أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2016
1853
التاريخ: 10-2-2022
5793
التاريخ: 28-10-2018
1742
التاريخ: 8-10-2016
2033
|
مجالات التوظيف وتحدياته:
يمكن أن يوجد الجغرافيون في مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوظائف؛ كثيرٌ منها قد لا يبدو من الوهلة الأولى أنَّ له علاقة بالجغرافيا، كما في الدراسات السكانية، والإدارة البيئية، والتخطيط الحضري، والحماية الفطرية، والترفيه والسياحة، وتخطيط النقل، والشؤون الدولية، وإنتاج الخرائط وتطبيقاتها التحليلية، وغيرها.
قضايا وتوضيح: قبل الحديث باختصار عن مجالات التوظيف لخريجي الجغرافيا، لا بدَّ من التوضيح والتأكيد على ثمان نقاط رئيسة، وذلك على النحو الآتي:
1- أنَّ الخطة الدراسية لعلم الجغرافيا تتضمن موضوعات وقضايا ومفاهيم، وأساليب تحليلية مختلفة أساسية ومهارات مختلفة في ثلاثة مجالات عامة علمية، تمثل الفروع التخصصية لعلم الجغرافيا وهي: الجغرافيا الطبيعية، والجغرافيا البشرية، وعلم المعلومات الجغرافية الذي يتضمن مبادئ وتطبيقات التقنيات المكانية خرائط، ونظم معلومات جغرافية، واستشعار عن بُعد، ونظم التوقيع الأرضي هذه التخصَّصات الفرعية لعلم الجغرافيا ذات صلة وثيقة بما يلي: من المجالات العملية، بوصفها فرصًا وظيفية تستوعب خريجي الجغرافيا. وهذا الأمر معروف ومطبق في العديد من الدول، خصوصًا الدول المتقدمة. ومن ثمَّ فليس هناك مجالًا للجدل في هذه الدول عن تأثير الجغرافيا وأهميتها لتنمية المجتمع بأي وسيلة أو شكل أو مستوى. ودعم هذه النقطة هو من صميم ومهام الجامعات.
2- من الطبيعي والمتعارف عليه، أنَّ الخريج بدرجة البكالوريوس لأي تخصَّصٍ كان لا يتوقع منه معرفة كل شيء في مجال العمل؛ فالدرجة أو الشهادة بمنزلة رخصة معناها أنَّ الخريج مؤهل للالتحاق بوظيفة ذات صلة بالتخصَّص، ومن ثمَّ يبدأ في التدريب والتعلم والترقي وعليه، فإنَّ مما يفيد جدًا أن تتضمن خطط الدراسة الجامعية مقررات تدريب تعاوني مع الجهات الوظيفية ذات العلاقة، وهذا ما تفعله معظم،(Internship) أقسام الجغرافيا في الجامعات السعودية، بما في ذلك تحديث الخطط من حين لآخر وفق مرجعيات علمية عالمية مختلفة. وهذه النقطة معني بها كل من الجامعات والمجتمع ممثلًا بجهات العمل.
3- من الضروري التسليم أنَّ كفاءة الخريج أيًّا كان تخصصه تعتمد أيضًا على قدرات ومهارات ذاتية ليس للجامعة دورٌ رئيس فيها؛ مثل الحرص على التعلم الذاتي، والدورات التدريبية، والتنظيم والانتظام في الدراسة، والانضباط والجدية. وهذا إلى حد ما خارج مهمة الجامعات، فالطالب الذي ليس لديه رغبة أو قدرة ذاتية لعمل شيء يصعب إلزامه بتغيير مستواه.
4- من المسلمات في مجالات العمل، خصوصًا التي تُعنى بالجودة والتطوير والإنجاز، موضوع العمل وفق مجموعات ومن خلفيات تخصصية مختلفة. فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يقوم بالعمل في مشروع فرد واحد أو مجموعة أفراد من التخصص نفسه، لا سيما التخطيط والتطوير المرتبط ببُعدي الجغرافيا الطبيعي والبشري، وهذا خارج مهمة الجامعات. فعلى سبيل المثال، من الضروري أن يدرك المعنيون بالتوظيف في مجال النقل والمواصلات تأثير الجغرافي في العمل، ولهذا فليست مهمة الجامعة بالدرجة الأولى أن تشرح للقطاع الوظيفي أهمية كل تخصص، مما يعني أَن القطاع الوظيفي معني بتتبع أفضل التجارب والممارسات العملية الناجحة لتشكيل إداراتها وفرق العمل التي تضمن إصدار وتنفيذ القرارات والأعمال، التي تحقق الإنجاز العملي المطلوب. وعليه، فكما أنَّ الجامعات تراجع خططها الدراسية وفق أفضل التجارب والمرجعيات العلمية، فإنَّ جهات العمل وكذا الجهة الرسمية المعنية بتصنيف الوظائف، أن تراجع وتحدث معلوماتها وقراراتها. هذه النقطة في غاية الأهمية، ولعل لبَّ المشكلة في عدم وضوح
5- طبيعة علم الجغرافيا، فمرة أخرى، هذا العلم لا ينظر للقضايا بمنظور مجهري وإنَّما بمنظور أعلى أكثر شمولية؛ للخروج بنظرة عامة هي الأكثر فاعلية وملائمة من وجهة نظر صانع القرار ومتخذه. وهذا، بكل بساطة، يعود لأنَّ العناصر الأرضية في الواقع لا تعمل منفردة. وهذا المنظور هو الذي يميز الجغرافيا علمًا وتقنيات وتطبيقًا. فعلى سبيل المثال، في حين أنَّ علم التربة يُدرّس في كليات العلوم إلا أنَّ الجغرافيا معنية به أيضًا؛ لكن من منظور أشمل؛ فالمتخصص في التربة في كلية العلوم يهتم بتفاصيل مجهرية وكيميائية وتطبيقية في إطار هذا المستوى. أمَّا الجغرافي فيركز على علاقة التربة بغيرها من العناصر الطبيعية والبشرية، ثم معرفة خصائص وأنواع الترب وتوزيعاتها الجغرافية، كل ذلك بغرض فهم الواقع في شكله الحقيقي العام من حيث تفاعلات العناصر بعضها مع بعض. وفي الحقيقة، لاسيما في التخطيط، هذه النظرة الشمولية هي الأكثر طلبًا؛ ذلك، بكل بساطة، أنَّ المطلوب فعلًا هو كيف يؤثر هذا العنصر أو الظاهرة أو الظواهر الجغرافية المختلفة على التربة؛ لذا التعلم في الجغرافيا يعتمد على وضع أسئلة أهم من السؤال "أين؟"، بل" كيف؟"، و"لماذا؟"، و"ماذا لو؟"؛ كأن نقول لماذا هذه التربة هنا وليست هناك؟ أو ماذا سيحدث لو كان تدفق السيل المائي بمقدار كذا، وعلى سطح فيه تضرس بمقدار كذا، وتربة من نوع كذا؟ هذه الأسئلة بهذه الطريقة عن الأرض وبهذا التعقيد هي الأطر المعني بتعلمها وتطبيقها الجغرافي؛ لذا من المتوقع أن يبدأ سوء فهم الجغرافيا عندما نظن أنَّ الجغرافي لا يبحث إلا أين يقع كذا أو كذا؟ هذا سؤال واحد أولي ليست الجغرافيا كعلم معنية به في الدراسة الجامعية، بقدر ما هي الأسئلة الأكثر تحليلًا وعمقًا. وكما أنَّ الجغرافيا تستمد مصادرها العلمية من علوم أخرى إلا أنَّها تضيف إليها وتتعامل معها وحدة واحدة، تمثل إسهام الجغرافيا في ميدان التطبيق نحو خدمة المجتمع وتنميته، والجغرافي يتعلم أصول وأساسيات ومفاهيم وتقنيات محددة من مصادر علمية مختلفة؛ لكنها تتكامل في تناغم مؤصل علميًا من خلال الخطط الدراسية لضمان تقديم جرعة مؤهلة للتخرج والعمل في الميدان، ليبدأ بعد ذلك التخصص الأدق والمعرفة الأدق بما يخدم أهداف العمل المحدد الذي ينخرط فيه الجغرافي. هذه هي الجغرافيا- في العالم علمًا وتطبيقًا، وليس عملاً للثقافة العامة أو لمجرد تكملة عدد في الكليات الجامعية. الجغرافي لا يدَّعي أنه الوحيد الأكثر تأهيلًا للتعامل مع المشكلات الجغرافية الطبيعية والبشرية، بل يرى أنَّه جزء من فريق عمل متنوع التخصص كل له منظوره ومساهمته الفعَّالة، هو بطبعه وتكوينه العلمي هذا يعدُّ منفتحًا يقبل الجميع ويتعاون مع الجميع. ونتيجة لغياب هذا الفهم عن طبيعة الجغرافيا وتأهيل الجغرافي سيبقى الباب موصدًا ليس من سوق العمل، بل من قبل المجتمع الأكاديمي الذي يتبني هذه النظرة الضيقة وسوء الفهم.
6- من المسلمات الأخرى، ليس كل المتخرجين سيجدون عملًا مباشرة بعد التخرج، كما أنَّ القطاع الحكومي لم ولن يعود المسؤول الأول عن التوظيف. وفي الواقع إنَّ حال خريج الجغرافيا ليس أحسن حالًا ولا أسوأ حالًا من العديد من التخصَّصات الأخرى من حيث التوظيف؛ الجامعة مسؤولة عن خدمة المعرفة والتخصص لتكون مرجعية علمية، لها بعدئذ مهام التحديث في التخصص، وإنشاء مسارات جديدة، وتوجيه سوق العمل بالقدر الذي تعمل معه لتحقيق متطلباته.
7- لا بدَّ من الاعتراف أنَّ الجغرافيين مقصرين في الدعاية لعلمهم، صحيح أنَّ أعمال الجغرافيين البحثية منتشرة ومتنوعة وعديدة وكلها تخدم التنمية والفكر الجغرافي أيضًا، إلا أنَّه من الضروري العمل على خطط تعريفية تستهدف أفراد المجتمع وجهاته وهيئاته الرسمية وغير الرسمية. فعلى سبيل المثال، ندوة الجمعية الجغرافية السعودية الدورية لا بدَّ أن تدعو باحثين ومختصين ومهتمين غير جغرافيين، وتوزيع مخرجاتها لكل المعنيين بالموضوعات المطروحة سوء للجهات الرسمية أو غير الرسمية. وبالمثل، ينبغي أن تكثف أقسام الجغرافيا الإعلان عن أنشطتها ومخرجاتها سواء بتواصل مباشر عبر الدعوات الرسمية لغير الجغرافيين، أو غير مباشر مثل الإعلان عن مناقشة رسائل طلبة الدراسات العليا أو حضور ورش عمل تقيمها الأقسام.
8- تتطلب مجالات العمل وفقًا لسرعة حركتها وتطورها إدراك وثيق من قبل أقسام الجغرافيا في الجامعات، بأهمية تحديث خططها دوريًّا من خلال التواصل مع الخريجين والاطلاع الدؤوب على متطلبات سوق العمل المستجدة من ناحية، وما يجري في العالم من ناحية أخرى، لا سيما ما يقدم من توصيات حول بعض المسارات التخصصية. فعلى سبيل المثال، إذا كان العمل في البيئة يتطلب خلفية معينة إضافية فلا بد أن يكون المسار الطبيعي في الجغرافيا أكثر تخصصًا، وتحديد ما يلزم من مقررات جغرافية وغير جغرافية بديلة أو إضافية بما في ذلك الأدوات والمهارات التقنية. ويشمل التطوير والتحديث في الحقيقة وضع برامج قصيرة ومكثفة ما بعد التخرج، في شكل دبلومات أو شهادات تدعم خلفية الخريج ومنافسته بجدارة للالتحاق بفرص وظيفية ذات علاقة بالمسار الذي تخصَّص فيه وهذا فعليًا لا يوجد بعد في أقسام الجغرافيا في المملكة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|