المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الضحَّاك بن مُزاحم
22-06-2015
فلفل الزينة
2024-07-22
أنواع التلاعب
31-10-2016
حساب الترانسفيرين والنسبة المئوية لتشبع الترانسفيرين
2024-08-29
أحكام انقضاء الدعوى الإدارية
2023-06-03
حكم تفسير القرآن بالقرآن
13-10-2014


الطرق العلمية للإصلاح / الحث على طاعة الله  
  
1678   01:05 صباحاً   التاريخ: 7-6-2022
المؤلف : عبد العظيم نصر مشيخص
الكتاب أو المصدر : المراهقة مشكلات وحلول
الجزء والصفحة : ص68ــ75
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن الحث على طاعة الله من أفضل القربات التي يتقرب بها الآباء والأمهات لله سبحانه وتعالى، باعتبارها المنهج الذي تستطيع الأسرة أن تحقق من خلاله طموحاتها وتطلعاتها المنشودة، والذي من خلال دراسته والالتزام بخطوطه ومعالمه تخرج الأسرة جيلاً صالحاً ينفع الله به البلاد والعباد، وخصوصاً الحث عليه في هذه الفترة الحرجة بالنسبة للأبناء وهي فترة (المراهقة)، فنوضح لهم ونوطد علاقتهم بالله ومناهجه ونواهيه وأوامره ونرسخ في نفوسهم أنه عز وجل إنما أوجب الواجبات وسن المستحبات والآداب، وحرم المحرمات، ونهى عن المكروهات جلباً للمصالح الى عباده، ودفعاً للمضار عنهم، وإلا فلا تضرم معصية العاصي، ولا تنفعه طاعة المطيع، لأنه تعالى غني على الإطلاق، وإنما مقصده من تشريع الأحكام إصلاح حال العباد، وإيصال النفع اليهم، ودفع الضرر عنهم، في المبدأ والمعاد.

وإذا كان الأمر كذلك فترك الانقياد لأوامره ونواهيه، يكون سفهاً لكونه تركاً لما يرجع نفعه إلى النفس، وإدخالاً للضرر على النفس، وتفويتاً للمنافع عليها، وظلما لها..

وتعجبني كثيراً وصايا آية الله المامقاني لابنه التي لخصها في كتاب أسماه (مرآة الرشاد) وأنا أوصي جميع الآباء والأمهات الذين ينشدون السعادة الكبرى وتحقيق غاياتها لأسرهم أن يوصوا أبناءهم بقراءة هذه الكتب وأمثالها حت يتسنى لنا جميعاً أن نخرج جيلا قادراً على إصلاح الأرض والمجتمع والدين والأسرة.

وأن نعلمهم تعاليم الإسلام في هذا المجال، ولاسيما منهج العبادة الخارجة عن نطاق التزمت الديني والتسيب اللاأبالي، بل العبادة التي تزوده روحانية وتعلقاً بالله، بحيث يفهم الإسلام والدين فهماً سليماً لا فهم المتزمتين المتعجرفين، الذين فهموا من الإسلام والدين الصلاة والصيام وبعض الأوامر والنواهي الشرعية، وتركوا ما أباحته السماء وتعاليم الأنبياء (عليهم السلام)، حيث جعلوا أعداء الإسلام والدين ينظرون لنا نظرة احتقار وعداوة، ويلفقون علينا تهمة الإرهاب الديني.. ينبغي لنا أن نفهّم أبناءنا الدين وتعاليمه العبادية والعلمية فهماً يواكب التقدم والحضارة والمدنية بحيث لا يخرجنا عن مبادئنا وتعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا الإسلامي.

فواجب الآباء والأمهات مراعاة تلك التعاليم والمبادئ، حتى يتسنى لنا جميعاً نشدان السعادة والفضيلة والكرامة. فقد أوضح هذه التعاليم الإلهية والمناهج العبادية والوصايا الذهبية، التي تبين حقوق الله علينا وواجباتنا تجاه الله سبحانه وتعالى الإمام السجاد علي بن الحسين (عليه السلام) في كتابه رسالة الحقوق بقوله: فأما حق الله الأكبر عليك، فأن تعبده لا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحب منهما.

وحق الله الأكبر كما أوضحه الإمام (عليه السلام) هو أن نعبد الله سبحانه حق العبادة الصادقة المخلصة له وحده، وأن نؤمن بكل ما جاء به على لسان أنبيائه ورسله، وعلينا جميعاً أن نخضع لسننه ونظامه وتعاليمه، لأن الارتباط بالله تعالى يعتبر ارتباطاً ضرورياً ومهماً للغاية، وينبغي أن تكون هذه العلاقة على أساس العبادة للمعبود، والمحبة للمحبوب، والخضوع للقهار الواحد الأحد، ولاشك أن علاقتنا به سبحانه وتعالى علاقة الفقير بالغني، والضعيف بالقوي، والذليل بالعزيز، والجاهل بالعالم. .إن هذه التعاليم ينبغي أن نعلمها الأبناء في الفترة الحرجة التي يمرون بما حتى نضمن بهذا المنهج العبادي حصانتهم واستقامتهم أخلاقياً ودينياً وتربوياً واجتماعياً.

نعم إن عبادة الله سبحانه وتعالى لا تعني فقط السجود والقيام والركوع وغير ذلك مما يمارسه العباد في عبادتهم والزهاد في زهدهم، إنما هي هالة روحانية ونورانية قدسية تخلق في شخصية الإنسان العابد خوفاً حقيقياً من الله سبحانه في سره وفي علانيته.

وهناك فرق واضح بالنسبة لكثير من شرائح المجتمعات الإسلامية المتزمتة التي تتوقع أن العبادة الحقيقية لا تأتي إلا بكثرة السجود والركوع، مع أننا نقرأ ونسمع في كثير من الأحاديث الشريفة والروايات المتواترة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) أن العبادة ليست بكثرة الركوع والسجود، إنما هي بالخوف والطاعة المخلصة لله سبحانه وتعالى وببعض الصفات الأخلاقية التي يتصف بها الإنسان العابد. .فكم من عبد لا تنفعه كثرة سجوده، وصيامه وطول ركوعه؟! وكم عابد لا يعرف السجود والركوع إلا في الفرائض الواجبة فقط وهو عند الله أحسن من عابد وقف طول الليل والنهار يتعبد!!.

جاء في الحديث عن الصادق (عليه السلام) قوله: (ليست العبادة بكثرة السجود والركوع إنما بالإخلاص في العمل وأداء الأمانة).

وفي حديث آخر: (لا يغرنكم من الرجل كثرة ركوعه وسجوده، إنما عليكم بامتحانه في أداء الأمانة والإخلاص في العمل، وحسن الخلق).

وفي كلمة للإمام علي (عليه السلام) يقول فيها: (وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم لس له من قيامه إلا التعب والسهر..)(1).

العابد الساذج نموذج واضح:

روى ابن موسى، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن عبدالله، عن ابراهيم بن إسحاق الأحمر، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، قال: قلت لأب عبد الله الصادق (عليه السلام): فلان من عبادته ودينه وفضله كذا وكذا، قال: فقال كيف عقله؟

فقك: لا أدري.

فقال: إن الثواب على قدر العقل، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله عز وجل في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء، وإن ملكا من الملائكة مر به، فقال: يارب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله عز وجل ذلك، فاستقله الملك، فأوحى الله إليه أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له: من أنت؟

قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك بهذا المكان فجئت لأعبد معك، فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إن مكانك لنزهة، قال: ليت لربنا بهيمة، فلو كان لربنا حمار لرعيناه في هذا المكان فإن هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك:

وما لربك حمار؟

فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله عز وجل إلى الملك إنما أثيبه على قدر عقله(2).

هذا نموذج واضح بأن العبادة ليست بمقدار الركوع والسجود، وإنما بمقدار ماهية معرفة الله عز وجل حق المعرفة وتطبيق تلك المعرفة، على الحياة الإنسانية للإنسان المسلم، وفي الحقيقة التي لا مناص منها أن في مجتمعنا اليوم كثيراً من هذه النماذج العبادية الساذجة.. حيث أن هذا العابد بالإضافة إلى أنه قائل بالتجسيم فلديه نقصان عقل من حيث أن عقله لم يتوصل إلى معرفة الفوائد من مصنوعات الله سبحانه وتعالى..

ليس معنى كلامي هنا، أن كثرة الركوع والسجود ليس لها ثمرة عبادية وعملية، كلا، ولكن لو اجتمعت في شخص من الأشخاص هاتان الصفتان ( كثرة الركوع والسجود، والإخلاص في العمل والطاعة) لكان ذلك أفضل أيضاً.. إذ أن العبادة ــ أيها القارئ الكريم ــ نور يقيني، وطمأنينة قلبية، وانعكاسة عملية وجهادية في سبيل تحصيل مرضاة الرب الجليل، زادها التقوى والورع عن محارم الله عز وجل، والاشتغال بتلاوة القرآن وتدبر آياته، وتفسيره، ودراسة أحاديث الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) والاقتداء بسيرهم العطرة في كل شيء، والابتعاد عن معاشرة أهل البغي والسوء، وجهاد النفس دوماً وأبداً وكما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اليقين هو الإيمان كله).

_______________________________

(1) ميزان الحكمة ج5 ص67.

(2) البحار ج1 ص34. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.