أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2018
2027
التاريخ: 19-1-2016
2398
التاريخ: 25-11-2020
5027
التاريخ: 21-8-2022
1621
|
لا يخفى أن الإنسان يمر في رحلة الحياة الدنيا بمراحل عمرية مختلفة، تبدأ بسن الطفولة وتنتهي بسن الشيخوخة والهرم، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير} [الروم:٥٤]. وقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: 5]. ومن المعلوم أن لكل مرحلة عمرية خصائصها ومزاياها التي تختلف عن مزايا المراحل الأخرى وخصائصها. فللطفولة براءتها وطهرها وعفويتها، وللشباب حماسه ونشاطه وحيويته، وللكهولة هيبتها ووقارها(1).
ويهمنا أن نتوقف قليلاً عند أهم مزايا مرحلة الشباب، هذه المزايا التي قد تشترك في بعضها سائر المراحل العمرية، لكننا نجدها بارزة وحاضرة في مرحلة الشباب أكثر من غيرها. والوقوف على هذه المزايا في غاية الأهمية، فهي تستدعي مسؤوليات تتناسب معها، ومن الضروري التعويل عليها في كل عمل تغييري إصلاحي، إذ من المفترض أن يكون الشباب هم رواد عملية التغيير والنهوض، كما أن من الضروري أخذها بعين الاعتبار في عملية إرشاد الشباب وتوجيههم وتهذيبهم وتنمية قدراتهم وتطوير ملكاتهم، ويحقق طموحاتهم، ويخدم قضاياهم وقضايا المجتمع عموماً.
ـ الطاقة والحيوية
وأولى تلك المزايا التي لا تُخطئها العين هي أن مرحلة الشباب تمثل مرحلة الحيوية والنشاط والحماس. فالشباب طاقة متدفقة، وهمة متوثبة، وطبيعي أن الطاقة لا بد أن تُستثمر، لا أن تبدد، ومع الأسف، فنحن أمة تتقن فن تبديد، ومع الأسف، فنحن امة تُتقن فن تبديد الطاقات وهدرها.
وكما أن الشباب طاقة فهو أيضاً نعمة، والنعمة تواجه بالشكر لا بالكفران، وشكرها يكون بأن نؤدي حقها، وهو لا يكون بالقول فقط، بل بالفعل أيضاً، وذلك بأن نستثمرها فيما خلقت له، فنعمة المال ـ مثلاً ـ يكون شكرها بأداء حقها إلى الفقراء والمساكين، ونعمة الصحّة والشباب تُشكران ببذلهما فيما يرضي الله تعالى.
وبما أن الشباب طاقة فسوف يسأل المرء عنها يوم القيامة، ففي الحديث الشريف: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت"(2). وبما أنه نعمة فهذا ما يجعله مورداً للسؤال ـ أيضاً ـ يوم القيامة، كما يسأل عن كل النعم، قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: ٨].
_____________________________________
(1) يقول بعض الشعراء وهو يحدثنا عن مزايا وخصائص المراحل التي يمر بها الانسان:
ابن عشر من السنين غلام رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين للصبا والتصابي ليس يثنيه عن هواه ملام
والثلاثون قوة للشباب وهيام ولوعة وغرام
فإذا زيد بعد ذلك عشراً فكمال وقوة وتمام
وابن خمسين مر عنه صباه فيراه كأنه أحلام
وابن ستين صيرته الليالي هدفا للمنون وهي سهام
وابن سبعين عاش ما قد كفاه واعترته وساوس وسقام
فإذا زيد بعد ذلك عشرا بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين لا تسلني عنه فابن تسعين ما عليه كلام
فإذا زيد بعد ذلك عشرا فهو حي كميت والسلام
وهذه الابيات تنسبت الى الشاعر الفقيه عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن ابي الفوارس المعري البكري المشهور بابن الوردي، من شعراء القرن الثامن الهجري، ولد في المعرة غرب مدينة حلب بالشام (سوريا) زمن المماليك سنة 689هـ، توفي بالطاعون سنة 749هـ.
(2) الخصال ص 253، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص4، وبحار الأنوار ج 27 ص 311. وفي مصادر السنة ورد الحديث على الشكل التالي: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم»، انظر: سنن الترمذي ج 4 ص 35.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|