المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

الوصف النباتي للحمص
2023-06-20
العلاقة بين المعلم والتلميذ
20-4-2016
كيف يمكن معالجة التربة التي بها نسبة ملوحة عالية؟
11-2-2018
الإلتصاق الطبيعي بالعقار
25-8-2019
يحيى الاَزرق
15-9-2016
الموقف من الأجانب في العصور الحديثة
2023-04-26


إعطاء المسؤولية  
  
2139   03:07 مساءً   التاريخ: 25-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص323 ـ 328
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الإنسان فرد متعهد ومسؤول وموظف ومكلف بأداء الواجبات والمسؤوليات التي وضعها الباري تعالى في ذمته، ويوجد ذلك فطرياً في الإنسان والدليل هو إحساس الطفل أحياناً بوجوب التقدم إلى الأمام لأخذ بعض الأشياء والاستفادة منها ويشعر كذلك أنه من الواجب أن يقوم ببعض الأعمال في البيت وخارجه.

قبول المسؤولية وتطبيق الحريات المحدودة يحتاج كل ذلك إلى تمرين، ويا حبذا أن يبدأ هذا التمرين في محيط البيت ومن ثم يطبق في المدرسة لكي لا يتعرض إلى صعوبات. هذا الأسلوب يساعد الطفل على معرفة المسؤوليات من طرف ويساعده على أداء تمرين الحرية ومعرفة حدود ذلك من طرف آخر.

المسؤولية والشخصية

الجد وقبول المسؤولية لها علاقة بشخصية الفرد، عادة إعطاء المسؤولية إلى الطفل في جميع أشكالها وعناوينها يؤدي إلى استقامة الطفل ووضوح معالم شخصيته. لأنه مجبور على التوفيق بينه وبين ظروف ونوع تلك المسؤولية وهذا ما سيعتاد عليه مستقبلاً عندما تختار الطفل مراقباً في الصف فإنك في الحقيقة سعيت إلى ضبط شخصيته لأنه يسعى خلال ذلك إلى وضع شخصيته في مسير الضابطة المعنية والانصراف عن كثير من الحريات، أو عندما يقبل الطفل رئاسة مجموعة الأطفال فى اللعب فإن ذلك بالحقيقة يجعله ملتزماً بضوابطها وهذا يحدد تدريجياً ويوضح معالم شخصيته.

وهذا ينطبق كذلك على الكبار لأن الفرد عندما يصبح رئيس دائرة ما أو إمام جماعة للمسجد أو مبلغ خطيب فإنه سيحاول بصورة إرادية أو غير إرادية إلى حفظ مكانته ومسؤوليته وهذا بحد ذاته سيدفعه إلى الالتزام بالضوابط والانضباط، ويعتبر هذا الامر من أحد اساليب السيطرة على الحريات.

بداية تحويل المسؤولية

ونقصد بذلك تحديد السنين المناسبة للسيطرة على حرية الأفراد ووقت إعطائه المسؤولية، يبدأ ذلك من تاريخ فهم الطفل للغتنا ويكون قادراً على التحرك والانتقال وذلك تقريباً من نهاية السنة الثانية وبداية السنة الثالثة.

نستطيع تحويل المسؤولية إلى الطفل في السنة الثالثة والرابعة بدون أن نثقل عليه، ويمكننا تحفيزه على عمل ما دون استجوابه على نتائجه بصورة رسمية ويعتبر ذلك بالإضافة إلى كونه تمرينا لتحمل المسؤولية فهو نوع من أنواع السيطرة على الحرية.

والمبدأ في ذلك هو تصور الطفل أن تلك المسؤولية أحد اللعبات لأن ذلك سوف لا يؤدي إلى وجود أي مانع من قبله أو يعتقد بأنه سيؤثر على نومه واستراحته.

يجب متابعة هذا الموضوع بجدية ودقة في جميع مراحله حتى يتمكن الطفل من الوصول إلى عمر معين ويصيح فيه قادراً على أداء أعماله وأعمال المجتمع ويكون قد اعتاد عليه وأعطى ذلك ثماره بالإضافة الى أنه يكون واعياً الى نفس مبدأ قبول المسؤولية وحذراً كذلك، وفي تلك الحالة فانه سوف لا يشعر بالثقل والتعب وكل ذلك يعتبر ارضية مناسبة للرشد وعاملاً مهماً للسيطرة.

نوع المسؤولية

في موضوع تعيين نوع المسؤولية يجب القول، أن وسع الطفل وقدرته من الأمور المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار وكذلك الاهتمام برغبته وذوقه في سنينه الأولى ومن الأمور المهمة كذلك في هذا الأمر هي إعطاؤه المسؤوليات وتحفيزه على التمرين عليها.

يرغب الطفل أحياناً وهو بعمر الثلاثة سنين بغسل ملعقته ومنديله بنفسه، أو يتناول طعامه بنفسه وبدون مساعدة الآخرين، أو ارتداء حذائه .... كل ذلك يمثل فرصة جيدة لممارسة مسؤوليته وعندما يبلغ الثمان سنين من المناسب أن يقوم بتحضير سرير نومه للنوم أو تنظيمه بعد النهوض، أو يغسل جورابه، أو يساعد أمه في أعمال البيت، أما في المناطق القروية فإن الاعتناء بالحيوانات والاهتمام باحتياجاتها من المسؤوليات المناسبة للطفل.

لا بأس ان نذكر هنا أن المسؤولية الهادئة تختلف عن المسؤولية المتشعبة.

الأطفال الذين هم في حركة دائمة يجب أن تعطى لهم مسؤولية تناسب خصوصياتهم بحيث تشغل أغلب وقتهم، يجب أن نضع برنامجاً مناسباً له يملأ فراغه لكي لا يسبب الإزعاج للآخرين وهذا الأمر لا يخص عمراً محدداً وإنما يعتمد على الوضع الروحي والسلوكي للطفل.

الدعم والتذكير

يجب على مشرفي التربية الاهتمام في هذين الجانبين:

1ـ الوقوف إلى جانب الطفل في مسؤوليته وخصوصاً عند بداية تحمله إياها بالإضافة إلى كونه صغير السن وعديم التجربة.

2ـ التدريب اللازم للقيام بأمر الرقابة على الحرية وحدودها وهذا ما سنتناوله هنا:

لو طلبنا من الطفل ذي العشر سنوات شراء حاجة من الدكان المجاور يجب ان نوصي البقال بتقديم المساعدة اللازمة أيضاً لانجاح مهمته.

ولو قلنا له انقل هذا الشيء يجب علينا مساعدته في ذلك خصوصاً ان كان الشيء ثقيلاً.

نعم يحتاج الطفل إلى الدعم في قبوله مسؤوليته وإلى المساعدة الفيزيائية في أداء مهامه لكي لا يصاب بالفشل، ويحتاج أيضاً الى النصيحة والهداية لكي يعلم بوظيفته في كل مرحلة ومقدار سعيه اللازم لذلك، وأن شعر بالتعب في مهمّة ما فسيكون بحاجة إلى المواساة والتعاطف وإلى من يستمع الى معاناته.

إعطاؤه الجرأة

عندما نحمله مسؤولية يجب تشجيعه وإعطائه الجرأة للقيام من مكانه وأداء واجبه ويجب تلقينه بأنه قادرا على ذلك، وعليه القيام بذلك أولاً وسيكون موفقاً بلا شك. ولا بأس تحديد هدية له في بعض الموارد، وإن نجح بذلك سينال هذه الجائزة، أما تشخيص الجائزة لا يلزم أن تكون فوق طاقتنا بحيث نعجز عن إعطائها له إن نجح فعلاً وبالإضافة إلى كون قيمتها وحجمها مناسبين تكون في نفس الوقت جذابة ولطيفة بالنسبة له لكي نستطيع الاستمرار بذلك في المستقبل.

من النكات المهمة هي ان اعتياد الطفل على الهدية قد يجعل منه رجلاً قابلاً للارتشاء في المستقبل وهذا خطأ تربوي، يضاف إلى أنه قد يزيد من طلباته بصورة مستمرة، لعله من أفضل وأحسن الجوائز هو اقترابه إلى محبة واحترام الوالدين.

الاستفسار

ان الطفل البالغ من العمر سبعة سنين معفي من الاستجواب في قبوله لمسؤولية ما وهو في مأمن من الضغط والجبر أيضاً.

يقوم البناء التربوي على هذا الأساس وهو عدم اعتبار السن الصغير عائقاً في إعطائه المسؤولية ولا يكون سبباً لاستعمال الشدة في الاستفسار عن عدم أداء ذلك العمل أو النقص في هذا.

أما بعد مرحلة السبع سنين يمكننا تحميله مسؤولية ما مع الاستفسار منه عن متعلقاتها، ويتعلق هذا الأمر في الحقيقة بمرحلة الطاعة وعلى الطفل فيها معرفة الحسن والقبيح والجميل والرديء بالإضافة إلى اطلاعه على أوليات الحياة الاجتماعية.

نكات حول المسؤولية

- تبدأ نوعيتها من الصغيرة وتتدرج نحو الجوانب الأكثر صعوبة.

- توضيح حدود الحريات ونوعية تلك الحدود خلال إجراء برنامج خاص للطفل.

- الالتفات إلى قدرة تحمله وحجمه قبل تحميله المسؤولية، وعدم فرض برنامج ما عليه بحيث تجعله يهرب من المسؤوليات القادمة.

ـ يجب أن لا تكون المسؤوليات معقدة بحيث يعجز عنها لأن ذلك سيترك أثراً سلبياً عليه.

-عدم تحميله عدة مسؤوليات في آن واحد لأن ذلك يشغل باله ويضعف تركيزه وأحياناً يؤدي إلى إتعابه.

ـ تكليفه بوظائف عائلية تحت عنوان المشاركة في الحياة العائلية وهذا سيجعله يشعر بالارتباط العائلي وإنه عضو مفيد فيها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.