أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2017
785
التاريخ: 18-12-2018
7464
التاريخ: 13-4-2017
786
التاريخ: 22-12-2018
1869
|
يجب الاقرار بأن كل حي سوى اللّه يموت، قال اللّه تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت: 57] وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27]. وقال تعالى: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].
والموت مصلحة للمؤمن والكافر كما قال الباقر عليه السّلام لأن اللّه تعالى يقول : {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198] ويقول: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا } [آل عمران: 178].
وليس الموت أمرا يعدمنا بل هو الحياة الحقيقية كما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: خلقتم للبقاء لا للفناء. وفي حديث آخر: خلقتم للأبد و إنما تنقلون من دار إلى دار.
وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 169، 170].
وقال عليه السّلام الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام صف لنا الموت فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة ترد عليه، اما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بتعذيب الأبد، وإما تخويف و تهويل لا يدري من أي الفرق هو. أما وليّنا و المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما عدونا والمخالف لأمرنا فهو المبشر بعذاب الأبد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه يأتيه الخبر مبهما مخوفا، ثم لن يسويه اللّه بأعدائنا و يخرجه من النار بشفاعتنا، فاحتملوا و أطيعوا و لا تتكلموا و لا تستصغروا عقوبة اللّه فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.
وسئل الحسن بن علي عليهما السّلام ما الموت الذي جهلوه، فقال: أعظم سرور على المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد و لا تنفد.
وعن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم و جسر هؤلاء إلى جحيمهم.
وعن سيد الشهداء عليه السّلام في حديث قال فيه: ما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس و الضراء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائم، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، و ما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب.
وقيل لعلي بن الحسين ما الموت، فقال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب و أطيبها روائح و أوطأ المراكب و آنس المنازل.
وللكافر كخلع ثياب فاخرة و النقل عن منازل أنيسة و الاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها و أوحش المنازل و أعظم العذاب.
وقيل لمحمد بن علي الباقر عليه السّلام ما الموت، قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة، فمنهم من رأى في نومه من أصناف الفرح مالا يقادر قدره، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره. وقيل للصادق عليه السّلام صف لنا الموت، فقال: هو للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه فينقطع التعب و الألم كله عنه، وللكافر كلذع الأفاعي و كلسع العقارب وأشد.
وقال الكاظم عليه السّلام: إن الموت هو المصفاة يصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم و كفارة آخر وزر عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم.
جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال يا رسول اللّه ما لي لا أحب الموت، فقال ألك مال، قال نعم، قال قد قدمته. قال لا. قال فمن ثم لا تحب الموت. وقيل لأبي ذر رحمه اللّه ما بالنا نكره الموت، فقال: لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا عن عمران إلى خراب. فقيل له كيف ترى قدومنا على اللّه. قال أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.
قيل فكيف حالنا عند اللّه، قال اعرضوا أعمالكم على الكتاب إن اللّه عز و جل يقول: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار: 13، 14] .
قال الرجل فأين رحمة اللّه قال: {رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].
وروى ثقة الإسلام في الكافي عن يعقوب الأحمر في الصحيح قال دخلنا على أبي
عبد اللّه عليه السّلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن اللّه عز و جل نعى إلى نبيه نفسه فقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] وقال : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ} [العنكبوت: 57]. ثم أنشأ عليه السّلام يحدث فقال: إنه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلا ملك الموت و حملة العرش و جبرائيل و ميكائيل، قال فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللّه عز و جل فيقول له من بقي و هو أعلم، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت و حملة العرش و جبرائيل و ميكائيل، فيقال قل لجبرائيل و ميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك و أمينيك، فيقول إني قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي اللّه عز و جل، فيقال له من بقي وهو أعلم، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت و حملة العرش، فيقول قل لحملة العرش فليموتوا، قال ثم يجيء مكتئبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال له من بقي، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت، فيقال له مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه والسماوات و يقول أين الذين كانوا يدعون معي شريكا، أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|