المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مصرع بقيّة الأنصار
7-8-2017
الشبهة حول المكّي والمدنيّ‏
23-04-2015
تدخل في نزاعات بين شخص وآخر
18/12/2022
ما دام المسلمون في الأرض ويحتاجون إلى دولة وإمام فلا يمكن حصر عدد الأئمة باثني عشر
17-11-2016
اللدائن الحيوية Bioplastics
8-10-2016
المفطر
27-9-2016


حول جمال الشباب  
  
1111   11:00 صباحاً   التاريخ: 2023-04-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص25 ــ 30
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32].  

تمهيد : حلاوة أيام الشباب :

إن الجمال الطبيعي وحلاوة أيام الشباب يعتبران ثروة لها قيمتها لدى جيل الشباب. والمرء عندما يبلغ هذه المرحلة يكتسب جسمه القوة والنشاط وتتفتح عواطفه ومشاعره ، ويصبح جمال وعظمة الشباب بمثابة جوهرة ثمينة تضفي على صاحبها روعة وجمالاً ، وتحببه وتودده في قلوب الناس. إن حلاوة عهد الشباب هي من المظاهر المهمة للجمال الطبيعي الذي يمتاز به جيل الشباب .

إن الانسان إذا هرم فقد القدرة التي كان يتمتع بها في شبابه ، وزال عنه جمال الشباب الزائف ، وفقد وجهه بريقه ونعومته ، وبدأ ظهره بالانحناء، وأخذت التجاعيد من بشرته الناعمة مأخذها ، وحل الكسل والخمول والكآبة محل الفرح والنشاط اللذين كان يعيشهما في أيام شبابه.

الشباب والجانب الشاعري

إن العالم اليوم لا ينظر إلى الشباب من جانب القدرة البدنية والعمل الدؤوب والنشاط ، ولا يحصر قيمة الشباب في مشاركتهم في المجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية وغيرها من المجالات المهمة فحسب بل ينظر إلى الشباب من منظار شاعري لما يتمتع به هذا العهد من حلاوة العيش وجماله.

(وإلى جانب الرغبة في الاعتماد على الشباب والاستفادة من قدراتهم والتي تختلف قوتها حسب اختلاف المجتمعات، هناك فكرة جديدة أخذت تتبلور معالمها وهي أن للشباب قيمة خاصة ، وأن الشباب هو مرحلة من الحياة لها عظمتها وجمالها، ولها الأثر البالغ في تكامل حياة الإنسان ومستقبله. وقيمة الشباب بحد ذاتها يمكنها أن تغير نظرتنا تجاه الحياة تغييراً جذرياً).

إن الاكتشاف الأخير بشأن البلوغ ربما كان أكثر الاكتشافات أهمية ، فهذا الاكتشاف يتطرق إلى ظاهرة مهمة لم تحظ باهتمام كاف عند المجتمعات ، ولا يمكن حتى الآن التكهن بنتائجه الكاملة ، وقد بدأت مقدمات هذا الاكتشاف منذ عهد الحركة الرومنطيقية ، وجاءت ظرافة هذه الحركة وبداعتها كونها حددت علم الجمال وفلسفة الشباب).

وجاء هذا الاكتشاف ليشكل انتصاراً لمسلك الغزليات والنفسانيات والدراسات الشاعرية، وهذا الانتصار هو في الحقيقة انتصار قيمة الشباب على قيم عهد الكمال وانتصار الإحساسات على المنطق وانتصار الكمال على العقل، وهو بداية حركة في مواجهة الخمود والسكون وكل ما حققته الرومنطيقية في مجال الفن أي الشعر والرسم، سيثبته الزمان في مجال السياسة والاجتماع).

صفتان جميلتان:

خلال دورة بلوغ الإنسان هناك صفتان جميلتان تبرزان بشكل طبيعي لدى الشباب ، إحداها تفتح الغريزة الجنسية والأخرى الشعور بحلاوة وجمال أيام الشباب. ومع أن الرغبة الجنسية تشكل بحد ذاتها عاملاً مهماً يرتكز عليه كل جنس لجذب الجنس الآخر حفاظاً على النسل البشري ، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل هذه الرغبة العنيفة تتوقف على جمال الجنسين البشريين من الذكور والإناث وزاد فيهم رغبة التواصل والتلاقي.

جمال الحيوانات:

إن حلاوة وجمال دورة البلوغ ليست حكراً على البشر ، فالله سبحانه وتعالى قد خص في نظامه التكويني الكثير من الحيوانات بهذه الميزة وربط بين غرائزها وبين حسن وجمال قوامها مما زاد من تجاذبها الجنسي حفاظاً على وجودها من الانقراض .

(ومما لا يمكن إنكاره أن غالبية أنواع الحيوانات تشهد في نهاية دورات بلوغها نوعاً من التبدل والتغير الجسماني، يتمثل في الطيور مثلاً في شدوها واختلاف لون ريشها وأجنحتها).

إن ميول الإنسان إلى الحسن والجمال تدخل في إطار الرغبات الفطرية للإنسان ، وما الشعور باللذة لدى مشاهدة المناظر الجميلة إلا ويتماشى مع طبيعة الإنسان. ومن الطبيعي جداً أن ترى كافة الشعوب بما فيها الشعوب والأمم الوحشية وعلى اختلاف طبقاتها تمتلك نفس الشعور ، وترى الحسن والجمال حتى في بعض الصفات والخصال السيئة.

تنمية حس الجمال

من الواضح أن الشعور الفطري بالجمال لا يكفي وحده لتذوق وإدراك كل أنواع الجمال الطبيعي والفني ، بل ينبغي تنمية هذا الشعور الفطري ليكون في ظل التربية الصحيحة أبعد آفاقاً وأدق تحديداً لجمال الموجودات .

إن طاقة إدراك الجمال كالطاقة الفكرية والسجايا الأخلاقية وقوة البيان والبلاغة وحسن الخط وغيرها من الطاقات كامنة في الإنسان، والتربية الصحيحة هي السبيل إلى تفجير هذه الطاقات وخروجها إلى العلن، إن طاقة إدراك الجمال إذا أهملت وبقيت دون رعاية وتربية وتنمية صحيحة فإنها ستبقى في ذات صاحبها ولن ترى النور أبداً .

تكامل الاحساس

إن إدراك الجمال مرتبط كل الارتباط بتكامل الإحساس وتنمية المشاعر لدى الناس ، وكلما ارتفع مستوى العلم والمعرفة والثقافة في بلد ما كلما تفتح شعب ذلك البلد وتفجرت طاقاته ومشاعره ، وأصبح يفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الزائف ويسمو فيه الشعور بلطافة الكائنات الجميلة وظرافتها .

(إن الشعور بالجمال لا يولد بالصدفة رغم وجوده في ذاتنا ، ففي بعض العصور الغابرة وفي ظل ظروف معينة كان هذا الشعور يبقى حبيس النفس دفيناً ، حتى انه لدى بعض الشعوب التي كانت قديماً تعرف هذ الشعور وتحس به ، يضمحل ويموت).

إن الجمال ربما وجد في الطبيعة أو برز في آثار فنية صنعها الإنسان ، ولكن حتى يصبح بمقدور الإنسان أن يعشق الجمال ويدرك الجمال الطبيعي وطبيعة الجمال ينبغي عليه أن يهتم بتنمية هذه الطاقة في نفسه. فمعرفة العالم الخارجي هي عبارة عن معرفة الذات ، ولهذا قيل : إن وجه كل شيء يختلف عند لأشخاص، كل حسب مستواه الثقافي) .

إن مسألة الجمال في عالمنا اليوم وبين سائر الشعوب والأمم المتقدمة تحظى باهتمام كبير ، بحيث ان الشعوب على مختلف طبقاتها وفئاتها كثيراً ما تبدي علاقتها بالجمال وحبها له ، وحب الجمال هذا والشعور به هو في تصاعد مستمر.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.