المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الاقرار بأن كل حي سوى اللّه يموت  
  
977   11:44 صباحاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص360 - 362
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /

 يجب الاقرار بأن كل حي سوى اللّه يموت، قال اللّه تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت: 57] ‌وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27]. وقال تعالى: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].

والموت مصلحة للمؤمن والكافر كما قال الباقر عليه السّلام لأن اللّه تعالى يقول : {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198] ويقول: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا } [آل عمران: 178].

وليس الموت أمرا يعدمنا بل هو الحياة الحقيقية كما قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: خلقتم للبقاء لا للفناء. وفي حديث آخر: خلقتم للأبد و إنما تنقلون من دار إلى دار.

وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 169، 170].

وقال عليه السّلام الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام صف لنا الموت فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة ترد عليه، اما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بتعذيب الأبد، وإما تخويف و تهويل ‌لا يدري من أي الفرق هو. أما وليّنا و المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما عدونا والمخالف لأمرنا فهو المبشر بعذاب الأبد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه يأتيه الخبر مبهما مخوفا، ثم لن يسويه اللّه بأعدائنا و يخرجه من‌ النار بشفاعتنا، فاحتملوا و أطيعوا و لا تتكلموا و لا تستصغروا عقوبة اللّه فإن من المسرفين ‌من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة.

وسئل الحسن بن علي عليهما السّلام ما الموت الذي جهلوه، فقال: أعظم سرور على‌ المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن ‌جنتهم إلى نار لا تبيد و لا تنفد.

وعن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى‌ جنانهم و جسر هؤلاء إلى جحيمهم.

وعن سيد الشهداء عليه السّلام في حديث قال فيه: ما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن‌ البؤس و الضراء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائم، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى ‌قصر، و ما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب.

وقيل لعلي بن الحسين ما الموت، فقال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك‌ قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب و أطيبها روائح و أوطأ المراكب و آنس ‌المنازل.

وللكافر كخلع ثياب فاخرة و النقل عن منازل أنيسة و الاستبدال بأوسخ الثياب ‌وأخشنها و أوحش المنازل و أعظم العذاب.

وقيل لمحمد بن علي الباقر عليه السّلام ما الموت، قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة، فمنهم من رأى في نومه من أصناف الفرح مالا يقادر قدره، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره. وقيل للصادق عليه السّلام صف لنا الموت، فقال: هو للمؤمن كأطيب ريح يشمه‌ فينعس لطيبه فينقطع التعب و الألم كله عنه، وللكافر كلذع الأفاعي و كلسع العقارب‌ وأشد.

وقال الكاظم عليه السّلام: إن الموت هو المصفاة يصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون‌ آخر ألم يصيبهم و كفارة آخر وزر عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم.

جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال يا رسول اللّه ما لي لا أحب الموت، فقال ألك مال، قال نعم، قال قد قدمته. قال لا. قال فمن ثم لا تحب الموت. وقيل لأبي ذر رحمه اللّه ما بالنا نكره الموت، فقال: لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم‌ الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا عن عمران إلى خراب. فقيل له كيف ترى قدومنا على اللّه. قال أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.

قيل‌ فكيف حالنا عند اللّه، قال اعرضوا أعمالكم على الكتاب إن اللّه عز و جل يقول: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار: 13، 14] .

قال الرجل فأين رحمة اللّه قال: {رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].

وروى ثقة الإسلام في الكافي عن يعقوب الأحمر في الصحيح قال دخلنا على أبي‌

عبد اللّه عليه السّلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن اللّه عز و جل نعى إلى نبيه نفسه‌ فقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ‌وقال : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ} [العنكبوت: 57]. ثم أنشأ عليه السّلام ‌يحدث فقال: إنه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلا ملك الموت و حملة العرش و جبرائيل و ميكائيل، قال فيجي‌ء ملك الموت ‌حتى يقوم بين يدي اللّه عز و جل فيقول له من بقي و هو أعلم، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك‌ الموت و حملة العرش و جبرائيل و ميكائيل، فيقال قل لجبرائيل و ميكائيل فليموتا، فيقول‌ الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك و أمينيك، فيقول إني قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجي‌ء ملك الموت حتى يقف بين يدي اللّه عز و جل، فيقال له من بقي‌ وهو أعلم، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت و حملة العرش، فيقول قل لحملة العرش فليموتوا، قال ثم يجي‌ء مكتئبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال له من بقي، فيقول يا رب ‌لم يبق إلا ملك الموت، فيقال له مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه ‌والسماوات و يقول أين الذين كانوا يدعون معي شريكا، أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.