المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

الخصائص الفكرية في القرآن المكّي
12-10-2014
The Oxford English Dictionary
14-1-2022
زاوية مركزية Central Angle
10-11-2015
العقبة الاولى والثانية واسلام الانصار
4-12-2016
تعريف سوق رأس المال واقـسـامـه
2023-02-09
أنـواع الشـركـات ومـعايـيـر تـمـيـيزهـا
2024-05-26


المواجهة مع الزهراء ( عليها السّلام )  
  
1854   07:51 مساءً   التاريخ: 16-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص165-166
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

ما كانت السيّدة فاطمة الزهراء تنتظر أن ترى في حياتها يوما كذلك اليوم ومأساة كتلك المأساة وإن كان أبوها ( صلّى اللّه عليه واله ) قد أخبرها بذلك ، ولكنّ السماع شيء والرؤية شيء آخر ، وتأثير المصيبة يختلف سماعا ورؤية ، إن كانت ( عليها السّلام ) سمعت من أبيها أنّ الأمور تنقلب عليها وأنّ الأحقاد سوف تظهر بعد وفاته ( صلّى اللّه عليه واله ) فإنّها قد شاهدت تلك الأحداث ، فقد هجم القوم على عرينها ليخرجوا زوجها من ذلك البيت الذي ما كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يدخله إلّا بعد الاستئذان من فاطمة ( عليها السّلام ) .

كانت الزهراء تتذكّر كيف أنّ زينب بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) تجهّزت للّحوق بأبيها ، وخرجت من مكة على بعير لها وهي في الهودج ، فخرج في طلبها هبّار بن الأسود فروّعها بالرمح - وهي في الهودج - وكانت حاملا ، فلمّا رجعت طرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يوم فتح مكة دم هبّار بن الأسود .

ترى ماذا سيقول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حين يرى القوم لا يرعون حرمة ولا كرامة لدار حبيبته الزهراء ؟ بل ولا هيبة ولا احتراما لبضعته حين يتجرّأ القوم فيضربونها ويروّعونها فيكون ذلك علة لسقوط جنينها ومرضها ثم وفاتها ؟ .

بالرغم من أنّ المواجهة التي حصلت في دار الزهراء ( عليها السّلام ) كانت لفترة قصيرة ووقعت في مكان محدود غير أنّ صداها بقي لأجيال وأجيال إلى يومنا هذا تشعر المرء بمرارة التعدّي والظلم الذي لحق بآل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ولمّا تنقض أيام معدودات على غياب الرسول الكريم ( صلّى اللّه عليه واله ) .

من هذه المواجهة نستطيع أن نلحظ بعض الجوانب التي تدلّ على شخصية الزهراء :

  1. أنّ الزهراء ( عليها السّلام ) هبّت للدفاع عن الوصي ، ووقفت خلف الباب بصلابة متناهية ، وخاطبت القوم بالحجّة البالغة عسى أن يرتدع الظالمون ، ولم تلتزم الصمت لأنّها صاحبة حقّ والمهاجمين غاصبون لحقّ الخلافة الشرعية .
  2. حينما أخرجوا عليا ( عليه السّلام ) راحت الزهراء ( عليها السّلام ) تدافع في موقع آخر ، فلحقت به لعلّها تمنعهم عنه رغم كلّ الآلام التي تعرّضت لها عند هجومهم على الدار ، لأنّه أصبح لديها حقّان : حقّ الدفاع عن الوصي والمطالبة بالخلافة ، وحقّ الظلامة التي جرت عليها من تعدّي القوم على حرمتها وهي ابنة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله )[1]  وحين أعيتها الحيل والسبل ؛ انصرفت للدعاء عليهم صارخة مستغيثة باللّه ورسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) على رؤوس الأشهاد . إنّ موقف الزهراء ( عليها السّلام ) سجّل اعتراضا صارخا واضحا لكلّ متتبّع للحقّ بأنّ الخلافة انحرفت عن مسارها الصحيح وأصحابها الشرعيين ، وقد أدّت دورها العظيم في محاولة إعادة حقّ الخلافة إلى صاحبها الشرعي الإمام عليّ ( عليه السّلام ) أو على أقل تقدير أعادت التجربة الإسلامية إلى مجراها الحقيقي عبر استنهاض الأمة وبثّ الوعي فيها وفضح المغتصبين للخلافة ، مع التأكيد على عدم أهليّتهم لتحمّل أعباء مسؤولية زعامة المسلمين ولم تزل الرسالة حديثة عهد بهم .

 


[1] فاطمة الزهراء ، إبراهيم الأميني : 123 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.