وهي من العوامل المؤثرة في بناء الطفل وتقدمه، فإقامة العلاقات الحميمة بين الطفل والمعلم تشكل حجر الاساس في أمن وراحة الطفل في المؤسسات التربوية؛ وربما كان من الصعب على الطفل ان يبتعد عن امه وعن محيط العائلة الحميم والمحبب في الايام والاسابيع الاولى؛ ولكن شعوره بأن معلمه يحبه ويكنّ له احتراماً خاصاً، سيمهد لاستئناسه به وسيشعر بلذة كبيرة من حضوره في الصف وحديثه مع المعلم، فالمعلم في المدرسة هو في الحقيقة نائب عن الاب والام، والمعلم فضلاً عن انه مرشد للتلميذ ومَثَل له، يمكن ان يساعد على النمو والتقدم من خلال العناية المضاعفة، ويمنحه الجرأة للتقدم.

وينبغي على المعلم ان يطرح نفسه على انه اب للتلميذ وأن يخبره بأنه سيقوم بهذا الدور، ويسعى لتقدمه واعتباره كابنه، وبذلك لن يفسح المجال امامه لاستغلال هذه الفرصة. عليه السعي لتعويض نقص المحبة الناتج عن وفاة الاب، وأن يطبق النظام والانضباط مع محافظته على عنايته بالطفل وعلاقته الجيدة به. وإن كان المعلم والمدير فردين مثقفين وواعين وملتزمين ومحبين لذرية الشهيد فلن تبدو وفاة الاب حرماناً كاملاً للطفل، لأن الطفل سيسير في طريق يشعر فيه بالأمل والحياة، وسيتقدم الى الامام متسلحاً بالجرأة والثقة.