المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

Aprotinin
7-6-2017
الجيوبوليتيكا الألمانية
20-1-2016
كيف تستطيع طائفة النحل تمييز نحلها عن النحل الغريب؟
4-4-2017
وجوه حتى
2024-06-09
Gram Point
18-4-2020
دودة أوراق الحمضيات Papilio
24-1-2016


فاطمة الممتحنة  
  
1687   04:59 مساءً   التاريخ: 11-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص69-71
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

شاء اللّه سبحانه وتعالى أن تشهد فاطمة فترة صراع الدعوة في مكة ، وتشهد محنة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فترى الأذى والاضطهاد يقع عليه ، وتشهد جوّ مكة المعادي لبيت النبوّة ، بيت الهدى والإيمان والفضيلة ، وتشاهد أباها والصفوة المؤمنة من دعاة الإسلام والسابقين بالإيمان يخوضون ملحمة البطولة والجهاد ، فيؤثّر هذا الجوّ الجهادي في نفسها ، ويساهم في تكوين شخصيّتها وإعدادها لحياة التحمّل والمعاناة ، لقد عايشت فاطمة كلّ ذلك وهي بعد لمّا تزل صبيّة صغيرة ، لقد عايشت المحنة الأشد مع أبيها ، بعد فقد أمها ، المواسي والأنيس والحبيب الذي كان يخفّف عنها متاعب الحياة والآلام والاضطهاد ، وبعد فقده عمّه أبا طالب حامي الدعوة والمدافع عن رسول اللّه الذي ما تجرأت قريش في حياته أن تؤذيه ( صلّى اللّه عليه واله ) أو تنال منه شيئا ، إلّا كان لها بالمرصاد[1] ، هذه الحماية التي عبّر عنها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد فقده أبا طالب بقوله : « ما زالت قريش كاعة[2] عنّي حتى مات أبو طالب »[3].

لقد صبّت قريش حقدها وأذاها على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في تلك الفترة العصيبة من عمر الدعوة ، وبكل ما تملك من وسائل الأذى والاستهزاء والسخرية ومحاولات الانتقاص من مكانة محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) وشخصيته .

لقد تحمّل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) من أجل دعوته وفي سبيل مبادئه ورسالته ما لم يتحمّله أحد من الأنبياء ، فقد بلغ الأمر بأحد سفهاء قريش أن يغترف غرفة من تراب الأرض ويقذفها في وجه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وعلى رأسه ، فيتحمّل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) هذا الأذى ويعود إلى بيته صابرا محتسبا وقد لطخ التراب وجهه ورأسه ، ويعود إلى بيته وفاطمة ( عليها السّلام ) تنظر اليه فترى ما لحق به من أذى قريش وتماديها في الصلف والغرور ، فيحزّ الألم في نفسها ويعظم عليها تجرؤ السفهاء والمغرورين من طغاة الجاهلية ومتكبّريها على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ثم تقوم لأبيها وتنفض التراب عنه وتأتي بالماء وتغسل رأسه ووجهه الكريم .

ولم يمرّ هذا المشهد المؤلم دون أن يؤثّر في نفسها ( عليها السّلام ) فيستبدّ بها الحزن والألم على القائد رسول اللّه أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) فتبكي وتتألّم لجرأة هؤلاء الجاهلين الطغاة على رجل يريد أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم سبيل الهدى والرشاد ، ويؤثّر موقف فاطمة في نفس أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) ويشعر بحرارة الألم تمسّ قلبها ، فيحاول ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يخفّف عنها ويحثّها على التجلّد والتحمّل ، فيمدّ يديه الكريمتين ويضعهما على رأسها فيمسّه برقّة وحنان وهو يقول لها : « لا تبكي يا بنية فإنّ اللّه مانع أباك ، وناصره على أعداء دينه ورسالته »[4].

بهذه الكلمات الجهادية المربّية يحاول رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يزرع في نفس فاطمة ( عليها السّلام ) روحا جهادية عالية ، ويملأ نفسها وقلبها بالصبر والثقة بالنصر .

ولم تنته هذه المشاهد المثيرة المؤلمة ولم يقف أذى قريش واستخفافها برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ودعوة الحقّ والهدى والتحرير إلى هذا الحدّ ، بل راحت تتمادى في غيّها وتصرّ على عنتها وكبريائها ، فقد روي عن عبد اللّه ابن مسعود أنّه قال : ما رأيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) دعا على قريش غير يوم واحد ، فإنّه كان يصلّي ورهط من قريش جلوس ، وسلى[5] جزور قريب منه ، فقالوا : من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره ، فقام رجل - وهو عقبة بن أبي معيط - وألقاه على ظهره فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة ( عليها السّلام ) فأخذته عن ظهره فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « اللهمّ عليك الملأ من قريش ، اللهمّ عليك بعتبة بن ربيعة ، اللهمّ عليك بشيبة بن ربيعة ، اللهمّ عليك بأبي جهل بن هشام ، اللهمّ عليك بعقبة بن أبي معيط ، اللهمّ عليك بابي بن خلف وأمية بن خلف » .

قال عبد اللّه بن مسعود : فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا إلى القليب[6] غير أبي بن خلف أو أمية فإنّه كان رجلا ضخما فتقطع[7].

 


[1] البداية والنهاية : 3 / 151 ، وسيرة ابن هشام : 1 / 416 .

[2] كاعّة : ضعيفة وجبانة .

[3] كشف الغمة : 1 / 16 ، ومستدرك الصحيحين : 2 / 622 بألفاظ أخرى .

[4] البداية والنهاية : 3 / 151 ، سيرة ابن هشام : 1 / 416 .

[5] السلى : الجلد الرقيق الذي يخرج فيه ولد الماشية من بطن أمه ملفوفا فيه .

[6] القليب : البئر .

[7] ذخائر العقبى ، للطبري : 57 ، ومثله في البداية والنهاية لابن كثير : 3 / 357 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.