المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التكليف  
  
697   02:55 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 114
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /

وفيه ابحاث :

البحث الاول: في حقيقته :

ﺃﺳﺪّ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻘﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺑﺸﺮﻁ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻛﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻮﻟﺪﻩ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻚ. ﻭﻗﻠﻨﺎ " ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ " ﻷﻥ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻟﻮﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﺜﻼ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﻟﺴﺒﻖ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭﺇﻥ ﺳﻤﻲ ﺑﻪ ﻣﺠﺎﺯﺍ. ﻭﺷﺮﻃﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻷﻥ ﻣﺎ ﻻ ﺷﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻷﻛﻞ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ. ﻭﺷﺮﻃﻨﺎ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻬﺎ ﻷﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺃﻥ ﻣﻜﻠﻔﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻲ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ: ﻓﻸﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﻣﺮ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻫﻴﺄﻫﻢ ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﻤﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺟﻼﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻣﺘﺜﺎﻟﻪ ﻣﺤﺎﻝ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻭﻗﺒﻴﺢ ﻋﻘﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﻟﻨﺎ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﺃﻛﻤﻞ ﺷﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻐﺮﻳﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻤﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﺧﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻴﻤﺘﺜﻠﻪ ﻭﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻟﻴﺠﺘﻨﺒﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺑﺨﻠﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻣﻐﺮﻳﺎ ﻟﻪ ﺑﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻸﻥ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﻯ ﺑﻪ، ﻓﻠﻮ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﻣﺤﺎﻝ ﻓﺎﻻﻏﺮﺍﺀ ﻣﻨﻪ ﻣﺤﺎﻝ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ. ﺑﻴﺎﻧﻪ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﻤﺪﺣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻳﺬﻣﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺻﺎﺭﻓﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀ.

ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺤﺴﻨﻪ ﻭﻗﺒﺤﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺗﺘﺮﺟﺢ ﺷﻬﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭﻣﻴﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻓﻼ ﻳﻔﺎﺭﻗﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻄﻪ ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﻪ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺜﻼﺛﺔ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺇﻻ ﻟﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻭﺇﻻ ﻟﺠﺎﺯ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻇﻠﻤﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻠﻌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺇﻻ ﻟﺠﺎﺯ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻓﻴﻘﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻓﺜﻼﺛﺔ:

(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﻠﻒ ﺑﻪ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﺎﻵﻻﺕ، ﺇﺫ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻝ.

ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﻪ ﻓﺄﻣﺮﺍﻥ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺴﻨﺎ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻓﻲ ﺃﻗﺴﺎﻣﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﻋﻤﻞ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﻨﺎ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ...

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻌﻘﻠﻲ ﻭﺳﻤﻌﻲ: ﻓﺎﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﺮﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻻﻧﺼﺎﻑ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺑﺎﺕ، ﻓﺄﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﻓﻜﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺪﺭﻙ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﻭﻻ ﻧﺪﺑﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.