء على المال العام). وفي الوسط الطبي (جرائم الاجهاض) وفي وسط التجار الجرائم الاقتصادية) وفي وسط عمال المتاجر (السرقات البسيطة)(21). ويجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الحالات التي يكون للعمل فيها أثر كبير في تحقيق الظاهرة الأجرامية ومن أهمها: التدريب على العمل، وآداب العمل، والفشل في العمل.
ففيما يخص التدريب فإنه قد تلجأ الظروف الكثير من الصغار والأحداث إلى العمل خاصة بعد تركهم المدرسة او بدفع من اسرهم، وهنا غالبا ما يتعلق الصغير بأرباب العمل، وهذا التعلق قد يدفع الكثير من أرباب الحرف إلى معاملة هؤلاء الصغار بقسوة تتنافي مع الطابع الأخلاقي الذي ينبغي أن يتصف به التدريب، وهذه القسوة غالبا ما تكون مقرونة بالاهانة والتجريح، وهذه القسوة والاهانة يمكن أن تساهم مع عوامل أخرى في إقتراف الجريمة، وعلى هذا فإن مرحلة التدريب تعد مرحلة مهمة وخطرة في حياة المتدرب، لأن المتدرب الصغير يتأثر بمتدربه اكثر مما يتأثر الطالب الصغير بمعلمه، بل وقد يتأثر بهذا المدرب أحيانا اكثر مما يتأثر بوالديه، كونه يقضي من الناحية الفعلية مع مدربه وقتا أكثر مما يقضيه في المدرسة والبيت خاصة اذا كان الأب غائبة عن الاسرة غياب غير مشروع. أما بالنسبة لآداب العمل فإنه يجب أن يلتزم بهارب العمل من جهة والعمال من جهة اخرى، فينبغي ان لاتقتصر مراعاة رب العمل على الطاقات البدنية، بل يجب أن تراعى المواهب والرغبات، فلا يكلف الصغير مثل الكبير، والسقيم مثل السليم، والمرأة مثل الرجل، وإلا بخلاف ذلك قد يؤدي الأمر إلى الفشل فاليأس فالعقدة فالجريمة، وقد دلت الاحصاءات الالمانية على أن نسبة ارتكاب النساء للجرائم قد إرتفعت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، نظرا لأن المرأة قد قامت بأعال لم تكن مناسبة الطبيعتها فلم تحسن القيام بها ثم فشلت في ادائها . (22) اذا يقتضي اتباع الآداب المقررة في العمل لأجل أن لا يقع العامل في هاوية الإحباط والاضطهاد الذي يدفعه إلى الإجرام، كما يقتضي الأمر وضع العامل في مكان يرغب فيه، وتكليفه بعمل يتفق مع خاصيته ورغبته لأجل تلافي فشل العامل. وفيما يخص فشل العامل الذي قد يؤدي إلى سلوك الجريمة، فإنه يرجع اما إلى المعاملة السيئة التي يلاقيها العامل ماديا ومعنوية والتي تخلو من الطابع الانساني، او عدم مراعاة طاقات ومواهب ورغبات العمال، او إدعاء الخبرة والتخصص في المهنة رغبة في الاثراء السريع، او ممارسة عدة مهن مختلفة تحتاج إلى قدرات متنوعة يصعب على الفرد أن يلم بها بمفرده، أو نقص القدرة على تعلم بعض المهن التي تتطلب إستعدادا معین (23) .
2- الاصدقاء: خلق الإنسان وفيه إستعداد على أن يؤثر ويتأثر ، يغير ويتغير، لذا فإن بيئة الصداقة لاتقل اثرأ عن بيئة الاسرة والمدرسة، أن بيئة الصداقة غالبا ما تكون متممة او مفسدة للبيئات الأخرى، إذ نجد كثيرة من الأبناء الصالحين تتخطفهم بيئة الصداقة فتفشل المهمة التي أدتها الأسرة، ورغم ان بيئة الصداقة مستقلة عن بيئة العائلة، الا أن التربية الأخلاقية الصحيحة تحمل الأسرة مسؤولية مراقبة سلوك وتصرفات الشاب او الشابة داخلية وخارجيا، کي تكون التربية متكاملة وتجري في اتجاه واحد. وذلك حماية للشاب من الانحراف، وبما أن الاجتماع الانساني ضروري لأن الإنسان مدني بالطبع، أي لابد له من الاجتماع . (24) فمن هنا يأتي دور الصديق ان كان خيرا فهو کریم المسك، وإن كان شرا فهو کنار الحداد يحرق الثياب وريحته خبيثة، وذلك مصداقا لقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (إنها مثيل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة) ففي هذا الحديث النبوي الشريف حث على معاشرة الصلحاء والأبتعاد عن أهل السوء والفسق والانحراف والمجرمين عموما، وعدم إتخاذ احدهم قرينة او صاحب او حتى جليسألوقت قصير. فلغرض تنشأة الشباب النشأة الصالحة لابد من الأهتمام بالقرين والحرص على إختياره، لأن الإنسان مهما بلغ من العمر ووصل إلى مستوى مرموق من العلم والمعرفة، ومهما إكتسب من خبرة وتجارب فإنه يتأثر بمن حوله وبمن يعاشره ويجالسه (25)، وفي ذلك قوله تعالى ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني إتخذت مع الرسول سبيلا، ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، فقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطن للانسن خذولا). (26) ومن الطبيعي أن يختار الإنسان أصدقاؤه من جيران الحي الذي يقيم فيه، أو من زملائه في المدرسة أو العمل وهنا تلعب كل من الاسرة والمدرسة وظروف العمل دورا كبيرة في تحديد الأختيار . والانسان في إختياره لأصدقائه يفضل المجموعة التي تتقارب معه في السن وتتفق معه في الميول والأتجاهات، وبلاشك أن وجود الشخص بين جماعة الاصدقاء يحدث تأثيرا متبادلا، فكلا منهم يؤثر في تكوين شخصية الاخر بدرجات متفاوتة حسب مقدرة كل منهم في الأقتناع وقوة الشخصية، فإذا سادت الجماعة مباديء وتقاليد سليمة إنعكس ذلك على سلوكهم وغرائزهم فيصدر عنهم السلوك القويم، أما اذا كانت ظروفهم سيئة داخل مجتمعات الاسرة والمدرسة والعمل ولم يتكيفوا مع هذه المجتمعات فيؤدي ذلك إلى أن تتكون منهم عصبة إجرامية، (27) والسبب في نشأة مثل هذه الجماعات قد يرجع إلى تفكك الأسرة او فسادها، وسوء المعاملة التي يتلقاها الطفل في الأسرة أو المدرسة أو العمل، وقد يكون ضعف المستوى الاقتصادي للاسرة والمسكن الضيق الذي يدفعه إلى عدم البقاء الأ لفترة قصيرة، وقد يكون الفشل في الدراسة او في تعلم المهنة. هذه الظروف وغيرها تدفع المرء إلى البحث عن مجتمع آخر يلائم ظروفه، فيحدث الانسجام والتوافق بين طباعهم وينتج التأثير المتبادل بينهم آثاره من حيث عدم التكيف مع المجتمع الكبير وتظهر حالة عدم التكيف هذه في صورة السلوك الإجرامي، وغالبا ما يكون اللعصبة الاجرامية رئيس يتميز بالشخصية القوية يتولى ادارة نشاط الافراد الخاضعين له، ويتخذ نشاط العصبة في الغالب صورة الاعتداء على الأموال وبصفة خاصة سرقة السيارات (28).
3- الاسرة الخاصة بالفرد: دلت الاحصاءات إلى أن نسبة اجرام العزاب تفوق نسبة اجرام المتزوجين، وقد قيل في تفسير تلك النتيجة أن المتزوجين يتمتعون بالاستقامة والاستقرار العاطفي اكثر من غير المتزوجين ويترتب على ذلك قلة جرائم المتزوجين عن اجرام غير المتزوجين. ويؤخذ على هذه النتيجة تجاهلها الحقيقة هامة وهي ان جانبا كبيرة من الشباب غير المتزوج لم يصل بعد إلى مرحلة السن التي تؤهله للزواج، ولهذا يجب عند بیان اثر الحالة الاجتماعية للفرد (من عزوبة او زواج) على الظاهرة الاجرامية النظر إلى مراحل السن المختلفة وما اذا كان الأمر يتعلق بذكر ام انثی، فلقد ثبت أن مرحلة العمر التي تمتد حتى سن (25) سنة يكثر فيها اجرام المتزوجين عن غير المتزوجين. أما المرحلة بين (2060) سنة ترتفع نسبة اجرام المتزوجين ثم تأخذ تلك النسبة بعد ذلك بالتساوي بين الفئتين، كما لوحظ أن نسبة اجرام النساء المتزوجات يفوق نسبة اجرام غير المتزوجات وذلك في البلاد التي لا تعتبر البغاء جريمة (29). ويرجع اجرام المتزوجين إلى ظروفهم الاسرية من حيث التوافق والانسجام بين الزوجين ومن حيث الأولاد ومن حيث المركز الاقتصادي ومن حيث السكن الخاص بالاسرة.
_____________
1- د. علي عبد القادر القهوجي - علمي الإجرام والعقاب - الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت. 1984 ، ص111
2۔ محمد شلال حبيب أصول علم الأجرام _مطبعة دار الحكمة بغداد ط2 ، 1990 ، ص221- 222
3- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص112
4- د. نبيل محمد توفيق السمالوطي ۔ الايديولوجيا وقضايا علم الإجتماع النظرية والمنهجية التطبيقية دار المطبوعات الجديدة / الإسكندرية مصر ، ص 254 .
5- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق ص113
6- د. مقداد بالجن۔ التربية الأخلاقية الإسلامية. طا - القاهرة. 1397 هـ - 1977م. ص453 454
7- حدد القرآن الكريم مدة مرحلة الرضاعة بسنتين وذلك بقوله تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة) سورة البقرة الآية (233)
8- يقول الامام الغزالي ( والصبي امانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصور وهو قابل لكل مانقش... وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق... وينبغي أن يراقبه من اول مرة فلا يستعمل في حضانته وارضاعه الأ إمرأة صالحة متدينة تأكل الحلال فإن اللبن الحاصل من الحرام لأبركة فيه فإذا وقع عليه الصبي إنعجنت طينته من الخبث فيميل طبعه إلى مايناسب الخبائٹ) ينظر: الإمام أبي حامد الغزالي- احياء علوم الدین۔ ج 3- القاهرة- 1352هـ . 1933م۔ ص26
9- قال جان جاك روسو ( ويجب أن تكون المرضع ايضا جيدة الصحة حسنة المزاج هادئة فإن العنف والانفعالات والكدر كلها تفسد اللبن وإذا قصرنا اهتمامنا على الجسم لم نحقق الأنصف هدفنا فقد يكون اللبن جيدة والمرضعة سينة، فحسن الطبع ضروري كحسن التكوين... والاشرار لايصلحون لأي عمل مهما كانت الأحوال وتزداد أهمية اختيار المرضع متی علمنا أن الوليد سيكون موكولا اليها كلية في مدة الرضاعة) . ينظر: د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص 224
10- د. مقداد بالجن- مرجع سابق ص 45- 455 2
11- د. عبد الفتاح الصيفي - علم الإجرام- بيروت - 1973 ، ص39- 37وقد توصل إلى نفس النتيجة فريق من المختصين في التربية وعلم النفس من خلال المقارنة الاحصائية التي شملت مجموعة من الأحداث فضوا هذه المرحلة في الملاجيء ودور الرعاية الاجتماعية بعيدين عن رعاية والديهم وحنائهم وبين مجموعة من الأحداث نشأوا في ظل هذه الرعاية والحنان، حيث اتضح لهم أن أغلب المجرمين والمنحرفين والشواذ هم من الفئة الأولى وقرروا في نهاية هذه الدراسة انه لكي يكون النمو سليما يجب ان يعيش الطفل في الحضانة الطبيعية التي توفرها عاطفة الأم الحنون ورعايتها وشفقة الأب الرحيم ورعايته) ينظر: د. مقداد يالجن المرجع السابق. ص 456
12- د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص230
13- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص114
14- د. فوزيه عبد الستار - مبادئ علم الإجرام و علم العقاب - دار النهضة العربية القاهرة – 1978 ، ص 190
15- p. bouzat etj. pinatel: traite de droit penal et de criminology, t. iii par j. pinatel dalloz ،1975, p. 379.
نقلا عن: د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص 115
16- سورة المجادلة الآية (11)
17- سورة فاطر الأية (28)
18- د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص23
19- في هذا السياق يروي الكاتب (ميشيل سيرفنت) حديثا على لسان غيره نصه (كم كنت أشمئز إذاری الجزارين يصرعون انسانا بذات السهولة التي يذبحون بها البقرة، وكيف أنهم لأتفه الأسباب وفي لمح البصر يعملون سكينا في بطن إنسان كما لو كانوا يذبحون ثورا) ينظر: د. رمسيس بهنام علم الإجرام۔ ج 2 و 3. ط3- منشاة المعارف الاسكندرية. ص57.
20- د. فوزية عبد الستار- مرجع سابق، ص165
21- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص117
22- د. فوزية عبد الستار- مباديء علم الإجرام و علم العقاب- مرجع سابق، ص179.
أن المرأة قد تكون ضحية العمل كونها مخلوق لطيف بما يرافق تكوينها من رقة ولين قد يقلل مافيها من مظاهر العزم والقوة، أو بسبب القوة التي يستخدمها ارباب العمل لاسيما في الأعمال الحرة، إذ قد تقد أعناق النساء فلذات الأكباد، فترى إحداهن التسليم للواقع أمرا لابد منه، ثم تدخل في دوامة حساب النفس وتأنيب الضمير فتقترف جريمة الانتقام، أو قد تترك العمل ولاتجد من يمنحها فرصة الحصول على لقمة العيش بإناء العفة والشرف فتلجأ إلى اقتراف جرائم الأموال او الجرائم المخلة بالآداب ينظر: د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص257- 258 .
23 - د. محمد شلال حبيب- مرجع سابق، ص254- 256
24- عبد الرحمن بن خلدون۔ کتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر- مصدر سابق ص 41. الفارابی۔ تحصيل السعادة. الهند. 1945. ص14. مسكوبه- تهذيب الأخلاق۔ بیروت۔ 1999. ص 15 .
25- د. فوزية عبد الستار- مرجع سابق۔ ص 178-179
26- سورة الفرقان الآيات 27- 29
27- أن العصابات الإجرامية سيبت قلقا كبيرا لدى بعض علماء الإجرام باعتبارها ظاهرة اجتماعية خطيرة الجملة أسباب أهمها:
أ - تزداد خطورة وإنتشارا في كل يوم بحيث فرضت نفسها كمشكلة اجتماعية حالة لايمكن اغفالها بحال من الأحوال، وضاعف من خطورة هذه الظاهرة التسهيلات التي تمنحها الحياة العصرية للشباب من جانب والتراخي في مواجهتها من جانب المختصين من جانب آخر.
ب- تنبيء بعواقب وخيمة نظرا لأن جماعات الشباب المراهق غاليأ ماينتهي بها الأمر إلى الانحراف الإجرامي .
ج- تصيب الإنسان في أخطر مرحلة من مراحل العمر الا وهي مرحلة المراهقة ينظر: د. جلال ثروت- مرجع سابق، ص 149. 100
28- د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص118
29- criminologie et science penitentiaire themis, p. u. f. 1,72,p. 2,: jean leaute.-Y
نقلا عن: د. علي عبد القادر القهوجي- مرجع سابق، ص 119.118
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|