أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
2318
التاريخ: 2023-05-15
1113
التاريخ: 9-4-2022
2917
التاريخ: 8-5-2022
2191
|
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32].
تمهيد : حلاوة أيام الشباب :
إن الجمال الطبيعي وحلاوة أيام الشباب يعتبران ثروة لها قيمتها لدى جيل الشباب. والمرء عندما يبلغ هذه المرحلة يكتسب جسمه القوة والنشاط وتتفتح عواطفه ومشاعره ، ويصبح جمال وعظمة الشباب بمثابة جوهرة ثمينة تضفي على صاحبها روعة وجمالاً ، وتحببه وتودده في قلوب الناس. إن حلاوة عهد الشباب هي من المظاهر المهمة للجمال الطبيعي الذي يمتاز به جيل الشباب .
إن الانسان إذا هرم فقد القدرة التي كان يتمتع بها في شبابه ، وزال عنه جمال الشباب الزائف ، وفقد وجهه بريقه ونعومته ، وبدأ ظهره بالانحناء، وأخذت التجاعيد من بشرته الناعمة مأخذها ، وحل الكسل والخمول والكآبة محل الفرح والنشاط اللذين كان يعيشهما في أيام شبابه.
إن العالم اليوم لا ينظر إلى الشباب من جانب القدرة البدنية والعمل الدؤوب والنشاط ، ولا يحصر قيمة الشباب في مشاركتهم في المجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية وغيرها من المجالات المهمة فحسب بل ينظر إلى الشباب من منظار شاعري لما يتمتع به هذا العهد من حلاوة العيش وجماله.
(وإلى جانب الرغبة في الاعتماد على الشباب والاستفادة من قدراتهم والتي تختلف قوتها حسب اختلاف المجتمعات، هناك فكرة جديدة أخذت تتبلور معالمها وهي أن للشباب قيمة خاصة ، وأن الشباب هو مرحلة من الحياة لها عظمتها وجمالها، ولها الأثر البالغ في تكامل حياة الإنسان ومستقبله. وقيمة الشباب بحد ذاتها يمكنها أن تغير نظرتنا تجاه الحياة تغييراً جذرياً).
إن الاكتشاف الأخير بشأن البلوغ ربما كان أكثر الاكتشافات أهمية ، فهذا الاكتشاف يتطرق إلى ظاهرة مهمة لم تحظ باهتمام كاف عند المجتمعات ، ولا يمكن حتى الآن التكهن بنتائجه الكاملة ، وقد بدأت مقدمات هذا الاكتشاف منذ عهد الحركة الرومنطيقية ، وجاءت ظرافة هذه الحركة وبداعتها كونها حددت علم الجمال وفلسفة الشباب).
وجاء هذا الاكتشاف ليشكل انتصاراً لمسلك الغزليات والنفسانيات والدراسات الشاعرية، وهذا الانتصار هو في الحقيقة انتصار قيمة الشباب على قيم عهد الكمال وانتصار الإحساسات على المنطق وانتصار الكمال على العقل، وهو بداية حركة في مواجهة الخمود والسكون وكل ما حققته الرومنطيقية في مجال الفن أي الشعر والرسم، سيثبته الزمان في مجال السياسة والاجتماع).
خلال دورة بلوغ الإنسان هناك صفتان جميلتان تبرزان بشكل طبيعي لدى الشباب ، إحداها تفتح الغريزة الجنسية والأخرى الشعور بحلاوة وجمال أيام الشباب. ومع أن الرغبة الجنسية تشكل بحد ذاتها عاملاً مهماً يرتكز عليه كل جنس لجذب الجنس الآخر حفاظاً على النسل البشري ، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل هذه الرغبة العنيفة تتوقف على جمال الجنسين البشريين من الذكور والإناث وزاد فيهم رغبة التواصل والتلاقي.
إن حلاوة وجمال دورة البلوغ ليست حكراً على البشر ، فالله سبحانه وتعالى قد خص في نظامه التكويني الكثير من الحيوانات بهذه الميزة وربط بين غرائزها وبين حسن وجمال قوامها مما زاد من تجاذبها الجنسي حفاظاً على وجودها من الانقراض .
(ومما لا يمكن إنكاره أن غالبية أنواع الحيوانات تشهد في نهاية دورات بلوغها نوعاً من التبدل والتغير الجسماني، يتمثل في الطيور مثلاً في شدوها واختلاف لون ريشها وأجنحتها).
إن ميول الإنسان إلى الحسن والجمال تدخل في إطار الرغبات الفطرية للإنسان ، وما الشعور باللذة لدى مشاهدة المناظر الجميلة إلا ويتماشى مع طبيعة الإنسان. ومن الطبيعي جداً أن ترى كافة الشعوب بما فيها الشعوب والأمم الوحشية وعلى اختلاف طبقاتها تمتلك نفس الشعور ، وترى الحسن والجمال حتى في بعض الصفات والخصال السيئة.
تنمية حس الجمال
من الواضح أن الشعور الفطري بالجمال لا يكفي وحده لتذوق وإدراك كل أنواع الجمال الطبيعي والفني ، بل ينبغي تنمية هذا الشعور الفطري ليكون في ظل التربية الصحيحة أبعد آفاقاً وأدق تحديداً لجمال الموجودات .
إن طاقة إدراك الجمال كالطاقة الفكرية والسجايا الأخلاقية وقوة البيان والبلاغة وحسن الخط وغيرها من الطاقات كامنة في الإنسان، والتربية الصحيحة هي السبيل إلى تفجير هذه الطاقات وخروجها إلى العلن، إن طاقة إدراك الجمال إذا أهملت وبقيت دون رعاية وتربية وتنمية صحيحة فإنها ستبقى في ذات صاحبها ولن ترى النور أبداً .
تكامل الاحساس
إن إدراك الجمال مرتبط كل الارتباط بتكامل الإحساس وتنمية المشاعر لدى الناس ، وكلما ارتفع مستوى العلم والمعرفة والثقافة في بلد ما كلما تفتح شعب ذلك البلد وتفجرت طاقاته ومشاعره ، وأصبح يفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الزائف ويسمو فيه الشعور بلطافة الكائنات الجميلة وظرافتها .
(إن الشعور بالجمال لا يولد بالصدفة رغم وجوده في ذاتنا ، ففي بعض العصور الغابرة وفي ظل ظروف معينة كان هذا الشعور يبقى حبيس النفس دفيناً ، حتى انه لدى بعض الشعوب التي كانت قديماً تعرف هذ الشعور وتحس به ، يضمحل ويموت).
إن الجمال ربما وجد في الطبيعة أو برز في آثار فنية صنعها الإنسان ، ولكن حتى يصبح بمقدور الإنسان أن يعشق الجمال ويدرك الجمال الطبيعي وطبيعة الجمال ينبغي عليه أن يهتم بتنمية هذه الطاقة في نفسه. فمعرفة العالم الخارجي هي عبارة عن معرفة الذات ، ولهذا قيل : إن وجه كل شيء يختلف عند لأشخاص، كل حسب مستواه الثقافي) .
إن مسألة الجمال في عالمنا اليوم وبين سائر الشعوب والأمم المتقدمة تحظى باهتمام كبير ، بحيث ان الشعوب على مختلف طبقاتها وفئاتها كثيراً ما تبدي علاقتها بالجمال وحبها له ، وحب الجمال هذا والشعور به هو في تصاعد مستمر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|