أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
2885
التاريخ: 27-4-2022
1850
التاريخ: 13-3-2019
2585
التاريخ: 14-10-2015
3992
|
كانت حكومة عثمان استمرارا للخطّ السياسي الحاكم غير الواعي لمحتوى الرسالة سلوكا ومعتقدا ، فتركت آثارها السيّئة على مسيرة الحكومة الإسلامية والامّة ككل ، وأضافت مثالب ومطاعن في وضوح الرسالة الإسلامية لدى الجماهير الإسلامية التي لم تعش مع القائد المعصوم - النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) - سوى عقد واحد رأته فيها حاكما ومربّيا ، واشتعلت نار الفتن في أطراف البلاد الإسلامية والتي جرّت على المسلمين الويلات والملمّات ، فإنّنا من خلال سبرنا أغوار التأريخ نستنتج ما يلي :
1 - إنّ حكومة عثمان ابتعدت عن نهج الشريعة الإسلامية ، فعطّلت الحدود وأشاعت الفساد وتهاونت في محاسبة المسؤولين عن ذلك ، وهذا ما فسح المجال لشيوع الفوضى في السلوك الاجتماعي وبثّ روح التمرّد على القانون . وكان من مظاهر الفساد شيوع الاستهتار والاستخفاف بالقيم والأحكام الإسلامية ، فنجد أنّ بيوت الولاة والشخصيّات المتنفّذة تعجّ بحفلات الغناء ومجالس الخمرة[1].
2 - ركّزت حكومة عثمان على روح العصبية القبلية التي شرّعها أبو بكر في نهجه السياسي القبلي ، فتوضّح في بروز سلطة بني اميّة كاسرة لها سلطتها على جميع مرافق الدولة لا لشيء سوى أنّها ترى لنفسها السيادة المطلقة التي انتزعها الإسلام منها ، لأنّها ليس لها أساس شرعي ، وأصبح بنو اميّة جبهة سياسية قويّة لها توجّهها المناوئ للإسلام وخصوصا لخطّ آل البيت ( عليهم السّلام ) فأصبحوا فيما بعد العقبة الرئيسة أمام حكم الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، حيث تكتّلوا حول معاوية بن أبي سفيان في مواجهة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .
3 - اعتبرت حكومة عثمان أنّ الحكم حقّ موهوب لهم ولا يحقّ لأحد انتزاعه ، واتخذوه وسيلة لإرضاء رغباتهم المنحرفة وشهواتهم الشيطانية ، ولم تجعل من الحكم وسيلة للإصلاح الاجتماعي ونشر الرّسالة الإسلامية في بقاع الأرض[2] ممّا شجّع الكثيرين في السعي للتسلّق إلى الحكم للتمتّع بالسلطة والجاه ، فعمرو بن العاص ومعاوية وطلحة والزبير لم يكونوا ينشدون من السعي للحكم أيّ هدف إنساني أو اجتماعي يعود بالنفع والمصلحة على الامّة .
4 - خلقت حكومة عثمان طبقة كبيرة من الأثرياء[3] تتضرّر مصالحها مع الحكومة القائمة في مواجهة حكومة تطالب بتطبيق الحقّ والشرع ، ممّا أدّى إلى تحرّك قطعات المسلمين الفقراء للمطالبة بالقوّة في إصلاح النظام المالي وتطوير الحياة الاقتصادية وتنظيم الدخل الفردي . وحركة أبي ذرّ تجاه الفساد المالي للحكومة خير شاهد ودليل على عمق تفشّي الفقر في أوساط الامّة .
5 - إنّ استعمال العنف والقوّة والشدّة والقسوة في التعامل مع المعترضين وإهانتهم ولّد ردّة فعل معاكسة للثورة على النظام القائم عسكريا ، وكان مقتل عثمان نقطة تحوّل في الصراعات الدائرة بين وجهات نظر المسلمين ، فعمل السيف عمله في أفراد الامّة وأجّجه وزاد فيه تعنّت بني أمية ومن والاهم على تحدّي الحقّ ورغبة الامّة في الإصلاح .
وهذا ما فسح المجال أمام النفعيّين في الوصول إلى الحكم بقوّة السيف بعد أن افترقت الامّة الإسلامية في توجّهاتها السياسية ، كلّ فرقة تريد الحكم لنفسها .
6 - خلّف مقتل عثمان فتنة يتأجّح أوارها كلّ حين ، وشعارا يرفعه النفعيّون والخارجون على الطاعة والبيعة لإثارة المشاكل والحروب تجاه حكومة شرعية جماهيرية بزعامة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، وتكامل دور الفتنة والشقاق على يد معاوية فيما بعد ، فحارب الإمام ( عليه السّلام ) وسالت دماء المسلمين كثيرا ، ثمّ حرّفوا التوجّه الديني الصحيح إلى ثقافة مشبوهة يحرّكون بها المجتمع لغرض إدامة سلطانهم الذي تحوّل إلى ملك متوارث ، يساعدهم على ذلك سعة الدولة الإسلامية الجديدة ووجود فئات واسعة من المجتمع الإسلامي لم تفهم العقيدة الإلهية بوعي وبصيرة .
7 - من نتائج الثورة على عثمان أن وجدت فئات مسلّحة من مختلف الأقطار الإسلامية لا زالت تحيط بالمدينة تنتظر مصير الحكومة ، كما أنّ الأحداث أثبتت وشجّعت على تحرّك الجماهير لتغيير الحكم بالقوّة ، وهذا يعتبر ورقة ضغط قويّة تؤثّر على الحكم الجديد .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|